خلال مؤتمر - مشاركون يطالبون بتكثيف وتوحيد الجهود من أجل اعمار غزة
نشر بتاريخ: 11/11/2015 ( آخر تحديث: 11/11/2015 الساعة: 16:34 )
غزة- معا - دعا ممثلو قطاعات المنظمات الأهلية اليوم الاربعاء إلى ضرورة وضع رؤية متكاملة لاعمار قطاع غزة بمشاركة مختلف الاطراف بمن فيهم المتضريين انفسهم وقطاعات المجتمع المختلفة، مطالبين بضرورة تكثيف الجهود وتطوير آليات للضغط من اجل رفع الحصار والسماح بحرية الحركة للبضائع والأفراد وإدخال المواد اللازمة للاعمار، إلى جانب وقف كافة أشكال الاعتداءات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي نظمته شبكة المنظمات الاهلية "الخاص باستعراض أوراق الحقائق الخاصة بتأثيرات العدوان الإسرائيلي الصيف الماضي ورؤية قطاعات المنظمات الاهلية تجاه اعمار قطاع غزة" ويأتي هذا المؤتمر ضمن مشروع الدعم والمناصرة من اجل إنهاء الحصار ووقف انتهاكات الحقوق وتعزيز التنمية العادلة والفعالة والضغط لاعمار قطاع غزة بالشراكة مع مؤسسة أكشن إيد الدولية.
وشدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة إعادة النظر في الالية الدولية للرقابة على دخول مواد البناء الى قطاع غزة التي شرعت الحصار المفروض على قطاع غزة والضغط باتجاه إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وتوحيد الوزارات والمؤسسات بين الضفة والقطاع ووضع خطة تنموية مشتركة تحقق التكامل بين المنطقتين.
وقال أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الاهلية :"إن هذا المؤتمر وأوراق الحقائق المقدمة بداية لصياغة آلية عمل باتجاه خطوات أوسع من شأنها الدفع باتجاه إعمار قطاع غزة" ، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يأتي بالشراكة مع مؤسسة الاكشن ايد الدولية.
واكد الشوا ان هذا المؤتمر هو خطوة مهمة لتقديم اوراق الحقائق التي خرجت بها كافة القطاعات بهدف تسليط الضوء على واقع القطاعات واستعراض مساراتها ومعيقاتها والقيود التي حالت دون تنميتها.
وقال الشوا:" إن عملية الاعمار يجب أن تكون عملية ضمن رؤية شاملة متعددة المسارات بحيث تشمل ترميما وإعادة بناء للنظام السياسي الفلسطيني وترميم صورة النضال الوطني التي تشوهت كثيراً بسبب الانقسام، مطالباً بإعادة بناء مقومات الصمود لشعبنا".
وفي كلمته أكد عضو الهيئة التنسيقية للشبكة د. عائد ياغي أن هذا المؤتمر يأتي في ظل الحصار الظالم والانقسام المستمر على قطاع غزة وفي ظل الأوضاع المأساوية سواء الاجتماعية أو الاقتصادية التي يعيشها الشعب.
وأوضح ياغي أن هذه المرحلة هي الأولى لاستعراض كافة أوراق الحقائق لكافة القطاعات المختلفة وذلك من اجل التوصل إلى صوت واحد والضغط على كافة المسؤولين تبني هذه التوصيات.
ولفت ياغي الى أن عملية الاعمار لا زالت تراوح مكانها نتيجة الخلافات بين طرفي الانقسام مع أن ضخامة المهمة يجب أن تكون دافعا لهم للوحدة وتوحيد الجهود من اجل إعادة الاعمار مطالبا بضرورة تفعيل دور المؤسسات الحكومية والأهلية والدولية في الإسراع تجاه عملية الاعمار.
وفي كلمة مدير مكتب مؤسسة أكشن إيد الدولية د. رأفت حسونة أكد على أن رؤية مؤسسة الاكشن ايد هي الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني والعيش بكرامة، مشيرا الى ان مؤسسة الاكشن ايد هي حركة عالمية مكونة من اشخاص يعملون معا لوضع حد للفقر ويؤمنون بالتغيير نحو الافضل.
وشكر حسونة شبكة المنظمات الاهلية على مجهودها المثمر تجاه الحشد والمناصرة، مؤكدا على مواصلة الدرب للنضال في انهاء الاحتلال الاسرائيلي ونيل حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي الجلسة الأولى التي ترأسها مدير مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين م. رياض جنينة أكد على ضرورة تفعيل خطط القطاعات المختلفة " الصحي، الزراعي، التأهيل" وتوجيه الانشطة المنبثقة عن خطط القطاعات في الضغط تجاه تفعيل عملية اعادة اعمار قطاع غزة.
