الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللجنة الشعبية للاجئين بالنصيرات تنظم لقاءً وطنياً تفاعلياً

نشر بتاريخ: 16/11/2015 ( آخر تحديث: 16/11/2015 الساعة: 13:01 )
اللجنة الشعبية للاجئين بالنصيرات تنظم لقاءً وطنياً تفاعلياً
غزة -معا - نظمت اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات – دائرة الشباب، لقاءً وطنياً تفاعلياً بعنوان " دور الشباب الفلسطيني في نصرة ودعم القضية الفلسطينية " بضيافة الكاتب والباحث ناهض زقوت، والكاتب والناشط المجتمعي عمر فارس أبو شاويش ، وذلك في قاعة بلدية النصيرات وسط قطاع غزة .

وشارك في حضور اللقاء لفيف واسع من الشباب الفلسطيني وعدد من الشخصيات وأعضاء اللجنة الشعبية بالنصيرات ومنتسبي الدورات التدريبية في برنامج القيادات الشابة الذي تنفذه دائرة الشباب .

وافتتحت اللقاء الناشطة إسلام أبو حلاوة التي استعرضت الحالة الوطنية لدى الشباب الفلسطيني في ظل الهبة الجماهيرية الحالية في وجه الاحتلال الإسرائيلي .


ورحب عبد الكريم أبو سيف مسئول ملف دائرة الشباب باللجنة، بضيفي اللقاء وبالحضور، وقال أن اللجنة الشعبية بالنصيرات نفذت برنامج القيادات الشابة وذلك لتثقيفهم بموضوعات مختلفة تساهم في صقل شخصياتهم وأفكارهم وذواتهم وتنمي قدراتهم الإبداعية والقيادية .

واستعرض أبو سيف أنشطة وفعاليات برنامج القيادات الشابة، مشيراً إلى أن دائرة الشباب باللجنة لن تكتف بهذه الدورات، بل ستواصل تنفيذ المزيد منها للوصول إلى شرائح واسعة من الشباب الفلسطيني داخل أروقة المجتمع الفلسطيني .

وتحدث الكاتب والباحث ناهض خميس زقوت عن معوقات التمثيل السياسي للاجئين الفلسطينيين، وتطرق إلى النكبة وتفتيت البنية الاجتماعية والسياسية للشعب الفلسطيني والتوزيع الجغرافي للاجئين، واتفاقية أوسلو وغياب بند اللاجئين والتركيز على مسألة النازحين وتحويل قضية اللاجئين إلى اتفاقيات الحل النهائي .
وأشار زقوت إلى تراجع الدور التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية وهيمنة السلطة الوطنية ، وآثار الانقسام السياسي الفلسطيني على قضية اللاجئين إلى جانب أزمة الحركة الوطنية الفلسطينية وغياب دورها عن القضايا الكبرى .

فيما استعرض الكاتب والباحث آليات تمثيل اللاجئين الفلسطينيين مشيراً إلى أن هذه الآليات تمثلت في منظمة التحرير الفلسطينية ووكالة الغوث الدولية الأنروا ، ودائرة شئون اللاجئين واللجان الشعبية في المخيمات، ووزارة الحكم المحلي والبلديات ولجان الإصلاح والمخاتير والمراكز والجمعيات الأهلية .

وقال زقوت أن قضية اللاجئين ركيزة القضية الفلسطينية، وعلى الكل مساندة ودعم اللاجئين الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم في الداخل والشتات .

وطالب منظمة التحرير الفلسطينية واللجان الشعبية في المخيمات إلى ممارسة الدور الفاعل بشكل أكبر في احتواء اللاجئين والتعبير عن مطالبهم العادلة وصولاً إلى احقاقها ونزع الحقوق من الاحتلال الإسرائيلي .

