رام الله - معا - شيع الالاف من أبناء قرية بدرس غربي رام الله، والقرى المجاورة، اليوم السبت، جثمان الشهيد لافي يوسف عوض (21 عاماً)، إلى مثواه الأخير في القرية.
وكان الشهيد لافي أعدم برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات في القرية، بعد أن أصيب برصاصة مطاطية في القدم، وبالرصاص الحي في الظهر، عقب اعتقاله.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى رام الله الحكومي بجنازة عسكرية، وجابت بعضاً من شوارع رام الله وبيتونيا، قبل أن تنطلق نحو القرية التي تبعد عن رام الله قرابة 25 كيلو متراً.
ومن المستشفى، حمل الشهيد على أكتاف الشبان وصولاً إلى منزله، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر، وأدى المشيعون صلاة الظهر وصلاة الجنازة على روح الشهيد، ثم حمل على أكتاف رفاقه، وتوجهوا به نحو مثواه الأخير في مقبرة القرية.
وما أن وصل موكب الشهيد إلى منزل والده، حتى بدأت النسوة يطلقن الزغاريد ليودعن لافي، ذاك الطالب الجامعي، الذي تخرج شهيداً قبل أن يحصل على شهادته الجامعية.
والدة الشهيد قالت لوكالة "معا" إنها تدعو كل امرأة فلسطينية إلى أن تقدم ابنها شهيداً فداء للمسجد الأقصى والقدس وفلسطين، مبدية استعدادها لتقدم أبناءها الستة شهداء في سبيل فلسطين.
ورغم دموعها التي انهارت على وجنتي ابنها الشهيد، إلا أنها أكدت أنه شهيد وعريس في آن معاً، فهي وإن حرمت منه، لكنها قدمت عريساً لفلسطين.
أحد شهود العيان، الذي كان برفقة لافي أكد أنهم كانوا ثلاثة بين بساتين الزيتون، حين فوجئوا بجنود الاحتلال، فألقوا الحجارة نحوهم، وأصيب لافي بعيار معدني مغلف بالمطاط في قدمه، قبل أن يعتقله الجنود.
وحين حاول لافي الفرار من بين يدي الجنود، في ظل إلقاء الحجارة من رفيقيه عليه، أطلق عليه جندي النار من مسافة لا تزيد عن متر واحد، فأصابه في ظهره، وتركوه ينزف حتى تيقنوا أنه لن يعيش.