الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نعم للدوري ولكن ليس بأي ثمن بقلم -ياسين الرازم

نشر بتاريخ: 11/10/2007 ( آخر تحديث: 11/10/2007 الساعة: 14:01 )
بيت لحم - معا - كما كان متوقعاً صادق مجلس ادارة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في المحافظات الشمالية على التوصية المقدمة اليه منذ اكثر من شهر القاضية باستئناف الدوري العام لجميع الدرجات من حيث توقف أي من نهاية العام قبل الماضي 2005 ، ولا اعتقد بوجود رياضي حقيقي يقف في وجه اقامة الدوري العام او يعمل على افشاله سيما وان الدوري هو المحرك الحقيقي للاندية واللاعبين والجماهير والشارع الرياضي وهو الضمانة الوحيدة للارتقاء بالمستوى العام للكرة في أي بلد والوسيلة الانجع لاختيار العناصر الموهوبة وضمها الى المنتخبات الوطنية وتشكيل هذه المنتخبا وفق الاسس الرياضية والعلمية الصحيحة التي تقود الى النتائج المأمولة خارجياً وتساهم في تقدم ترتيب المنتخب في التصنيف الدولي.
اعتقد ان القرار الذي اتخذه الاتحاد في جلسته الاخيرة كان شجاعاً وجريئاً الا انه في الوقت نفسه خاطئاً ومتسرعاً ولا يستند على الاسس السليمة لانطلاقة أي دوري او حتى استئنافه سيما في الحالة الفلسطينية الذي يعاني فيها الاتحاد من انقسام وغياب الكثير من الاعضاء عن المشاركة في القرارات المصيرية وهنا من حق الشارع الرياضي ان يسأل اين بدر مكي وعدنان ابوزايد وما هو موقف نائب رئيس الاتحاد جورج غطاس ، والغريب في امر القرار ان جاء في وقت كان على الاتحاد دعوة الهيئة العامة للجلسة الاستكمالية لمناقشة الامور المدرجة على جدول الاعمال بناء على الاتفاق الموقع مع لجنة التنسيق وبمباركة رئيس الاتحاد اللواء احمد العفيفي واعتقد ان الاتحاد اراد في هذا القرار التهرب من اللالتزام بعقد الجلسة الاستكمالية والتي قد تسفر عن اسقاط التقرير المالي مثلما هو الامر مع التقرير الاداري الذي اسقطته الهيئة العامة سابقاً والدليل على ما نقوله هو تأجيل موعد الاجتماع من الشهر الجاري الى نهاية الشهر القادم دون الاتفاق مع لجنة التنسيق التي احملها شخصياً القسط الوافر من المسؤولية ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل سيتمكن الاتحاد انهاء الدوري لجميع الدرجات خلال الشهرين المتبقيين على موعد الانتخابات وامطار الخير على الابواب ؟ام انه سيرحل المشكلة الى الاتحاد القادم ؟ وهل سيقبل الاتحاد القادم حمل التركة الثقيلة، ام ان الاتحاد الحالي واثق من اعادة انتخابه في الحادي عشر من شهر كانون ثاني من العام القادم ؟ اسئلة كثيرة يتداولها الشارع الرياضي في هذه الايام منها البرئء ومنها غير البريء الا انها تبقى اسئلة على الاتحاد الاجابة عليها قبل ان يخطو اية خطوة جديدة .
اعتقد ان الاتحاد هدف من قراراه كسب المزيد من الوقت واشغال الشارع الرياضي والاندية في الحديث عن دوري لا يضمن نهايته واتمنى الا تكون عصيبة مثلما كانت بدايته عام 2005، ومن المؤسف القول ان بعض اعضاء الاتحاد ولا اقول جميعهم ينظر للدوري على انه دعاية انتخابية للمرحلة القادمة حتى لو كان على حساب الاخرين فلقد تحملت الاندية خلال العامين الماضيين خسائر مالية فادحة ولحقت بها ديون باهظة ما زالت تئن تحت وطئتها ، واعتقد ان البناء على نتائج بطولتي الكأس والدرع يعتبر بناءً خاطئاً لان الظروف والاجواء تختلف اختلافاً جذرياً في الدوري عنها في الدرع والكأس فما زالت طاولة الاتحاد ولجنة المسابقات تزخر بالاعتراضات التي لم تستطع لجنة الاسئتناف البت فيها لاسباب عديدة قد يكون منها اعضاء الاتحاد انفسهم .
لست ضد الدوري ولكنني اعتقد ان الاتحاد الحالي ساهم وبشكل كبير في القضاء على جيل رياضي كامل والاجدر به التريث والاستماع لعموميته قبل استئناف الدوري او جدولة اية مباراة فشغب الملاعب يطل برأسه القبيح في كل مناسبة وما نحن ببعيدين عن احداث الخضر والبطولات الرمضانية الودية التي شابها الكثير من الاخطاء والتجاوزات والاعتراضات والاعتداءات على الحكام الذين يشكلون عنصراً اساسياً في نجاح أي دوري .