المكبر.. جزيرة العقاب الجماعي والتنكيل
نشر بتاريخ: 18/11/2015 ( آخر تحديث: 18/11/2015 الساعة: 13:59 )
القدس- معا- حوّل الاحتلال الإسرائيلي قرية جبل المكبر الواقعة جنوب مدينة القدس الى سجن كبير، محاط بالمكعبات الأسمنتية والحواجز ومقطع من الجدار العازل، ممزقا نسجيها الاجتماعي والخدماتي، وإضافة الى ذلك وضمن "خطة العقاب الجماعي" تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 4 شهداء من أبناء القرية (بينهم طفلين) وترفض تسليمهم لعائلاتهم لدفنهم حسب الأصول الدينية. 35 ألف نسمة من سكان قرية جبل المكبر هم ضحايا قرارات المجلس الوزاري المصغر في الحكومة الإسرائيلية (الكابينيت)، والذي فرض الشهر الماضي إغلاقاً على الأحياء العربية، وأخضع المقدسيين للتفتيش عند دخولهم إلى أحيائهم وخروجهم منها، وكانت هذه القرية هي من أكثر القرى تضرراً من تلك الإجراءات.اغلاق مداخلوحول ذلك أوضح راسم عبيدات عضو اللجنة الاهلية للدفاع عن حقوق اهالي قرية المكبر لوكالة معا ان الاحتلال يواصل للشهر الثاني على التوالي اغلاق 6 من مداخل قرية جبل المكبر، بعضها مداخل رئيسية تربطها مع مدينة القدس والقرى المجاورة ، وبعضها مداخل فرعية، ومنها اغلق بشكل كامل بالمكعبات الاسمنتية ومنها نصبت عليها الحواجز (حيث تضع مكعبات اسمنتية بالقرب من مستوطنة "نوف تيسون" وعند مدخل القرية بالقرب من "الصيدلية"، وباتجاه حي "غزيل"، وباتجاه حي العبيدية وبالقرب من حي المدارس وباتجاه حي الشيخ سعد، اضافة الى إقامة مقاطع من الجدار العازل من اجل عزلها عن المستوطنات المقامة على أراضي القرية.وقال عبيدات: "ان الاحتلال يسعى من وراء ذلك الى تقطيع أوصال شوارع قرية جبل المكبر، وعزل أحيائها عن بعضها البعض، وبالتالي تقسيم القرية الى (مربعات أمنية) وكل حي قائم بذاته".وأضاف ان الاحتلال تسبب وللشهر الثاني بتعطيل مظاهر الحياة الطبيعية في قرية جبل المكبر، (المواصلات، المدارس، المراكز الصحية، والحياة الاجتماعية) والتنقل من والى القرية، وانعكس ذلك سلبا على الوضع الاقتصادي فيها.قطاع الصحةولفت عبيدات أن الاحتلال اغلق احد مداخل القرية وهو (الشريان الرئيسي لها)، حيث يوجد مركز صحي وصيدلية، وذلك يعرقل وصول المرضى للعلاج أو لشراء الدواء.لافتا ان معظم المراكز الصحية في القرية وضعت امامها المكعبات الاسمنتية، مشيرا الى استشهاد المواطن نديم شقيرات الشهر الماضي بعد تأخر وصول الاسعاف لديه بسبب الاغلاقات في القرية.قطاع التعليمويتجاوز عدد الطلاب في مدارس القرية ال 5 آلآف طالب يدرسون في مدارس قرية جبل المكبر (شارع المدارس) المغلق بالمكعبات الاسمنتية، ويعانون يوميا من الأزمات المرورية وبالتالي يؤثر ذلك سلبا على العملية التعليمية، كما يوضح عبيدات.وأضاف عبيدات :" أن التواجد اليومي والدائم لعناصر من الشرطة وحرس الحدود خلق حالة من الرعب والخوف لطلبة المدارس اثناء توجههم ومغادرتهم المدارس، حيث يتعرض الطلبة لتفتيش على الحواجز (تفتيش للحقائب المدرسية وتفتيشات جسدية) مما خلق لدى الاطفال ردود فعل سلبية جعلتهم لا يريدون الحضور الى مدارسهم، وأثر ذلك على تحصيلهم الدراسي.ولفت عبيدات أن شارع المدارس يضم مدارس ابتدائية وثانونية واعدادية اضافة الى 4 روضات اطفال.حي أمليسونولا يختلف الحال في حي "أميلسون" عن شارع المدارس حيث يعاني الطلبة أثناء توجههم الى مدارسهم بسبب اغلاقها بالمكعبات الاسمنتية، علما المنطقة تضم مدارس "لذوي الاحتياجات الخاصة".