زكريا الأغا لوكالة معا : لا توجد اى مبادرات عربية رسمية لاعادة تفعيل الحوار وحماس تتعامل مع فتح كحركة محظورة
نشر بتاريخ: 15/10/2007 ( آخر تحديث: 15/10/2007 الساعة: 13:22 )
خان يونس- معا- - أجرى اللقاء ابراهيم قنن - نفي الدكتور زكريا الاغا عضو اللجنة المركزية لفتح ، كل ما يشاع عن حوار سيجري بين فتح وحماس في الوقت القريب في إحدى الدول العربية ، مؤكداً على موقف الدول العربية من أجل الدعوة لاعادة تفعيل الحوار بين حركتي فتح وحماس ، وهو ان تلبي شروط الحوار والمتمثل في الاعتراف في الخطأ الذي ارتكبته والتراجع عن انقلابها العسكري ونتائجه .
ووجه مسئول حركة فتح في قطاع غزة ، انتقادا لاذعا لسياسيات حماس الداخلية في التعامل مع حركة فتح والشعب الفلسطيني ، متهماً إياها بتأخير الحوار الداخلي الذي تطلع فتح إلى أن يفضي إلى مصالحة وطنية وتاريخية و إلى نية حماس حظر حركة فتح في غزة . ومقابل تشاؤمه من الوضع الفلسطيني الداخلي ، لم يكن الأغا متفائلا من الموقف الدولي من تطورات القضية الفلسطينية التي أشار إلى أن مؤتمر الخريف المنوي عقده في غضون أسابيع لن يحقق ما يتطلع إليه الفلسطينيون .
وعرض الاغا في لقاء موسع مع وكالة "معا" موقفه من التطورات الميدانية على الأرض في قطاع غزة ، والعلاقة الجدلية بين فتح وحماس ، وطال اللقاء موقفه من مؤتمر الخريف وتوقعاته من نتائجه .
حظر حركة فتح
وأكد الأغا إن ممارسات حماس على الأرض بحق أبناء فتح هي محاولة لحظر نشاط الحركة ، وهي انتهاكات سياسية بالدرجة الأولى ، وتساءل الأغا هل اعتقال حماس للآلاف الذين اعتقلتهم من أبناء فتح ومنظمة التحرير ومواطنين مستقلين ، هل كل هؤلاء حشاشين ، ويشموا المخدرات ، ولصوص ، وعملاء ؟؟؟
وفند الأغا ادعاءات حماس حول أسباب اعتقال أبناء فتح ، وقال ان كل من اعتقل من أبناء الحركة كان يسأل في التحقيق معه عن انتمائه لفتح ونشاطه فيها ، وفعاليته في أطرها التنظيمية .
وحول نية حركة حماس التعامل مع حركة فتح على أنها حركة محظورة أكد الأغا أنهم يأخذون هذا الموضوع على محمل الجد ، مؤكداً أن هناك شواهد كثيرة تدلل على أن حماس تتعامل مع فتح كحركة محظورة وذلك من خلال ملاحقة أبناء فتح واعتقالهم والزج بهم في السجون التي لم تستثن قيادة الحركة التي تم اعتقالها ، إضافة إلى اقتحام بعض مكاتب الحركة وإغلاق بعضها وتعطيل مؤسساتها .
وأكد أن كافة الإجراءات التي تتخذها حماس على الأرض تدلل على أن حماس لديها النية المبيتة لوقف نشاطات "فتح" وملاحقتها تمهيدا لحظرها وهذه ليست تكهنات وإنما شواهد حقيقة على نواياهم .
وقال الأغا " لن نقبل بذلك وسنواصل عملنا في كل الظروف وتحت كل الضغوط ، كنا نؤدي عملنا زمن الاحتلال الإسرائيلي برغم قسوة الاحتلال وجبروته ، ولن تستطيع أي جهة مهما كانت أن تمنعنا من مواصلة عملنا كحركة فلسطينية هي بمثابة العمود الفقري للعمل والنضال الوطني الفلسطيني " .
