الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 12/11/2015 ( آخر تحديث: 12/11/2015 الساعة: 20:12 )
محطات من دورينا
بقلم : صادق الخضور
منتخبنا الوطني، يرفع القامة والهامة، وبعد تعادل مستحق مع السعودية جاء الفوز على الماليزي بسداسية، بإبداع يسجّل للجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني القدير عبد الناصر بركات وبتكامل الخطوط كلها.

أبدع الحارس، وكذا الدفاع، وكان خط الوسط متألقا، أما الهجوم فجاد بأهداف ستة ملعوبة، كان للداهية أبو ناهية نصيب الأسد منها، وكانت بقية الأهداف شاهدا على منتخب فرض أحقيته في الإبداع، وسط تفاؤل بنقلة نوعية على لائحة تصنيف الفيفا الشهري للمنتخبات.
ويسجّل للواء الرجوب أنه واصل رفع اللواء، ونجح في خلق حالة لا متناهية من التفاف الجماهير حول المنتخب، وكل التقدير للجماهير الوفيّة التي آزرت المنتخب في الأردن، وأشعرتنا أن تغيير الملعب البيتي لم يفتّ عضد إرادة لا تنكسر.
والشكر موصول للاعبين الذين خاضوا مباراتين في غضون أربعة أيام، ولعبوا بفدائيّة، وقد كان تفانيهم خطوة على طريق تأكيد أن منتخبنا اجتاز فترة التجديد بنجاح وبسرعة فاقت المتوقّع، وهذه النقطة التي يجب أن تكون موضع إشادة من الجميع.

والشكر لوسائل الإعلام التي خاضت خارج الميدان معركة في المتابعة والإسناد، وأظهرت صورة منتخب توشّح بالإصرار وبالعناد.
من مفارقات التصفيات أن اللاعبيْن أحمد خليل الإمارات، وسهلاوي السعودية يتنافسان على صدارة هدافي التصفيات، أبدع اللاعبان كلاهما في معظم المباريات، لكنهما عجزا عن فكّ شيفرة دفاع منتخبنا الوطني، وهذه أيضا نقطة تسجّل للمنتخب ولقيادته الفنية.
منتخبنا الفدائي، وفي مباراتين تزامنتا وذكرى رحيل القائد ياسر عرفات والاستقلال، يؤكد أنه بات رقما صعبا، ففي آخر أربع مباريات لم يستقبل سوى هدف وحيد، ولم يهزم في آخر أربع مواجهات.

المعطيات بالأرقام تؤكد أن منتخبنا الوطني يستحق وبجدارة أن تتواصل حالة الالتفاف الجماهيري حوله، وحضور الجماهير شكّل استفتاء على المشروع الرياضي المكتسي دلالات سياسيا، فالزمان هو الزمان ذاته وإنّ تبدّل المكان بتغيير الملعب البيتي.
كل الشكر للأردن ملكا وحكومة وشعبا على حسن الاستضافة، وعلى تسهيل مهمّة المنتخب الوطني، وكل التوفيق للأمير علي في سباقه نحو رئاسة الفيفا، وأطيب التمنيات للمنتخب الأردني الشقيق بالتوفيق، لمواصلة صدارة مجموعته.

مبارك منتخبنا الوطني، وستبقى وقفة الجماهير علامة فارقة على جبين المشهد، فالهبّة الجماهيرية في المدرجات تؤكد أن فلسطين ماضية في طريقها، ترسل بريقها، وتعلن ثبات أمانيها.

في المدرجات وكلما تماوجت الكوفية نبضت قلوبنا، وداخل الميدان وكلما اهتزت الشباك خفقت جوانحنا طربا بأداء ملعوب، وحضور فني آسر للقلوب.
الجماهير التي ضاقت بها الساحات في الوطن، برهنت أنها للمنتخب وفيّة، وأنها تقدّر الإنجاز النوعي، وأنها باقية على عهدها مع المنتخب كحال عهدها مع الوطن.
البهداري وذيب ودرويش وخضر، وأشرف نعمان وجونثان وماثيوس وسامح والبقية، يستحقون كل الإشادة والتحيّة.