و استعرض مدير جمعية ارض الإنسان د. عدنان الوحيدى رؤية القطاع الصحي تجاه عملية الاعمار والتنمية في قطاع غزة قائلا أن هذه الورقة تتضمن الأضرار التي أصابت القطاع الصحي الفلسطيني في قطاع غزة وتنتهي بجمله من التوصيات التي من شأنها أن تسهم في تطوير القطاع الصحي في غزة والنهوض به.
وأكد الوحيدي أن هذه الورقة تهدف إلى تسليط الضوء على قطاع الصحة في قطاع غزة عبر تشجيع واقعه واستعراض مساراته والمعيقات والقيود التي حالت دون تنمية، إلى جانب التحديات والفرص التي يمكن استثماراها باتجاه إعادة بنائه واستنهاضه رغم ما يشهده من تراجع حاد.
وطالب الوحيدي بضرورة إعادة تأهيل البنية الصحية بما يشمل المرافق الصحية والمواد والأجهزة الطبية وتطوير خطة طوارئ وطنية شاملة، داعيا المجتمع الدولي بالتدخل لتوفير الحماية للمدنيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المنظمة التي ترتكب بحقهم .
وأوصى الوحيدي بضرورة العمل على حل المشكلات المزمنة في قطاع غزة والخاصة بالقطاع الصحي وأهمها توفير رواتب الموظفين ونقص الأدوية وإعادة بناء وتأهيل قدرات الكوادر البشرية في القطاع الصحي بما يسمح لها بالتطور المطلوب لمواكبة ما هو جديد لتلبية الاحتياجات الصحية المتنامية في قطاع غزة.
ومن جانبه استعرض حسين أبو منصور مدير جمعية الامل للتأهيل أهم الخسائر التي لحقت قطاع التأهيل خصوصا أثناء وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير، مشيرا إلى أن 42 شخصا من ذوي الإعاقة استشهدوا أثناء العدوان.
وأوضح أبو منصور ان الأشخاص ذوي الإعاقة تعرضوا للعديد من الانتهاكات داخل مراكز الإيواء والنزوح في ظل غياب الرعاية الطبية والتأهيلية وعدم توفر الأدوات المساعدة والمستلزمات الطبية وغياب المواءمة البيئية لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة داخل مراكز الإيواء.
واكد أبو منصور على ضرورة إعادة بناء وترميم أماكن العمل الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة التي دمرت خلال العدوان بحيث تكون موائمة لاحتياجاتهم عبر التشاور معهم ومع مقدمي الرعاية لهم، وإشراك أشخاص ذوي الإعاقة أثناء تنفيذ خطة الاعمار من خلال حصولهم على فرص التشغيل المناسبة.
وطالب أبو منصور سلطة الاحتلال الحربي الإسرائيلي بالوقف الفوري لكافة الانتهاكات التي تنفذها ضد الأشخاص ذوي الإعاقة بما في ذلك رفع الحصار المفروض على قطاع غزة فورا وإلزام الاحتلال باحترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان بما فيها تلك الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، داعيا المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المنظمة التي ترتكب بحق أشخاص ذوي الاعاقة.
ومن ناحيته استعرض مدير المركز العربي للتطوير الزراعي محسن أبو رمضان رؤية القطاع الزراعي قائلا :"ان القطاع الزراعي واحدا من القطاعات التي تعرضت للأضرار الفادحة والمباشرة جراء العدوان والعمليات العسكرية".
وأكد أبو رمضان على ضرورة العمل الجاد لوقف حالة التدهور والتراجع التي يشهدها القطاع الزراعي عبر خطط تنموية حقيقية تشارك بها كافة الأطراف ذات العلاقة بالعملية الزراعية من وزارة ومنظمات دولية ومنظمات أهلية ومنظمات قاعدية.
وشدد أبو رمضان على ضرورة وضع خطط وطنية للمحافظة على جودة البيئة في قطاع غزة وتشجيع وتطوير معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها في ري المحاصيل، ومواصلة دعم المشاريع الزراعية مثل استصلاح الأراضي وصيانة الحمامات الزراعية والحدائق المنزلية ومشاريع الثروة الحيوانية .
وطالب أبو رمضان بضرورة العمل على تطوير آلية التنسيق بين المنظمات الدولية والمحلية عبر زيادة فاعلية دور المنظمات المحلية في المجموعات العنقودية، وضرورة تعزيز التنسيق والشراكة بين المنظمات الاهلية على المستوى الوطني باتجاه بلورة آليات تضامنية وتكاملية بين المنظمات الاهلية.
