النائبة توما: على الحكومة الاستثمار في تطوير أماكن عمل للنساء
نشر بتاريخ: 15/11/2015 ( آخر تحديث: 17/11/2015 الساعة: 10:53 )
الجليل - معا - تواجه غالبية النساء العربيات اللواتي قررن الاندماج في سوق العمل صعوبات جمة في اتخاذ هذه الخطوة بغض النظر عن العمر او عن المهنة ذاتها، ولقد تم العمل لسنوات طويله من المنظمات النسوية على الضغط على المؤسسات الحكومية من أجل بناء خطط وبرامج تساعد النساء العربيات في تخطي هذه العقبات . في السنتين الاخيرتين وبناء على خطط حكومية تجد النساء اطر تتمكن من خلالها اكتساب مهارات تساعدها تخطي الخطوات الاولى والدخول الى سوق العمل .
واستمرارا للجهود التي تبذلها النائب عايدة توما- سيلمان ( الجبهة – القائمة المشتركة) رئيسة اللجنة البرلمانية لمكانة المرأة والمساواة الجندرية في الكنيست في هذا المجال قامت بجولة يوم الخميس الماضي في مراكز التشغيل- ريان في طمرة ويركا حيث انضم للجولة النائب عبدالله ابو معروف ( الجبهة- القائمة المشتركة) وتفحص النائبان فيها عمل المراكز، البرامج المتاحة والنواقص بالإضافة الى ذلك استمعا الى المشاركات في هذه المراكز عن تجاربهن طموحاتهن والعقبات والمعيقات التي تقف امامهن لدخولهن الى سوق العمل .
افتتحت جولتها توما- سليمان صباحا في مركز ريان طمرة حيث استقبلها رئيس بلدية طمرة الدكتور سهيل دياب وطاقم المركز ومديره السيد جهاد عواد الذي قام بطرح عمل المركز لعام 2014 تضمن الطرح احصائيات حول نسبة نجاح دخول المشاركات الى سوق العمل حيث تضمنت الاحصائيات دخول أكثر من 60% من المشاركات في دورات المركز الى سوق العمل والبقاء به . وأكد عواد على أن المركز يولي أهمية خاصة لتطوير الدورات المخصصة للنساء . واستمعت توما سليمان الى شرح واف من سليمة مصطفى سليمان من سلطة التطوير الاقتصادي للعرب التابعة لمكتب رئيس الحكومة حول الخطة الشمولية لتشغيل النساء العربيات .
خلال الاستعراض الذي قدمه الطاقم أكدت توما- سليمان انه يجب توسيع الافاق فيما يتعلق في الدورات التي تعرض على النساء فغير منطقي ان تقوم المراكز بحصر النساء في مهن مثل تصفيف الشعر والتجميل فهناك العديد من المواضيع التي تتعلق بالصحة والتكنولوجيا التي يمكن طرحها على النساء بالإضافة شددت توما -سليمان على كون التفكير خارج الاطر التقليدية ضروري في هذا العمل فيمكن ان تستفيد النساء الكثير بطريقة العمل المشترك والشراكات المهنية لتساعدهن في تخطي الحواجز والمعيقات والبقاء في سوق العمل.
واستعرض عواد كل ما يتعلق بكيفية استلام القسائم من وزارة الاقتصاد وشروط تخصيصها للمشتركات واستعمالها. اتضح من خلال حديث احدى العاملات في المركز ان يمكن استعمال القسائم فقط للدورات التي تم المصادقة عليه من قبل وزارة الاقتصاد وتعد برقابتهم واضافة ان هذه الدورات قليلة والمضامين المتاحة محدودة جدا. اشارت توما- سليمان في حينها ان هذه المشكلة يجب ان تهتم بها وزارة الاقتصاد فلا يعقل ان الدورات المراقبة تساهم في حصر النساء بمهن معينة ولا تساهم في توسيع رقعة عمل واندماج هذه النساء بكافة المهن المتاحة ، وانها من طرفها سوف تقوم بالعمل امام الوزارة من أجل تطوير دورات تدريبية تمنح النساء مهن ومهارات تتلاءم واحتياجات سوق العمل .
وفي معرض الجلسة التي ناقشت مجمل النشاطات التي يقوم بها المركز اشارت توما-سلميان الى اهمية احصاء نسبة المواظبة للمشاركات في الدورات في سوق العمل، نسبة الوظائف التي يحصلن عليها من خلال المركز وشروط العمل ، اذ ان هذا المعطى بامكانه ان يدل اذا ما كانت هذه الدورات تعطي حل وتساهم في اندماج النساء بسوق العمل لفترات طويلة ام انها تعطي حلول مؤقتة دون ايجاد حلول جذرية.