مجلس فتح الثوري
وبين الأغا، الأسباب التي عطلت اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح الذي كان مقرراً عقده قبل شهر ونصف الشهر لبحث تطورات القضية الفلسطينية على ضوء الانقلاب العسكري في قطاع غزة ، ومناقشة الوضع التنظيمي الداخلي للحركة بعد هذه الأحداث والتطورات .
وأعرب عن أمله في أن تتم الدعوة لعقد اجتماعات المجلس الثوري في القريب العاجل. نظراً لأهمية هذا الاجتماع، والذي سيبحث في العديد من القضايا والهموم الوطنية والتنظيمية، وسيضع حلولاً لكثير من هذه الهموم، سواء على المستوى الداخلي للحركة، أو على المستوى الوطني.
رسالة لأبناء فتح
وجه الأغا رسالةً إلى أبناء فتح جاء فيها " أن الليل الذي يعيشونه إلى زوال ولا يمكن أن يستمر طويلا، وأن بزوغ الفجر سيكون قريب جداً جداً ".
وأضاف " ان هذه الأزمة التي تعيشها فتح ومجموع الشعب الفلسطيني بعد انقلاب حزيران الماضي سوف تنتهي " ، وسوف تعود اللحمة إلى أبناء الشعب الفلسطيني كله ، وتعود الوحدة الجغرافية السياسية لشطري الوطن مهما حاول أعداء الشعب أن يستغلوا هذه الأزمة وإطالة أمدها .
وعبر الأغا عن أمله أن يسود العقل والحكمة أولئك الذين تخلو عن عقولهم لفترة من الزمن ، وأن يغلبوا المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني على المصالح الحزبية الضيقة .
وشدد الأغا أن لا مجال للإحباط والتشاؤم ، فنحن متفائلون دوماً بإرادة الشعب الفلسطيني الذي قدم الكثير من التضحيات ، والآلام وعاش نكبات طويلة ، لكنه كان يخرج من كل أزمة ومأساة أشد قوة ، وأقوى عزيمة .
لا خوف على فتح
وأكد الدكتور زكريا الاغا ، ان حركة فتح ما تزال حركة قوية وفاعلة بكل قوة في الساحة الفلسطينية في قطاع غزة، وهى حركة متجددة باستمرار بفضل أبنائها وشبابها والأجيال المتعاقبة بالرغم من كل الضغوط والممارسات التي يتعرض لها أبناء الحركة من عمليات اعتقال واعتداءات وعمليات تعذيب بعد الانقلاب الدموي الذي نفذته حماس .
وقال الأغا " ان فتح ما تزال حركة الشعب الفلسطيني وهى متواجدة في كل بيت وشارع وحى فلسطيني ، وهى حركة قوية بالرغم من الظروف الصعبة ، وقال الأغا " لا خوف على فتح مهما كبرت العواصف ومهما عظمت المؤامرات ومهما حاول أعداء الحركة و الشعب الفلسطيني من النيل منها " .
الهيئة القيادية العليا
وأشار الأغا إلى أن قيادة الحركة ومنذ الانقلاب قامت بتكليف عدد من الأخوة القياديين في الحركة ( اللجنة القيادية العليا ) لكي لا يحدث أي فراغ تنظيمي ، لتحمل المسؤوليات الكاملة عن الدوائر المختلفة في الحركة ، وهذه القيادة على تواصل يومي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفته القائد العام ، كما أنها على تواصل مع اللجنة المركزية والمجلس الثوري وهى على تواصل مع مستويات قيادة الأقاليم والمكاتب الحركية واللجان والمكاتب المختلفة للحركة من اجل متابعة كل أمر يتعلق بحركة فتح في قطاع غزة أول بأول .
