تحت رعاية وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، وبدعم من شركة الاتصالات الخلوية "جوال"، والبنك التجاري الأردني، وشركة "مدى"، عقد مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICTC) في جامعة القدس المفتوحة، الأربعاء، يوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التاسع (9th annual ICT Day)، بعنوان: "دور التكنولوجيا في تطوير الإعلام"، في فندق الموفنبيك في رام الله، وفي غزة عن طريق تقنية الربط التلفزيوني (Videoconferencing).
ودعا المشاركون في هذا اليوم إلى صياغة رواية فلسطينية إعلامية تعتمد على تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في التصدي للرواية الإسرائيلية ودحضها، وفضح جرائم الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وطالبوا أيضاً بإعداد دليل للمصطلحات الإعلامية التي تعزز الأسماء الفلسطينية، وبنشر الوعي لدى الإعلاميين حول خطورة استخدام المصطلحات الإسرائيلية التي تخدم رسالتهم، بالإضافة إلى إنشاء قناة "يوتيوب"، تترجم للغة الإنجليزية، وتسعى إلى إيصال القصة الفلسطينية للعالم، عبر إعداد فيلم يومي مختصر يوثق الأحداث اليومية والصدامات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وافتتح الحدث الذي تولى عرافته رئيس قسم التدريب في مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المهندس محمد الفحل، بآيات من القرآن الكريم تلاها مقرئ المسجد الأقصى المبارك الشيخ عطا الله ناصر، ثم السلام الوطني والوقوف دقيقة صمت، فقراءة الفاتحة حداداً على أرواح الشهداء.
وهدف اليوم التكنولوجي إلى إتاحة فرصة أمام المختصين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام لمناقشة آليات توظيف أمثل للتكنولوجيا في خدمة القطاع الإعلامي الفلسطيني وتطويره.
كما سلط الحدث الضوء على دور التكنولوجيا في تعزيز الإعلام، تزامناً مع إطلاق الجامعة كلية الإعلام الجديد، وتدشينها فضائية "القدس التعليمية".
صيدم يدعو إلى صياغة رسالة تخاطب الغرب
رحب وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم بالحضور، وشكر جامعة القدس المفتوحة على جهدها في استشعار رأي الشارع الفلسطيني وحاجته، والخروج بكل جديد وحديث باستمرار، وأكد ضرورة التصدي للرواية الإسرائيلية التي تشوّه صورة الفلسطينيين في الإعلام الغربي، مشيرًا إلى التقصير الذي يشهده المجال الإعلامي الفلسطيني في هذا الجانب.
ودعا صيدم إلى استثمار العلم والتطور التكنولوجي والإعلامي لمخاطبة الجمهور الغربي، من خلال القصص الصحفية والتقارير والأخبار التي ننتجها بأبسط الأدوات المتوفرة لدينا مثل الهواتف الذكية، معللاً ذلك بأن الفلسطينيين لا يمتلكون أي أدوات للدفاع عن أنفسهم غير صوتهم، قائلاً: "قصتنا لا بد أن تقلع وأن تنتصر".
سمارة: مطلوب اختراق الحدود لدحض أكذوبة الاحتلال
قال رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز، رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة م. عدنان سمارة إن هذا الحدث يأتي كرسالة مفادها أننا نخوض حربًا نحو الحرية والاستقلال، بينما نجسد دولة فلسطين ومؤسساتها ونتجهز من أجل التحرر، مضيفًا أن الجامعة قررت أن تلقي الضوء على الإعلام والتكنولوجيا لحاجة الفلسطينيين لهذين القطاعين بهدف اختراق الحدود والحواجز، ولدحض الأكذوبة "الصهيونية" التي سوق لها الاحتلال في كل العالم.
وأكد سمارة أن الجامعة طالما سعت إلى تقديم كل جديد وحديث، والدليل على ذلك نظامها التعليمي الذي تتفرد فيه في فلسطين، مبينًا أنها أنشأت كلية الإعلام الجديد الذي يعتمد على الإعلام الرقمي.
عمرو: الرواية الفلسطينية ما زالت تتعثر
رحب رئيس "القدس المفتوحة" أ. د. يونس عمرو بالحضور، وقال إن الرواية الفلسطينية ما زالت تتعثر في الانطلاق، وذلك لعدد من الأسباب بينها عجز الإعلام الفلسطيني، وتقاعس الباحثين، واستهتار الثقافة العالمية فيما يخص الرواية الفلسطينية.
ونوّه عمرو بضرورة الابتعاد عن استخدام المصطلحات العبرية في الإعلام الفلسطيني والاستعاضة عنها بأسماء الأماكن والمصطلحات الفلسطينية التي تعبر عن أحقية الشعب الفلسطيني بهذه الأرض، موضحًا أن محاربة الاحتلال لا تقتصر على المقاومة فحسب، بل على الفكرة والحُلم أيضاً.