وفي الجلسة الثانية التي ترأستها منسقة المشروع فداء الزعانين أشارت الى ان هذا المؤتمر هو خطوة مهمة في اتجاه اتخاذ قرارات من شانها تسريع عملية اعادة اعمار القطاعات " التعليم، المرأة، الشباب".
وتناولت تغريد جمعة مديرة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية رؤية قطاع المرأة قائلة ان هذه الورقة تعكس رؤية وموقف المنظمات الاهلية العاملة في قطاع المرأة لتشكل مرجعية لها تعكس رؤيتها وأولويتها بالسياسات والتوجهات والآليات العاملة بهدف إعادة تأهيل واعمار قطاع المرأة والعمل على استنهاضه وتنميته وتطويره.
واشارت جمعة الى ان 483 من الاناث استشهدن خلال الحرب 293 منهن فوق الثامنة عشر و190 دون سن الثامنة عشر، و230 من النساء الشهيدات ارامل و1442جرحى كانوا من النساء 65 آنسات و199متزوجات و6مطلقات، 48 امراة من ذوات الاعاقة اصيبت خلال العدوان و115 من النساء الجريحات تسببت اصابتهن بحدوث نوع من الاعاقة.
ودعت جمعة جميع الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة للقيام بواجبها القانوني واتخاذ خطوات عملية لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يمثل جريمة حرب مستمرة واتخاذ التدابير الكفيلة بحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
وطالبت جمعة بضرورة تجنيد مؤسسات قطاع المراة لعلاقاتها الدولية من اجل الضغط على إسرائيل لرفع الحصار، كذلك ضرورة تـأهيل مهنى لكوادر نسوية في المناطق المدمرة سياسيا واجتماعيا لتصبح قادرة على المشاركة الفاعلة في المهمات المختلفة.
وأوصت جمعة بضرورة العمل باتجاه تشكيل إطار وطني لتطبيق القرار 1325 الخاص بحماية النساء أوقات النزاعات وحمايتهن تحت الاحتلال وإلزام السلطة الفلسطينية بتطبيق اتفاقية سيداو التي تنص على إنهاء كافة أشكال التمييز ضد المراة .
ومن جهته شدد الناشط في قضايا الشباب من مركز العمل التنموي معا مهيب شعت خلال استعراضه ورقة الحقائق رؤية قطاع الشباب تجاه عملية الاعمار والتنمية في قطاع غزة على ضرورة وضع حل فوري لحالة الانقسام الفلسطيني وتشكيل جهة وطنية مركزية موحدة للاشراف على اعادة الاعمار تضم في عضويتها الوزارات المعنية المختصة وممثلين عن منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة ومجموعة من الخبراء والمختصين.
وطالب شعت بضرورة تحفيز مؤسسات التعليم العالي على اعتماد عدد ساعات تطوعية مجتمعية ضمن الخطة الدراسية لكي تسهم بتنمية وتطوير قدرات ومهارات وخبرات الشباب في قطاع غزة، وتفعيل الشراكة بين منظمات المجتمع الدولي والمحلي ذات الاهداف والبرامج المتقاربة والمتكاملة للشباب.
واوصى شعت بضرورة تبني برامج ومشاريع للريادة الاجتماعية والانشطة التي تعتمد على خبرة ومهارات الشباب المتطوعين على اعتبارهم جزء لا يتجزأ من كيان المؤسسة، وضرورة ان تعتمد مشاريع الاعمار على الشباب كقوة رئيسية مما سيخلق لهم فرص عمل مستدامة.
وعن رؤية قطاع التعليم تحدث مدير مركز تعليم الكبار بجمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة عماد الحطاب قائلا ان هذه الورقة تتضمن ابرز المؤشرات الكمية والنوعية ذات العلاقة بالحق في التعليم بشقيه العام والعالي فضلا عن حالة التدهور المستمرة لنظام التعليم في قطاع غزة بفعل العدوان المستمر سيما الحصار المشدد في ظل استمرار الانقسام السياسي.
وأكد الحطاب على ضرورة اتخاذ اجراءات كفيلة بانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والضغط لرفع الحصار الجائر عن القطاع والسماح بادخال مواد البناء وكافة مستلزماته لاعادة اعمار ما دمره من مدارس ومؤسسات تعليمية دون قيود.
واوصى الحطاب بضرورة السعي الجاد نحو توفير الامكانات كافة للتوسع في انشاء المدارس اللازمة في غضون الاعوام القادمة لمواجهة الطلب المتزايد على التعليم ومن اجل تحقيق جودة اعلى من خلال تقليل نسبة الكثافة الفصلية وكذلك انهاء المدارس التي تعمل بنظام الفترتين والعمل الجاد على نحو ايجاد بيئة قانونية حاضنة للتعليم تنسجم مع المستجدات والتغيرات وحاجات واولويات الشعب الفلسطيني.