رام الله- معا - عقدت اللجنة المركزية لـ الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" اجتماعا لها يوم السبت اتناول فيه المجتمعون التطورات الميدانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على ضوء استمرار الهبة الشعبية التي انطلقت في الفاتح من شهر تشرين أول الماضي وجملة إجراءات العقاب والحصار الجماعي الذي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ردا على ذلك وجرائم الإعدام الميداني وحملات الاعتقال العشوائية التي نفذتها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين بما يشمل الأطفال والنساء.
كما توقف المجتمعون أمام الأوضاع التنظيمية للحزب ودوره في الهبة الشعبية الباسلة ومدى استعداه لعقد مؤتمره الوطني الرابع والمطلوب من أجل دعم وحماية الهبة وصولا لتحقيق أهدافها وإنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
واتخذت اللجنة المركزية لـ "فدا" جملة من القرارات في مقدمتها تفويض سكرتاريا اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر الوطني الرابع بتحديد موعد نهائي لعقد المؤتمر واتخاذ ما يلزم من إجراءات استعدادا لذلك. وشددت اللجنة المركزية على أن كل إجراءات الاحتلال، من عقاب جماعي وحصار وحملات اعتقال وجرائم إعدام ميداني واغتيالات، لن تنال من عزيمة شعبنا وبأنه سيستمر قدما في هبته الشعبية حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت الهبة من أجل تحقيقها وعلى رأسها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية عليها وتأمين حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها في نكبة عام 48 وفقا للقرار الأممي 194.
وأكدت اللجنة المركزية لـ "فدا" أن دعم الهبة الشعبية الباسلة وحمايتها وتأمين السبل من أجل استمرارها وصولا لتحقيق أهدافها، فضلا عن المصلحة الوطنية العليا لشعبنا ومواجهة التحديات الراهنة لشعبنا، يقتضيان جملة من الخطوات الفلسطينية في مقدمتها تنفيذ التوصيات التي توصلت إليها اللجنة السياسية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية والخاصة بقطع كل أشكال العلاقات مع إسرائيل وعلى رأسها التنسيق الأمني.
كما يتطلبان تحركا دبلوماسيا وسياسيا فلسطينيا على أساس رفض العودة لصيغة المفاوضات الثنائية برعاية أمريكية منفردة ودعوة الأمم المتحدة للعمل من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام برعايتها وإشرافها ومشاركة كل الأطراف الدولية الفاعلة، بما فيها اللجنة الرباعية الدولية، على أن ينبثق عن المؤتمر هيئة دولية تشرف على إطلاق مفاوضات مسقوفة زمنيا من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية على هذه الأراضي.
كما يتطلب ذلك استمرار العمل فلسطينيا من أجل تحمل الأمم المتحدة لمسؤولياتها في وضع نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني، واستمرار العمل في الوقت ذاته من أجل نيل عضوية دولة فلسطين في جميع المنظمات والهيئات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، واللجوء إلى محكمة الجنايات الدولية لعرض جرائم الحرب الإسرائيلية المرتكبة بحق شعبنا.
وأكدت اللجنة المركزية لـ "فدا" أن كل ذلك لا ينفصل إطلاقا ولا يلغي أبدا الحاجة إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني الراهن واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها صمام الأمان وطوق النجاة والمعبر الوحيد لانتصار شعبنا وتحقيق أهدافه.
ودعت اللجنة المركزية انطلاقا من ذلك إلى توجه الوفد القيادي المكلف الحوار الوطني إلى غزة من أجل عقد اجتماع وطني تشارك فيه مختلف القوى والفصائل، بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، للتوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تأخذ على عاتقها إتمام عملية إعمار قطاع غزة وتوحيد مؤسسات السلطة الوطنية المدنية والأمنية في الضفة والقطاع والعمل عن رفع الحصار الظالم عن غزة وفتح المعابر وتسلم المسؤولية عنها، والتحضير لعقد انتخابات رئاسية وتشريعية بالتزامن مع انتخابات للمجلس الوطني، ووضع آليات لتنفيذ جميع بنود اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة، وتحديد موعد لعقد جلسة عادية للمجلس الوطني وإجراء التحضيرات الكفيلة بإنجاح هذه الجلسة.