رايس بعد اجتماعها بالرئيس عباس: حان الوقت لإقامة دولة فلسطينية
نشر بتاريخ: 15/10/2007 ( آخر تحديث: 15/10/2007 الساعة: 15:39 )
بيت لحم - معا - أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، اليوم الاثنين، أن الوقت قد حان لإقامة دولة فلسطينية وأن فريقي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي يبذلان جهوداً هي الأكثر جدية منذ سنوات لحل الصراع في المنطقة، مشيرة إلى أن ان الجانبين يرغبان بتحقيق السلام بصدق.
وجاءت تصريحات رايس هذه خلال مؤتمر صحفي جمعها مع الرئيس محمود عباس في رام الله ظهر اليوم الاثنين.
وأوضحت رايس أنه لا بد من بناء الثقة بين الأطراف المعنية وتشجيعها على تسوية الخلافات وتنفيذ الالتزامات التي قطعها الطرفان، داعية إلى ضرورة التأكد من تجنب أي خطوات من شأنها أن تؤثر على الثقة بينهما.
وعبرت رايس عن قلقها الحالي، موضحة أنه يتمثل في خلق الأجواء المطلوبة لتهيئة الظروف للمستقبل.
من جانبه، قال الرئيس عباس إنه طالب بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإزالة الحصار وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل سبتمبر/أيلول عام 2000.
وأكد عباس ثقته في الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزيرة خارجيته رايس، وبقدرة الإدارة الأمريكية على دعم الفلسطينيين وعملية السلام الشامل.
وأوضح عباس أن "هناك جدول أعمال واضحاً لمؤتمر السلام، وأنه ليس مجرد فرصة للتصوير"، مضيفاً أن المؤتمر سيتلوه بدء المفاوضات على الحل النهائي، بحيث تتوج في النهاية بمعاهدة سلام، مشيراً إلى أن هناك مرجعيات محددة تتمثل "بخارطة الطريق التي تعطي الحلول والأجوبة على القضايا التي نبحثها."
وكانت رايس قد بدأت الأحد جولة دبلوماسية مكثفة جديدة في الشرق الأوسط، استهلتها بالتحذير من أن زيارتها، وهي الثالثة للمنطقة منذ يونيو/حزيران، لا تهدف إلى إحداث تقدم فوري في محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفيما خفّضت رايس من سقف التوقعات لجولتها الراهنة، تراشق الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني بالتصريحات المشككة في التزام كل منهما بالسلام.
والتقت رايس بوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الذي أصدر لاحقاً بياناً شدد فيه أن حرية تحرك الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية "من المبادئ الأساسية التي يتوجب المطالبة بها في المستقبل".
وغادر باراك عقب اللقاء إلى واشنطن لإجراء المزيد من المباحثات مع الإدارة الأمريكية، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
ومن المقرر أن تعقد وزيرة الخارجية الأمريكية جولة مفاوضات ثانية مع الجانبين الأربعاء.
ونقلت مصادر إسرائيلية الاثنين أن مخاوف أمنية أدت لتحويل مسار موكب رايس في طريقها إلى الضفة الغربية للالتقاء بالمسؤولين الفلسطينيين.
وأوضح الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية أن الموكب توقف عند نقطة عبور إلى الضفة الغربية إثر الاشتباه في سيارة متوقفة، وواصل رحلته بعد أن ربع ساعة.
وتهدف رايس للإعداد لاجتماع دولي تعتزم الولايات المتحدة استضافته بولاية ميريلاند في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، وتأمل أن يؤدي لمفاوضات سلام رسمية وفي النهاية إقامة دولة فلسطينية.
ولمح مصدر مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية، رفض ذكر اسمه، لإمكانية تأخير انعقاد المؤتمر قائلاً إن المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين سيبحثون اعتبارا من هذا الأسبوع القضايا الأساسية بهدف التوصل إلى وثيقة مشتركة بشأن مؤتمر الخريف، وفق المصدر.
وأردف قائلاً "الأمر سيستغرق بعض الوقت، وسيتطلب الكثير من الدبلوماسية الأمريكية، فهذه قضايا شاقة بالفعل. "
ويشار إلى أن نقطة الخلاف الفلسطيني - الإسرائيلي تتعلّق بصيغة البيان، حيث أن أولمرت يفضّل صيغة "فضفاضة" فيما يصر عباس على صيغة محددة "لإطار عمل" يتضمن جدولاً زمنياً لمحادثات الوضع النهائي.
وصرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن أولمرت أكد، خلال لقائه برايس الأحد، موقفه الرافض لصيغة محددة قائلاً "الهف هو للوصول إلى وثيقة مشتركة خلال المؤتمر الدولي، بالرغم من أن وجود هذه الوثيقة لم يكن شرطاً، على الإطلاق، لعقده."
ورد وزير الخارجية الفلسطيني بالوكالة، رياض المالكي بأن السلطة لن تذهب إلى المؤتمر دون الوثيقة، وأردف قائلاً "دون وثيقة لن يتسن لنا الذهاب إلى المؤتمر الشهر المقبل، أولمرت يتطلع إلى مؤتمر للعلاقات العامة ولتطبيع العلاقات مع الدول العربية ولن نساعده في ذلك."