وأكد عمرو أن الجامعة ارتأت افتتاح كلية للإعلام الجديد كون الإعلام سلاحًا لا يستهان به، لافتًا إلى أن "القدس المفتوحة" قررت من خلال هذه الكلية أن تنتقل من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد الذي يأخذ في الاعتبار الاستفادة من التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديث، مشيرًا إلى أن الجامعة تستند إلى شبكة اتصالات وتكنولوجيا واسعة تمكنها من توظيفها لصالح الكلية وخدمة الطلبة والقطاع الإعلامي الفلسطيني.
وأشار أيضاً إلى أن إطلاق فضائية "القدس التعليمية" اليوم يعد تتويجًا للوسائل التكنولوجية المتطورة في الجامعة.
أبو زيد: هناك ضرورة لاستخدام التكنولوجيا لإظهار الإنجاز
قال رئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد إن هذا المؤتمر من المبادرات الرائدة التي نتطلع إلى الاستفادة من مخرجاتها لنوظفها في إطار تحسين مؤسساتنا، وبخاصة في مجال الإعلام، شاكرًا "القدس المفتوحة" على مبادراتها التي تخدم الوطن الفلسطيني.
وأوضح أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية وتطويعها في سبيل الوصول إلى الأهداف والغايات التي نسعى لها.
وأضاف أن إحدى أهم نقاط الضعف في مؤسسات الدولة الفلسطينية هو عجزها عن إظهار ما تحققه من إنجازات، داعيًا المؤسسات كافة إلى بناء فريق وطني في مجال تطوير تكنولوجيا المعلومات والإعلام كي نتمكن من إظهار النقاط المضيئة لدى مؤسساتنا، مشيرًا إلى أن الحكومة الفلسطينية تسعى نحو الوصول إلى الحكومة المنفتحة التي تمكن المواطن من الحصول على المعلومات بيسر، وإشراكه في تحديد احتياجاته وأهدافه.
وتطرق إلى جملة الإنجازات التكنولوجية التي حققها ديوان الموظفين العام مؤخرًا، بخاصة توفير وسائل اتصال حديث تمكن الموظف من الاطلاع على بياناته إلكترونيًا، والاستغناء بشكل نهائي عن الملفات الورقية.
النجار: الصحفيون نجحوا في توثيق الاعتداءات الإسرائيلية
من جانبه، أكد رئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين د. عبد الناصر النجار أن ما حدث من تطور تكنولوجي وإعلامي حتى هذا العام يفوق الخيال العلمي، مشيرًا إلى نجاح الإعلاميين الفلسطينيين خلال الهبة الجماهيرية الحالية، رغم كل الملاحظات حول أدائهم في استثمار التكنولوجيا لتعرية الاحتلال من خلال توثيق اعتداءاته بالصورة والفلم على نحو لم يسبق له مثيل.
ونوّه بأن وفدًا من الاتحاد الدولي للصحفيين يضم محامية بريطانية سيصل إلى فلسطين نهاية الشهر الجاري، بهدف الاطلاع على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين.
وتابع: "تمكنا بالتعاون مع وزارة الإعلام والمؤسسات الإعلامية من استكمال ملف تحقيق موسع يضم (250) صفحة توثق كل الاعتداءات الإسرائيلية ضد الإعلاميين الفلسطينيين وتدعيم هذا التحقيق بصور ومقاطع فيديو وصوت"، مؤكدًا أن نقابة الصحفيين أنجزت دليل المصطلحات الإعلامية الفلسطينية، وأنها ستسلمه في أقرب وقت لجامعة القدس المفتوحة كي تكون هي الرائدة في توزيع هذا الدليل على الطلبة، كما دعا الجامعات إلى أن تطور كلياتها الإعلامية كي تخرّج إعلاميين قادرين على التعامل مع الصحافة الحقيقية التي تنقل المعلومة بسرعة ومهنية.
خليفة: العالم شاهد على الجريمة لكن متى يتحرك؟
وفي سياق متصل، أكد وكيل وزارة الإعلام د. محمود خليفة أهمية الإعلام في تغيير مسارات الحروب من خلال الصورة، مشيرًا إلى أن ما يجري اليوم بحق شعبنا وما نراه يوميًا من جرائم احتلالية يفوق الكثير من العوامل المؤثرة في الرأي العام العالمي، مشيرًا إلى أن العالم شاهد على انتهاك كل المواثيق والأعراف الدولية التي وقعت عليها كل الدول، متسائلاً: "إن لم يتحرك العالم اليوم لنصرة شعبنا وقضيتها فمتى يتحرك؟"
ونوه بأن الإعلاميين الفلسطينيين بذلوا جهدًا رغم التقنيات الضعيفة المتوفرة لديهم، لإيصال رسالة شعبنا للرأي العام العالمي، مبينًا أن ما يحول دون تحرك الرأي العالمي اليوم ليس عدم إدراكه حقيقة ما يجري في فلسطين، بل لأن العالم لا يفهم إلا لغة المصالح.
وقال إن علاقة التكنولوجيا والإعلام اليوم هي علاقة المثنى، فالعالم لم يعد قرية صغيرة بل غرفة نطلع من خلالها على كل ما يجري.