وأوضح أن المجتمع الدولي أيد إلى حدٍ كبير حق الفلسطينيين في العودة وقدم الدعم الكبير لوكالة الأونروا، وهي الهيئة الأولى التي تقدم المساعدات للاجئين، لكن المجتمع الدولي لم يتخذ بعد أيّ إجراء ملموس لإجبار إسرائيل على الانصياع للقانون الدولي والسماح للاجئين بالعودة .
وبيّن زقوت أن اللاجئون الفلسطينيون ليسوا أصلاً من مواطني الدول المضيفة، فهم خرجوا من أراضيهم ولهم حق العودة، في حين أن كثيراً من الدول منحت اللاجئين الفلسطينيين الجنسية الكاملة، مؤكداً أن الحصول على حقوق في بلد آخر لا ينفي حق اللاجئين في العودة إلى وطنهم

وقال " يصعب على الإسرائيليين القبول بأن استقلالهم المزعوم جاء على حساب السكان الفلسطينيين الأصليين الذين شردوا من وطنهم، ونتيجة لذلك تنشر إسرائيل عدداً من الأساطير الكاذبة عن أسباب أزمة اللاجئين الفلسطينيين بما في ذلك مقولات أن الجيوش العربية أصدرت الأوامر للاجئين الفلسطينيين بالرحيل، وأن الإذاعات العربية وجهت الأوامر للاجئين الفلسطينيين بترك أراضيهم، وأن قضية اللاجئين هي نتيجة الحرب التي بدأها العرب، مع أن جريدة نيويورك تايمز وثقت في حينها وجود الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين ، لقد تم كشف زيف هذه الأساطير ليس فقط في التقارير الصحفية ووثائق الأمم المتحدة ومن قبل المصادر الفلسطينية، بل وأيضاً من قبل المؤرخين الإسرائيليين مثل إيلان بابي وبيني موريس .

في حين تحدث الكاتب والناشط المجتمعي عمر فارس أبو شاويش عن دور الشباب الفلسطيني في دعم ومساندة القضية الفلسطينية .

وقال أن دور الشباب الفلسطيني أثبت نجاحه على أرض الواقع، بعدما أثبت الشباب قدرته على المبادرة للدفاع عن الأرض والمقدسات والدخول في انتفاضة وهبة جماهيرية في وجه الاحتلال الإسرائيلي .

وأشار أبو شاويش إلى أن دور الشباب الفلسطيني اتجاه القضية الفلسطينية كان وما زال دوراً ريادياً، وكان دائماً السباق في إحياء الفعاليات الوطنية .

وأكد أن ثلاثة أسباب رئيسية خلقت حالة من الغضب لدى الشباب الفلسطيني وجعله يتجه نحو التغيير عبر المسلك والنشاط الوطني الملتزم، وتمثلت هذه الأسباب بالمفاوضات الفلسطينية وتعثرها وغياب البدائل، والانقسام الفلسطيني وغياب الأفق الذي أنتج حالة من الاحباط لدى الشباب جعلهم يتمردون على الاحتلال لتغيير الواقع عبر الالتفاف حول موقف فلسطيني موحد لمواجهة جرائم الاحتلال وممارساته، إلى جانب تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً وممارسات الاحتلال داخل مدينة القدس ومدن الضفة جعل الشباب الفلسطيني يخرج عن صمته، حيث أصبح لدى الشباب حالة من الغيرة الوطنية .

وأشار أبو شاويش أن الاحتلال تعمد قتل قادة الهبة الجماهيرية الشباب، واستهدافهم للخلاص منهم إما بالاغتيال عبر القنص أو الاعتقال أو الإصابة على أقل تقدير، موضحاً أن الشباب الفلسطيني أثبت أنه قادر على قيادة المرحلة وأنه جيل عنفواني ثائر يدرك همومه الوطنية وليس كما يقال بأنه جيل فيس بوك وتويتر والهواتف الذكية .