وقال عبيدات أن هناك 1500 طالب يدرسون في مدارس القدس يضطرون يوميا للخروج من القرية متوجهين الى مدارسهم هناك، ويعانون من اغلاق الطرقات الذي أدى الى خلق أزمة مرورية يومية في شوارع القرية، كما أن العديد من السكان يستخدمون الحافلات والجرافات ليتمكنوا من السير بالخطوط الفرعية.عقوبات على أهالي شهداء قرية جبل المكبرولفت عبيدات أن الاحتلال يعاقب شهداء القرية كما يعاقب الأحياء فيها،فيواصل احتجاز جثامين 4 شهداء وهم (الطفل مصطفى عادل الخطيب، ومعتز أحمد عويسات، وبهاء محمد عليان، وعلاء داود أبو جمل).وحول ذلك قال اهالي الشهداء ان الاحتلال يواصل التضييق عليهم بتنفيذ اقتحامات لمنازلهم لأخذ مقاساتها، ومؤخرا أصدر "قائد الجبهة الداخلية للجيش" قرارات بهدم ومصادرة منزل الشهيد علاء أبو جمل وبهاء عليان، إضافة الى اغلاق منزل الاسير بلال أبو غانم.وأوضحت عائلة الشهيد علاء أبو جمل ان الاحتلال أصدر قرارا يقضي بهدم ومصادرة منزل الشهيد علاء، وبعد يومين أقتحم منزل شقيقته وادعى ان الشهيد واسرته كانوا يعيشون في هذا المنزل، وقام بحفر الجدران، مهددا بهدمه.وأضافت عائلة الشهيد أن الاحتلال سلم اشقاء الشهيد (أوامر هدم ادارية) لمنازلهم من بلدية الاحتلال، بحجة البناء دون ترخيص.ولفت راسم عبيدات عضو اللجنة الاهلية للدفاع عن حقوق قرية جبل المكبر ان الاحتلال قام مؤخرا بهدم منازل الشهداء غسان ابو جمل ومحمد جعابيص، ولم يكتفِ بذلك بل فجر منازل اشقائهم والحق الاضرار بالمنازل المجاورة وشرد سكانها.لافتا الى قرار ابعاد زوجة الشهيد غسان أبو جمل وأطفالها الثلاثة الى خارج مدينة القدس. مخالفات عشوائيةوأضاف عبيدات ان سلطات الاحتلال جندت كل أجهزتها ومؤسساتها لمعاقبة أهالي قرية جبل المكبر، حيث تتواجد يوميا طواقم من (الضريبة وشرطة المرور وضريبة البث والتأمين) على الحواجز المنصوبة على مدخل القرية ويتم تفتيش المركبات وتحرير مخالفات عشوائية للمواطنين، اضافة الى فحص ملفاتهم المختلفة.اقتحامات للمحلات التجاريةوقال أن طواقم البلدية تقوم باقتحام المحلات التجارية في القرية وفحص (لوحات الإعلانات) المنصوبة عند مدخل المحل وتفرض مخالفات وغرامات على التجار بحجة "عدم مطابقة اللوحة للأوصاف"، كما قامت طواقم البلدية بهدم بركسات للخيول وغرف زراعية وأسوار واشجار اضافة الى هدم منازل، مؤكداً أن ما يجري في قرية جبل المكبر هي حرب شاملة لإذلال وتركيع السكان.وفي السياق قال أحد سكان جبل المكبر –والذي اقيم الجدار مقابل بنايته السكنية- أن أهالي القرية لن يتنازلوا عن حقهم وأرضهم، وأن الجدار الذي وضع هو تخبط اسرائيلي، حيث فقدت سلطات الاحتلال سيطرتها، وبذلك يثأرون من الفلسطينيين.إصابات واعتقالات مستمرةوأشارت احصائية عن لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ منتصف شهر أيلول الماضي حتى نهاية شهر تشرين أول الماضي 63 مقدسيا من قرية جبل المكبر.
بدوره أوضح محمد بشير الناطق الإعلامي بإسم جمعية نوران الخيرية للإسعاف أن 7 فتية تتراوح اعمارهم بين 16-18 عاماً، أصيبوا خلال مواجهات قرية جبل المكبر، 4 منهم بالاعيرة المطاطية أحدهم أسفل الرقبة، و3 بالأطراف السفلية، إضافة الى اصابات 3 بحالات اختناق. وأضاف ان الاصابات وصفت بالطفيفة وتم التعامل معها ميدانيا.
تقرير: ميسة أبو غزالة