نشر بتاريخ: 22/11/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
براغ / التشيك - معا - كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام- من بلاد التشيك سأبدأ التشكيك؛ لان براغ لا تقبل الفراغ. قبل ايام شارك الاف من التشيك في تظاهرة ضد الاسلام (كتلة ضد الإسلام) وكان اليهود التشيك يقفون وراء ترتيب هذه التظاهرة "الغريبة" التي تزامنت مع التضامن العالمي مع ضحايا عمليات باريس. ولكن رئيس الوزراء بوهسلاف سوبوتكا انتقد الرئيس زيمان على مشاركته في هذه التظاهرة.
المفاجأة الاهم كانت نزول الرئيس ميلوش زيمان ومشاركته في هذه التظاهرة؛ تبعه توقيع 23 عضو برلمان تشيكي في رسالة إلى رئيسة الاتحاد الاوروبي ( من اصل 200 نائب ) عدم تنفيذ امر الاتحاد الاوروبي وسم بضائع المستوطنات.
ولان شر البلية ما يضحك فان وسائل الاعلام هنا - بمجملها تحت تأثير اللوبي الصهيوني - نشرت خبر مقاطعة البضائع الاستعمارية على نحو مضحك: قرر الاتحاد الاوروبي مقاطعة افضل انواع البضائع المستوردة وهي البضائع التي تأتي من اجمل الجبال والحقول. وللشعب التشيكي ان يقرر اذا يلتزم بالمقاطعة ام لا!!!!
الشعب التشيكي شعب بسيط وطيب ويصدق وسائل الاعلام التي تحكمت بها اسرائيل فيما انفق العرب مئات الملايين على المساجات واللهو هنا. ولذلك يجب عدم لوم الشعب التشيكي ولا الحكومة التشيكية؛ فقد نجح الصهاينة في اقناع التشيك ان الفلسطينيين كانوا حلفاء الاتحاد السوفييتي وجرى تحريض الشعب ضدنا ولم ننجح في الدفاع عن انفسنا وجاء انفجار خزنة السفارة واستشهاد سفير فلسطين جمال الجمل وعثور شرطة التشيك على 12 قطعة سلاح في السفارة لتعطي الشعب فكرة سيئة عن قضيتنا.
الان يعمل الدبلوماسي المعروف خالد الاطرش سفيرا لفلسطين في براغ ومعه طاقم نخبوي ومتحمس لاستعادة ثقة التشيك بنا كأصدقاء لهم وعلى رأسهم الزميل تامر المصري الذي رأينا في معا ديناميكيته في التشيك تماثل حراكه في جنوب افريقيا رغم اختلاف التجربتين؛ واذكر نائب السفير جاد الله سباتين وحيدر الحوراني وكاسترو العايدي ونبيل الفحل وغيرهم. وبمساعدة الجالية ولجنة اقليم فتح يتقدمهم الاخ احمد السيد يحاول الجميع استعادة الصداقة الطيبة.
وفي هذا المضمار حضرت فرقة الاستقلال للفنون الشعبية لتقديم عروض التراث الجميل ويغطي الحدث طاقم تلفزيون فلسطين (بلال صافي وناصر البابا). بل ان قادة ونشطاء الجاليات الفلسطينية في اوروبا تأتي لمؤازرة فلسطين وعلى رأسهم رجال الاعمال ومنهم أشرف أبو طه وشديد بسيسو الذي يرأس الجالية في التشيك ورشيد وهبي من مخيماتنا قي لبنان وعبدالله البرنو وأسعد شبيب وأسامة الهدروس وصلاح أبو عمشة وآخرين بالإضافة إلى الناشط القيادي المعروف منذر ابو زيد الذي يحضر من النمسا لانجاح النشاط.
في براغ جسر الملك تشارلز وهو جسر العشاق حيث يأتي العاشقون من مختلف بلاد العالم ويضعون اقفال الحب على نهر فالتافا.
لفت انتباهي ان هناك عبارات ذهبية باللغة العبرية وسط الجسر؛ فاعتقدت ان اليهود سيطروا على براغ بالكامل لكن الاخ محمد عريدي اخبرني قصة هامة عن الجسر الذي بناه الملك في القرن الرابع عشر؛ ولنقص الاسمنت تبرع اهل التشيك بالبيض لبناء الجسر؛ ولان قشر البيض يحتوي على الكلس فقد تم بناء الجسر بالبيض.. وفي وسط الجسر التحفة تمثال للسيد المسيح.
وفي العام 1696 كان حاخام يهودي من براغ يرفض خلع قبعته احتراما للمسيح وكان يبصق على تمثال المسيح كلما مر من هناك؛ فعلم الملك بالحادثة وامره ان يكتب باللغة العبرية وبماء الذهب عبارة ( لا قداسة الا ليسوع ) ففعل الحاخام وباللغة العبرية وبماء الذهب، وبقيت حتى يومنا هذا كما تشاهدون في الصورة.
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وفي العام 2000 حاول يهود براغ إزالة العبارة باللغة العبرية فرفضت الحكومة التشيكية؛ وبعد كل الضغوطات وافقت البلدية ان تكتب ملاحظة صغيرة اسفل التمثال ( الحاخام اليهودي الذي كتب هذه العبارة كان مرغما). وفي عام 2007 سرق اليهود الحروف وخلعوها لمسح التاريخ فقامت البلدية بطباعة احرف بدلا عنها واعادتها الى التمثال.
وقفت على جسر العشاق فوق نهر فالتافا؛ وتذكرت مساهمة شعب التشيك بالبيض لبناء الجسر؛ وتذكرت الحاخام الذي جلب لنفسه ما جلب؛ وجاء خبر عاجل ان فلسطينية استشهدت على حاجز حوارة وان زعيم استيطاني دهسها بسيارته... وقام عقلي بمقارنة حاخام براغ بحاخام مستوطنة يتسهار، وان العشاق سينتصرون وان الحاخامات سيكتبون يوما بحروف من ذهب يافطات تقول سامحونا يا اهل فلسطين؛ سيكتبونها رغما عن انوفهم وسنعلقها عند قبر يوسف على مدخل نابلس وعند قبر راحيل وفي شارع الشهداء في الخليل وعلى مفترق عتسيون وعلى حاجز بيت حانون؛ وسنفكر حينها اذا نسامحهم او لا...