ودعا الكاتب والناشط المجتمعي، الشباب الفلسطيني إلى الاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي عبر النشر الصحيح لأحداث الهبة الجماهيرية، وعدم الانجرار إلى العاطفة الوطنية بقدر التعامل بالمنطق والحكمة الوطنية في التعاطي مع الأفلام والفيديوهات التي يبثها الاحتلال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال أن المهم ليس النشر، بل المهم هو إيصال رسالة إلى العالم من خلال النشر عبر توثيق جرائم الاحتلال .

وطالب أبو شاويش الشباب الفلسطيني في قطاع غزة إلى التحلي بالمسئولية اتجاه الهبة الجماهيرية، مشيراً إلى أن ذهاب الشباب في القطاع للمواجهة مع الاحتلال عبر السلك الحدودي شرقي قطاع غزة هو إنتاج وطني يحصل على علامة الصفر بالمئة، لعدم وجود جدوى من هذه الهبة لاختلاف الطبيعة الجغرافية ما بين قطاع غزة والضفة التي بها احتكاك مباشر مع جنود الاحتلال .

وقال " للهبة الجماهيرية هدف ورسالة وأسلوب وطني، وبإمكان الشباب الفلسطيني في قطاع غزة مساندة الهبة الجماهيرية في القدس والضفة بوسائل مختلفة دون أن يعرضوا أنفسهم للخطر لعدم وجود احتكاك مباشر مع الجنود كما الضفة الغربية " .

وأوضح أبو شاويش أن على الفصائل الفلسطينية أن تثق بقدرات الشباب الفلسطيني وأن تترك لهم المساحة لقول مقالتهم واحترام توجههم نحو التغيير وتقدير الغيرة الوطنية لديهم اتجاه قضاياهم الوطنية، وعدم القفز على إنجازاتهم وتبنيها دون أن يكون لها دور حقيقي في دعم انتفاضة الشباب الفلسطيني .

فيما أعرب باسم عوض الله مسئول ملف الإعلام باللجنة الشعبية عن سعادته بنجاح اللقاء الذي اتسم بالتفاعل والنقاش للوصول إلى معلومات قيمة تمكن الحاضرين والمشاركين من معرفة قضاياهم .

وقال عوض الله أن الشباب الفلسطيني هم ركيزة المجتمع، وهم النواة الصلبة التي من خلالها يبني الشباب مواقفهم ورؤيتهم اتجاه الواقع والسعي إلى تغييره للأفضل .

وأكد أن اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات، ستبقى على نهجها في منح الشباب الفلسطيني المساحة الكافية للتعبير عن أفكارهم وقدراتهم ليكونوا شركاء في التخطيط وصنع القرار .

وعُرض خلال اللقاء فيلم وثائقي بعنوان " انتفاضة السكين " من تنفيذ وإخراج الناشطة الشابة المبدعة تغريد خليل الجريسي، وتناول الفيلم محاور مختلفة من انتفاضة الشباب الفلسطيني والهبة الجماهيرية .

ويحث الفيلم الشباب الفلسطيني إلى مواصلة الهبة الجماهيرية في وجه الاحتلال للفظ الظلم عن الشعب الفلسطيني، كما يوثق جرائم الاحتلال خلال الانتفاضة .

وقال عبد الكريم أبو سيف " الفيلم عبر عن رسالة هادفة، أن الشباب الفلسطيني هم طليعة المرحلة وقادر على التكيف مع واقعه وفهمه والتعبير عنه ، كما فعلت المبدعة تغريد الجريسي بإنتاج هذا الفيلم الوثائقي " .

وجرى في ختام اللقاء فتح باب النقاش أمام الحضور، مما أضفى أجواء من التفاعل بعد أن قدم المشاركين تساؤلاتهم وتعقيبهم على موضوع اللقاء .

وفي سياق منفصل، قدم مسئول ملف دائرة الشباب في اللجنة الشعبية خلال اللقاء، التهاني إلى عضو الهيئة الإدارية بالدائرة فادي حمد بتماثله للشفاء بعد مكوثه بالمستشفى عشرة أيام متواصلة، وتمنى له الشفاء العاجل والتام بإذن الله .