اختتمت جولتها توما- سليمان، وطاقم اللجنة في مركز ريان في يركا حيث انضم اليها النائب عبدالله ابو معروف واستمعا معا الى الاستعراض الذي قدمه مدير المركز السيد احسان هنو لعمل المركز مشددا على عمل الطاقم والنواقص والمعيقات التي تواجههم لإتمام عملهم على احسن وجه.
خلال زيارة مركز ريان يركا قام النائبين بلقائين، الاول مع نساء مشاركات في دورة تعليم لغة عبرية وحاسوب حيث تحدثت معهن طويلا عن المشاكل التي تواجههن يوميا لدى خروجهن حيث اشرن الى عدم وجود مواصلات عامة وصعوبة التنقل الى ادق التفاصيل الخاصة بقضاياهن الشخصية. شكرت توما- سليمان النساء على مشاركتهن لها واستعدادهن لمشاركتها قضاياهن الخاصة ووعدتهن انها ستعمل جادة لتقليص المعيقات والحواجز التي تقف امامهن وامام غالبية النساء عند خروجهن واندماجهن في سوق العمل.
اللقاء الثاني كان مع مشاركات ذوات احتياجات خاصة ضمن مشروع خاص في المراكز يسعى الى دعم مشاركتهن في سوق العمل بمساعدة واستشارة مرشدات مركز ريان يحضرهن من خلال جلسات فردية وجماعية لدعم وتقوية الثقة بالنفس وتهيئتهن الى خوض مقابلات عمل من حيث اللغة والتصرفات وابراز قدرات وامتيازات خاصة لهن. اوضحت احدى المشاركات في حديثها مع النائبة ان البرنامج ساهم جدا في تعزيز ثقتها بنفسها واليوم ترى بنفسها اكثر استعدادا لخوض مقابلة العمل القادمة. من ناحيتها اشارت النائبة توما-سليمان "ان هذه البرامج مهمة جدا لنا كمجتمع وكنساء خاصة في مشاركة صاحبات الاحتياجات الخاصة في سوق العمل واعطاءهم المجال لإثبات قدراتهم رغم الاعاقة فهم قادرين على تعليمنا جميعنا درسا في الارادة والوصول الى الهدف، ارى في هذه النساء املا لمستقبل اكثر عدالة"
حضرت في مركز ريان يركا ايضا مركزة ريان في عسفيا ودالية الكرمل والتي اشارت الى حاجزين مهمين جدا وهم المجتمع المتدين وبعد الاماكن المتاحة للعمل، عززت توما- سليمان كلامها بالإشارة الى ان النساء عامة تعاني من الكثير من الحواجز جزء منها هو فعلا بعد مكان العمل عن القرية او البلد والتقييد الديني والاجتماعي بالإضافة الى ساعات العمل غير المريحة والعنصرية وعدم وجود مواصلات عامة وظروف العمل وغيرها المزيد.
رافقت النائبة خلال جولتها السيدة ايمان طربية- القاسم من وزارة الاقتصاد التي قامت بإعطاء معلومات اضافية واتي اتضح من خلال حديثها الى ان عمل هذه المراكز ما زال في بدايته ان الوزارة داعمة لهذا المشروع والعمل لتهيئة النساء لدخول الى سوق العمل.
في نهاية الجولة شددت توما- سليمان على اهمية تهيئة النساء للدخول الى سوق العمل لكن بالمقابل وبعد الاستماع الى النساء وطواقم العمل في المراكز، يجب على الحكومة ومن ضمنها وزارة الاقتصاد والسلطة للتطوير الاقتصادي الاستثمار بشكل أكبر والعمل المكثف على خلق اماكن عمل للنساء وتوفير امكانيات واماكن عمل عادلة لتتمكن النساء من العمل بها. وأشارت الى أن تجربة مراكز التشغيل ما زالت في بدايتها وسوف يكون من الصعب تقييمها حاليا الا أنه من الواضح أن هناك حاجة لتخصيص المزيد من الميزانيات لدعم عملها ، وانه دون تطوير أماكن عمل بامكانها استيعاب النساء بعد ذلك سوف تبقى منقوصة ولن تقدم حلول فعلية وأنها تأخذ على عاتقها متابعة الموضوع عن كثب حتى يتم بالفعل تسهيل اندماج النساء العربيات في سوق العمل .
من طرفه اشار النائب عبدالله أبو معروف الى أهمية هذه الجولات وحيى مبادرة رئيسة لجنة مكانة المرأة ، بتنظيم هذه الجولة للاطلاع عن قرب على الجهود والقصور الموجودة في هذا المجال . وأضاف أبو معروف أن قضية عمل النساء العربيات والفائدة التي ستعود عليهن وعلى مجتمعنا من ذلك هي في رأس سلم أولوياتنا ، وانا من طرفي سوف أتابع الموضوع مع زميلتي النائبة توما- سليمان أمام الوزارات للوصول الى نهضة حقيقية في هذا المجال .