العكر يطلق مبادرة لإيصال رسالة شعبنا إلى العالم
وفي كلمة مجموعة الاتصالات الفلسطينية، اقترح الرئيس التنفيذي عمّار العكر أن تتعاون الجهات الإعلامية الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية في إنشاء موقع فلسطيني على غرار "يوتيوب"، ينقل ما يحدث في الشارع الفلسطيني بشكل موجز ومدروس وممنهج، وبرسالة واضحة، كي تصل الحقيقة إلى الدول الغربية والمؤسسات الإنسانية، وذلك بالتعاون مع السفارات والممثليات الفلسطينية في الخارج.
إطلاق فضائية "القدس التعليمية"
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، أشار مساعد رئيس الجامعة لشؤون التكنولوجيا والإنتاج، مدير مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICTC) د. م. إسلام عمرو إلى أن "القدس المفتوحة" دخلت ميدان الإعلام انطلاقًا من ثلاثة محددات رئيسة، الأولى: طرح تخصصات تدمج أساليب تدريسها بين النظريات والتطبيق؛ فالطالب يدخل الاستوديو منذ العام الأول خلافًا لما هو موجود في الجامعات الأخرى، والثاني: إطلاق فضائية القدس التعليمية التي تأتي تتويجًا للأساليب التعليمية الإلكترونية المتطورة التي امتلكتها الجامعة خلال السنوات الماضية، والثالث: محاولة الجامعة دمج الإعلامين التلفزيوني والرقمي الحديث عبر استحداث طرق متطورة. وأشار إلى استعداد فضائية القدس التعليمية لتنبي المبادرات التي طرحت خلال اليوم بالتعاون مع الشركاء، وبخاصة فيما يتعلق بإطلاق موقع فلسطيني على غرار "يوتيوب".
ودعا د. م. إسلام عمرو المشاركين في اليوم إلى طرح أفكار استثمارية اقتصادية في مجال الإعلام، من شأنها أن توفر البيئة لإنتاج موادّ إعلامية يمكن تسويقها في الخارج.
كما شكر كل من ساهم في إنجاح اليوم التكنولوجي، وعلى رأسهم الجهات الداعمة: شركة الاتصالات الخلوية "جوال"، والبنك التجاري الأردني، وشركة "مدى".
وأوصى المشاركون في يوم التكنولوجيا بنشر الوعي لدى المواطن الفلسطيني بأهمية الإعلام الحديث (الذي يعتمد أساسًا على مواقع التواصل الاجتماعي)، ودوره في عكس صورة إيجابية عن فلسطين في شتى المجالات، مثل: الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية. كما دعوا الجهات المسؤولة والمؤسسات الإعلامية ذات الاختصاص إلى التركيز على الإعلام الذي يعتمد على التكنولوجيا الأقل كلفة، والاستفادة منه ومن التقنيات الحديثة في مجال الاتصالات، مثل: تكنولوجيا الألياف الضوئية، وشبكات الهاتف المحمول، وتحديدًا المتاح من الجيلين الثالث والرابع وما يتبعهما.
كما سيوفر اللقاء فرصة للجمهور الأكاديميين العاملين في قطاع الإعلام لإعطاء فرصة أكبر للمقررات التعليمية للحديث عن دور التكنولوجيا في تعزيز الإعلام وتخريج أجيال إعلامية أكثر خبرة ودراية بالخدمات الإلكترونية والتكنولوجية التي تخدمهم كإعلاميين.
كما شدّد المشاركون على ضرورة أن يرفد هذا الحدث الفلسطينيين بقصص نجاح حول كيفية تطوير الإعلام من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لتحفيز الشركات والمؤسسات على السير بهذا النهج.
الجلسات العلمية:
وفي الجلسة الثانية، التي ترأسها المدير الفني لفضائية "القدس التعليمية" المهندس مأمون مطر، تحدث أ. زاهي علوي من الإذاعة الدولية الألمانية (دويتشة فيلة) عن تطور قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتحديات والفرص المرتبطة بالإعلام، فيما تناول أ. وليد بطراوي من الـ(BBC) البريطانيّة أخلاقيات الإعلام في التواصل الاجتماعي.
وتحدثت نيبال ثوابتة من معهد تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت عن دور التكنولوجيا في إعداد خطط استراتيجية جيدة ومنظمة لتطوير الإعلام، وناقش أ. إبراهيم ملحم من "القدس الرقمي" الانتقال من الصحافة البدائية إلى الذكيّة.
وأوضح هشام زيد من مجموعة الاتصالات الفلسطينية "بالميديا"، التقارب والالتقاء بين وسائل الاتصالات والإعلام، كما ناقش م. سامر علي من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أثر التحول الرقمي على الإعلام في فلسطين.
وتحدث رجائي سعيد من شركة "مدى" عن البث التلفزيوني عبر بروتوكول الانترنت/الفيديو حسب الطلب (Video On Demand)، فيما أوضح د. أسامة أبو زبيدة من شركة "أورانج" ماهية تكنولوجيا الـ(OSB).
وتناول عنان أبو رميلة من شركة "سكاي" للإعلانات أهم وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي، فيما تحدث أ. خالد محمد من شبكة أجيال للبث الإذاعي عن إذاعة أجيال وخدمات الإعلام من خلال صفحات الإنترنت.