الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
اولي: الاشتباه بعملية دهس قرب "غوش عتصيون"

فتوى للكاتب الإسلامي جمال البنا بجواز التدخين في رمضان تثير ردود فعل رافضة في الاوساط الدينية في مصر

نشر بتاريخ: 10/10/2007 ( آخر تحديث: 10/10/2007 الساعة: 16:00 )
بيت لحم - معا- اثارت فتوى للكاتب الاسلامي المصري جمال البنا بجواز التدخين في رمضان باعتباره ليس من المفطرات جدلا واسعا في الاوساط الدينية المصرية .

فقد افتى البنا الإسلامي للمسلم الذي أدمن التدخين بجواز بالتدخين أثناء الصيام بحجة أن التدخين ليس من المفطرات.

من جانبه، اكد الشيخ عمر الديب، وكيل الأزهر، أن التدخين أثناء فترة الصوم يعد من المفطرات، وهو يفسد الصوم لأن وصول أي شيء ولو صغيرا إلى جوف الصائم عن عمد واختيار من منفذ طبيعي كالفم والأنف كالدخان الذي يؤخذ بجميع أنواعه يبطل به الصوم، وهذا محل إجماع بين الفقهاء.

ويضيف الشيخ جمال قطب الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر: التدخين ليس فقط من مبطلات الصوم، بل من المفطرات المؤكدة، وذلك نظرا لكون دخان السجائر، وما يماثله يصل قطعا إلى الجوف، وتختلط العناصر التي يحملها الدخان بدم الشخص المدخن، ويشبع لديه رغبة، مما يجعله يشبه الشهوات التي يطالب الصائم بالإمساك عنها إثناء الصوم.

ويؤكد الدكتور أحمد عبد الرحيم السائح، الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن القول بجواز التدخين للصائم تلاعب بالدين ولا يجوز في أي حال من الأحوال، لأن في التدخين إحساسا وشهوة وشعورا بمتعة، ومن ثم فإن المدخن لو ظل فترة طويلة بدون تدخين، يجد حواسه كلها في رغبة عارمة لتدخين سيجارة. واعتبر السائح أن القول إن التدخين لا يفطر الصائم، ليس قولا علميا ولكنه نوع من التخريف، لأن الفقهاء جميعا متفقون على أنه من المفطرات بلا شك، فضلا عن كون الدخان من الخبائث لقول الله تعالى: «.. ويحرم عليكم الخبائث».

غير أن المفكر الإسلامي جمال البنا اعتبر في تصريحاته لـصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية الصادرة في لندن أن فتواه هذه ليست مجرد رؤية عابرة وإنما قام بتأصيلها بناء على رأي الإمام بن عابدين، وهو من كبار فقهاء الحنفية، والذي أباح التدخين في رمضان. أيضا القول بجواز التدخين أثناء الصوم ينطبق على البخور والذي يصل تأثيره إلى الجهاز العصبي، وهو أقرب شيء لتدخين السجائر، مشيرا إلى أن هناك فتاوى معاصرة تبيح التدخين في رمضان مثل فتوى المرجع الشيعي آية الله السيستاني الذي أفتى بجواز أن يدخن مدمن السجائر الصائم ثلاثة أو أربعة سجائر في اليوم.

وأضاف البنا أن القول بالحرام والحلال يؤخذ به من دون مناقشة إذا نصّ عليه القرآن الكريم، ويمكن أن يؤخذ به إذا كان في السنة، لكن إذا لم يكن موجودا في القرآن أو السنة، فالعملية تكون اجتهادية بحتة، ولم يرد أن هناك إجماعا على اجتهاد، والاجتهاد ليس له صفة القداسة. وتابع قائلا: إذا كان التدخين والبخور ليسا مغذيين فهما ليسا مفطرين للصائم، فمثلا استثنى الفقهاء الحقنة التي تغذي الإنسان من المفطرات حتى لو كانت في العضل، فإذا كان القياس على ذلك بالنسبة للتدخين، فمن باب أولى أن هذه الحقنة مفطرة، مشيرا إلى أن المفطرات الواردة هي الطعام والشراب والمخالطة الجنسية، وأي شيء غير ذلك يدخل في باب الاجتهاد القابل للخطأ والصواب. ويختتم البنا حديثه بقوله: إن هذه الفتوى أريد بها التيسير على مجموعة معينة أدمنت التدخين حتى أصبح عادة محكمة لديها ولا تستطيع التخلص منه، فيكون الموقف بالنسبة لهؤلاء أن يفطروا لأنهم لا يستطيعون الصيام بدون تدخين، أو عليهم أن ينافقوا، أي أن يقوموا بالتدخين خفية ويدعوا الصيام أو أنهم يصوموا ولكن يغلب عليهم حالة من الضيق والاكتئاب. ولو كانوا موظفين فإنهم سيهملون أعمالهم ويلوذون بالنوم طوال النهار، وبالتالي قلنا إن قيام الصائم بالتدخين في نهار رمضان لا يفطره، ويمكن لمدمني التدخين أن يقوموا بتدخين عدد قليل جدا من السجائر لكسر حدة العادة لديهم. وفي الوقت نفسه يكونون صائمين بدلا من أن يكونوا منافقين، فلا يكلف الله إنسانا ما لا طاقة له به، وإذا كان هناك نوع من العنت والحرج في أن يدخن وهو صائم، فنقول لا عنت في الدين ولا حرج. لكن من الأفضل للمدخنين أن يمتنعوا عن التدخين أثناء الصيام أما إن لم يستطع المدخن الامتناع عن التدخين فله أن يدخن عددا قليلا من السجائر ليستطيع مواصلة صيامه.
.