الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

براعم العلوم: برنامج تأهيل طلاب النقب للدراسة في كليات العلوم والهندسة

نشر بتاريخ: 19/11/2015 ( آخر تحديث: 19/11/2015 الساعة: 15:47 )
بئر السبع - معا - افتتح مؤخرا في مدينة بئر السبع برنامح لتأهيل طلاب المرحلة الثانوية العرب-البدو للدراسة في كليات العلوم والهندسة – تحت شعار "براعم العلوم – السماء هي الحد". ويتم البرنامج في "مركز لتطوير التميّز في العلوم"، والذي بادر إلى اقامته رجل الأعمال إبراهيم النصاصرة.
ويأتي هذا البرنامج على ضوء معلومات قاتمة حول وضع التعليم العربي-البدوي في النقب، الذي إلى جانب معاناته من تمييز كبير في مجال تخصيص الميزانيات، ووجود مدارس غير معدة في القرى غير المعترف بها في النقب، فأن معدلات التسرّب من المدارس البدوية في النقب هي من بين النسب الأعلى في البلاد، حيث وصلت النسبة في العام 2013-2014 إلى 36.2 بالمائة مقابل 19.7 بالمائة في الوسط العربي عامة، و-5.6 بالمائة في الوسط اليهودي – وفقا لمعطيات وزارة المعارف.
وفي العام نفسه بلغت نسبة استحقاق شهادة البجروت لدى الفئة العمرية في أوساط الطلاب البدو في النقب 30.3 بالمائة مقابل 47.9 بالمائة في الوسط العربي عموما، و-70.9 بالمائة في الوسط اليهودي.
ويذكر أنه من بين المستحقين لشهادة البجروت من الطلاب البدو – فئة قليلة فقط يتقدمون لخمس وحدات في مواضيع الفيزياء، الرياضيات واللغة الإنجليزية – وهي المواضيع التي يتم تدريسها بصورة مكثفة في المركز الجديد.
معلومة أخرى تفيد أيضا أن نسبة الطلاب البدو في مؤسسات التعليم العالي من الفئة العمرية 20-29 عاما لا تزال من بين النسب المتدنية في البلاد، وبلغت في السنة 2012-2013 نحو 4.3 بالمائة مقابل المعدل القطري الذي وصل إلى 14.4 بالمائة. أما بالنسبة لعدد الطلاب البدو الذين يدرسون الفيزياء والرياضيات والهندسة في مؤسسات التعليم العالي – يدنو إلى الصفر.
ويقول رجل الأعمال النصاصرة، إنّ "الهدف من هذا المركز في نهاية المطاف هو خلق قاعدة علمية من طلابنا بغية استيعابهم وانخراطهم في الأعمال التكنولوجية في الدولة – والذي بقي هامشيا حيث مكانتهم الاجتماعية-الاقتصادية متدنية والفجوة التربوية التعليمية التي تبدأ في البستان والمدرسة الابتدائية تصل ذروتها في مستوى مؤسسات التعليم العالي. وهذا يجعل من الصعب على السكان البدو العيش بشكل سوي والاندماج في المجتمع في البلاد عامة. من أجل مواجهة مثل هذه الحالة المتناقضة، تم إعداد برنامج خاص خارج إطار المدرسة (براعم العلوم) من قبل البروفيسور إسماعيل أبو سعد، من قسم التربية في جامعة "بن غوريون" لتأهيل طلاب المرحلة الثانوية للتقدم لخمس وحدات في مواضيع الرياضيات والفيزياء واللغة الانجليزية".
يشار هنا إلى أن هناك شراكة تامة مع مدراء المدارس الثانوية التي يشارك طلابها في هذا المشروع، والذي يركزه الاستاذ خليل العمور. ويؤكد العاملون على هذا المشروع أهمية هذه الشراكة، من أجل اختيار الطلاب المتميزين في هذه المدارس، والنهوض بهم وبالتالي بالمجتمع إلى الأمام.
البروفيسور إسماعيل أبو سعد، المدير الأكاديمي للمشروع قال: "وضع الطلاب البدو الذين يدرسون في كلية العلوم والهندسية منخفض جدا. عمليا يتخرّج كل عام 3700 طالب في كل عام ويتخرجون ونسبة ضئيلة جدا منهم يدخلون إلى كليتي الهندسة والعلوم. تركيزنا في المركز هو على العلوم والتكنولوجيا. لن ننسى أننا نعيش في دولة هاي-تك ومستقبل الطلاب سيكون بعد ثلاث سنوات دوام في المركز حيث سيتعلمون فيزياء ورياضيات وانجليزي تحضيرهم لخمس وحدات في هذه المواضيع".
وتابع المحاضر في جامعة بئر السبع: "من خلال هذا المركز، وخلال عشر سنوات، سيكون لدينا ثلاثة أفواج، وبالتالي 200 طالب يتعلمون في كليتي العلوم والهندسة".
وكشف البروفيسور أبو سعد النقاب عن أن هناك اتصالات مع وزارتي المعارف والعلوم ومع الجامعات والكليات من أجل دفع هذه المبادرة إلى الأمام. وأضاف: "الأبواب مفتوحة أمام الجميع وكل إنسان يريد النهوض بالمجتمع. 30 بالمائة من سكان النقب من البدو – وعددهم في مجال الهندسة والعلوم معدود على الأصابع. عمليا نحن نحاول قدر الإمكان تهيئة طلابنا وطالباتنا للمستقبل وأن يكونوا جزءا من التقدم العلمي – وليس فقط في وظائف التعليم والخدمات العامة فقط. نريد أن يعمل طلابنا في الهاي-تك وبالتالي يجب تأسيسهم كما يجب، خاصة وأن الإمكانيات موجودة وخلال هذا المركز نقوم بتهيئة هذه الأجواء له".

أهداف البرنامج:
الحد من القلق والتوجس لدى الطلاب فيما يتعلق بالمواضيع العلمية واللغة الانجليزية.
التحضير لامتحان البسيخومتري.
العمل على تكوين مجموعة رائدة قيادية.
تطوير مهارات التفكير والفهم.
تعزيز العلاقة مع الأهل.