وحول حقيقة الاستقالة التي قامت بتقديمها اللجنة أكد الأغا إلى حدوث بعض الإشكاليات التي تخص أبناء الأجهزة الأمنية والمفرعين عام 2005 و2007 على وجه التحديد نظرا لتأخر صرف الرواتب . ولقد قمنا على اثرها بإرسال عدة رسائل مفادها أن الحركة لا تستطيع أن تقوم بدورها وأن تستمر بعملها دون أن تحل هذه المشكلة ، لكي نؤدي عملنا بطريقة سليمة وعلى أكمل وجه .
تفجيرات غزة
وجدد الأغا التأكيد على موقف حركته الرافض لعمليات التفجير التي حدثت مؤخراً في مدن قطاع غزة ، وقال : إننا نرفض هذه الأعمال لأنها تضر بالمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ، وبمصالح حركة فتح . وعبر عن استغرابه من محاولات حماس الحثيثة لي عنق الحقيقة وتحريف التصريحات والادعاء باطلاً أن فتح تقف وراء هذه العمليات المدانة من قبلنا.
وقال الأغا "ان حل المشكلة القائمة بعد الانقلاب العسكري الذي قامت به حماس في 14 حزيران الماضي لا يمكن حلها بالقوة المسلحة والتفجيرات ، وإنما تحل بالطرق السلمية عبر الحوار،بعد تهيئة الظروف الموضوعة له وأهمها تراجع حركة حماس عن انقلابها العسكري ونتائجه على الأرض ".
حماس تؤخر الحوار
وأكد الأغا أن حركة فتح ليست ضد الحوار وإنما تسعى إليه ؛ ولكن الخطوة الأولي يجب أن تأتي من حركة حماس كخطوة تمهيدية لبدء بمصالحة وطنية شاملة ، مبيناً أن السبب الوحيد الذي يؤخر الحوار هو رفض حماس العودة عن انقلابها والاعتراف بخطئها ، واستمرار هذا التعنت يعني مزيدا من المعاناة والتشرذم والانقسام في الساحة الفلسطينية ، ومزيدا من الإهمال للقضية الفلسطينية وللحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني والتي باتت قضية إنسانية بدلاً من قضية وطنية وحقوق مسلوبة .
وقال "إذا كانت حماس حريصة على الشعب الفلسطيني وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، فعليها الإسراع في اتخاذ الخطوة الملائمة والمناسبة تمهيدا لبدء الحوار وعقد مصالحة وطنية شاملة ".
وأضاف " الحوار المنشود يتطلب من حماس أن تعترف بالخطأ الذي قامت به وان تعود عن انقلابها وتوقف كل ممارساتها ضد أبناء فنح و الشعب الفلسطيني وفصائل منظمة التحرير ،وان توقف حملاتها الإعلامية التحريضية الغير مقبولة ضد فتح وقيادة السلطة ، عندها فقط سيكون الجو مهيئاً لحوار وطني شامل ينهي الوضع الصعب الذي يعيشه المواطن الفلسطيني ".
لا صوت لعقلاء حماس
وأشار الأغا إلى إمكانية وجود قيادات عاقلة في حركة حماس يمكن الجلوس معها وإجراء حوار جدي في العديد من نقاط الخلاف ، ولكنة استدرك قائلا " هذه القيادات لا يسمع لها صوتا بالمطلق " والصوت المسموع فقط هو صوت التطرف والحقد والكراهية والتحريض" وهذا ما نراه على السطح من حركة حماس ، ونتمنى ان نسمع في الوقت القريب اصواتا عاقلة من حماس تعمل على تهيئة الأجواء المناسبة وخلق الأرضية الخصبة للمصالحة الوطنية ، وان تعلن على الملء رفضها لكل ما من شأنه أن يهدد القضية الفلسطينية ، ويؤدي لتراجعها في كافة المحافل الدولية بعد ما ألم بها من تراجع والسير فيها نحو بر الأمان حفاظاً ودفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره طبقاً للقرار 194 وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس .
مبادرات عربية
وأكد الأغا ، أنة لا توجد أي مبادرات عربية رسمية لإعادة إحياء الحوار بين حركتي ( فتح وحماس ) مشيراً إلى أن الموقف العربي واضح بشان إعادة الحوار ، وهو ضرورة احترام شرعية الرئيس محمود عباس ، وضرورة إعادة الأوضاع في قطاع عزة إلى ما قبل الانقلاب ، وان كانت حماس تريد إطلاق الحوار فعليها أن تستجيب إلى متطلبات الموقف العربي من الحوار، دون ذلك فأنة لن يستجيب أحد لدعوات حماس لأنها دعوات منقوصة وبحاجة الى أسس وشروط لكى يتم الاستجابة الى هذه الدعوات من أجل حوار جدي يلبي طموحات الشعب الفلسطيني ، مؤكداً ان الدول العربية تنظر من حماس ان تلبي شروط هذا الحوار للبدء فيه !!
أشار الاغا ، الى أن ما يشاع من أن هناك مبادرات عربية من أجل إعادة الحوار هي معلومات غير صحيحة وغير دقيقة وبحاجة الى مراجعة .
مؤتمر الخريف
قال : إن نجاح أو فشل مؤتمر الخريف الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش يتوقف على التزام المشاركين في المؤتمر خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بالمطالب المشروعة للفلسطينيين ، والتي تتمثل في الحقوق والثوابت الفلسطينية ( إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرضي المحتلة عام 67، والقدس عاصمة موحدة، وعودة اللاجئين وفق القرار الدولي (194) وإطلاق سراح الأسرى ، والمياه ).
وأضاف الأغا : ان بوش يريد من خلال المؤتمر تحقيق انجازاً سياسياً قبل انتهاء مدة ولايته الثانية بعد الإخفاقات الكثيرة والكبيرة التي منيت بها سياسته الخارجية في مناطق عديدة من العالم . ونوه إلى أن الانجاز الذي يتطلع بوش إلى تحقيقه لا يرقى إلى الحد الادني من المطالب والحقوق الفلسطينية العادلة .
ويعتقد الأغا أن مؤتمر الخريف لن يحقق ما نتطلع إليه ، وسيكون عبارة عن اجتماع إضافي من الاجتماعات الدولية التي تعودنا عليها في الفترات السابقة.
اللاجئون في العراق
وأكد الأغا أن اللاجئين الفلسطينيين في العراق تعرضوا لممارسات بشعة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ، وتعرض كثير منهم للقتل والسجن والتعذيب والتشريد ، ما دفع نسبة كبيرة من الفلسطينيين إلى هجرة منازلهم ومناطق سكناهم إلى الحدود العراقية الأردنية والسورية ، في ظل ظروف إنسانية صعبة غاية ، وظروف سياسية معقدة جداً .
وأوضح أن منظمة التحرير وقيادة السلطة حاولتا بكل جهد ممكن مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لإنقاذ اللاجئين، وتوفير مكان آمن لهم ولأسرهم خارج العراق، لكن مع الأسف الدول العربية تحديداً رفضت استيعابهم تحت حجج مختلف ، لكن في الفترة الأخيرة تحركت المفوضية العليا للاجئين مع بعض الأطراف الدولية لاستيعاب اللاجئين عن الحدود السورية والأردنية ، وقد وافقت حكومة البرازيل على استيعاب اللاجئين المقيمين على الحدود الأردنية العراقية ، فيما أبدت حكومة السودان وتشيلي استعدادهما لاستقبال أعداد من اللاجئين المتواجدين على الحدود السورية العراقية .
وعبر الأغا عن أمل القيادة الفلسطينية في إيجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في العراق بشكل عام ، والقابعين على الحدود بشكل خاص في اقرب وقت ممكن لان استمرار المحنة التي يعيشونها يشكل خطراً كبيراً على مجمل قضية اللاجئين في العراق.