الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

معا في براغ لإحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 19/11/2015 ( آخر تحديث: 19/11/2015 الساعة: 18:36 )
معا في براغ لإحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني
جمهورية تشيك- براغ- معا- إلى براغ، كانت وجهتنا في وكالة معا الإخبارية، تلبية لدعوة قدمتها سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية التشيك، لحضور فعاليات ثقافية وتفاعلية، بات واضحا أن الدبلوماسية الفلسطينية، تدرك أنها قد تكون لغة الإشارة التي يتفاهم بها كل أهل الأرض، إذا ما واجهت لغات التخاطب السياسي، لعثمة قبيل الوصول إلى المعنى.

وصل موفد "معا" إلى المدينة الذهبية، أو أم المدن، أو قلب أوروبا ووسطها الحي، أو المدينة ذات المائة برج، كما يسميها الأوروبيون، وكلها تسميات وصفات للعاصمة براغ، التي أدرجت منذ العام 1992م، بمساحة 866 هكتارا، في لائحة اليونسكو كموقع تراث عالمي، دون أن يلغي ذلك من تاريخها شيئا، بأنها كانت تحت الحكم الشيوعي لفترة جاوزت العقود الأربعة، وحتى العام 1989م.

ورغم أنها مدينة لها مزاجها الخاص، وهو مزاج عالٍ إن صح الوصف، بطبيعة أهلها المنفتحة، وكثرة مسارحها، وتعدد معالمها التاريخية، وتداخل شوارعها الضيقة وتلاصقها مع أناقتها، وروعة تصاميم مبانيها العمرانية، وانسيابية نهر "الفلتافا" في وسطها، الذي يخترق المدينة كما يخترق نهر دجلة مدينة بغداد، ويفصل كرخها عن رصافتها، فإنها تحاول أي "براغ" منذ أن دخلت التشيك إلى الاتحاد الأوروبي، أن تتجانس حينا وتتمايز حينا آخر، عن أخواتها من العواصم الأوربية.

يقول الانطباع الأول لزائر المدينة، التي كانت تصخب بوفود فلسطينية قادمة ومغادرة، وحتى أول التسعينيات، بأنها مدينة خُلقت لتكون معلما تاريخيا وحضاريا وإشعاعيا، مستوفي المعاني، فيما ساعدها القدر على الاحتفاظ بكبريائها، بعد أن نجت بأعجوبة من التدمير الذي طال "كبريات" المدن والعاصم الأوروبية، إبان الحرب العالمية الثانية، رغم أن القوات النازية قد احتلتها، كما يقول المؤرخون.

فيما لا يوحي كثرة عدد الأبراج التي تعلو كنائسها وقصورها، وتزين ساعتها الفلكية التي يؤمها السياح من أربعة رياح العالم، وقلعتها الشهيرة التي كانت ولا تزال مقر الحكم، منذ عهد الملوك قبل قرون مضت، وحتى عهد الرؤساء في لحظتنا الراهنة، أنها مدينة متدينة، فهي مدينة مدنية مؤمنة بنفسها وأوروبيتها، يصل سكانها الذين يقارب عددهم المليون وربع المليون دون الضواحي المتاخمة، إلى مستوى الإلحاد في سوادهم الأعظم، ورغم ذلك فإن لها موقفا رافضا للهجرة، وصوتا مبالغا فيه، وبحاجة إلى ألف تفسير وتفسير، من ظاهرة ما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا".

وغير بعيد، بدا لافتا في التداول الإعلامي التشيكي، الذي لمسه موفد "معا" إلى التشيك، أصداء مشاركة الرئيس ميلوش زيمان، في المظاهرة التي نظمتها كتلة "ضد الإسلام"، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لسقوط النظام الشيوعي، في منطقة البرتوف في براغ، التي شهدت انطلاق شرارة تظاهرات ما عرف لاحقا بـ"الثورة المخملية" يوم 17 ـ تشرين الثاني ـ 1989م.

"معا" سألت سفير دولة فلسطين، لدى جمهورية التشيك، خالد الأطرش، عن مكانة القضية الفلسطينية، لدى صناع الرأي العام في التشيك، في ظل ما تواجهه المنطقة والعالم من تحديات أمنية، فأجاب قاطعا، بأن "القضية الفلسطينية بعدالتها منزهة عن أي ربط مباشر أو غير مباشر، مع ما شهده العالم من هجمات إرهابية مدانة مؤخرا، أمام الرأي العام الدولي، فيما رسالتنا الدبلوماسية واضحة، في التفاعل الرسمي وغير الرسمي، سيما وأن أدواتها تستند إلى الحفاظ على مقدرات شعبنا النضالية والتاريخية، التي دعمتها الشرعية الدولية، مع الإقرار بأن تصويب وتطوير العلاقات مع أي دولة، لا يأتي إلا بجهد تراكمي، يجب أن تشارك فيه كافة المكونات السياسية والثقافية والاقتصادية، وهو ما نعمل عليه منذ أكثر من عام في التشيك، على مستوى تواصلنا مع الحكومة، والمجتمع المحلي، والرأي العام".

وتستعد سفارة فلسطين لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتنظيم احتفال مركزي بالذكرى السابعة والعشرين لإعلان الاستقلال، من خلال إقامة أمسية ثقافية تحييها فرقة الاستقلال للفنون الشعبية الفلسطينية، وكذلك تنظيم ضخم لمهرجان المأكولات الفلسطيني الأول في جمهورية التشيك، بحضور وكالة "معا" ووفد من تلفزيون فلسطين.