الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

إدارات الاندية والإعلام

نشر بتاريخ: 29/11/2015 ( آخر تحديث: 29/11/2015 الساعة: 15:46 )
إدارات الاندية والإعلام
بقلم عصري فياض

هناك عبارة تقول " الإدارة الناجحة لها إعلام جيد"، وهذا القول يلازم حقيقة العلاقة بين الاندية الرياضية والإدارات التي تقود هذه الاندية، فالإدارات كما هو معروف هي هرم مكون من قمة وإضلاع وقاعدة ، وفي كل خانة من خانات العمل الإداري( الأضلاع) سواء كانت الإشراف الرياضي أو المالي أو الثقافي أو الاعلامي والاجتماعي وأمانة السر وغيره، لكل خانة لها عملها والكل يعمي ضمن السياسة العامة التي ينتهجها رأس الهرم ويتابعها في العموميات، فمثلا الإشراف الرياضي له عمله وله تفاصيله، لا يمكن لرئيس النادي الوقوف أو التدخل في كل جزئيات عمل المشرف، لكنه يقيم ويبدي بعض الملاحظات ان وجدت، وكذلك الجانب الاعلامي، يتوجب ان يكون كذلك، لكن في حقيقة الأمر أنديتنا وفي غالبها تتعامل مع الإعلام الرياضي وفق الرغبة الخاصة والموسمية، ولا تترك له تقدير الحالة وتسويغ الحالة الإعلامية للحدث الرياضي وتخريجة في وقته وظرفه المناسب، ليتم إشهار الحدث كفعل ونشاط يخاطب فيه البيئة المحيطة والجمهور والرأي العام، ويعمل على توعية الفئة المستهدفة وتوسيع مداركها ومعلوماتها، ورفد التصور عن نشاطاتها، هذا هو بعض من دور الإعلام الرياضي .
لكن للأسف كثيرون في إدارات الاندية، تتوجس كثيرا من الإعلام، وتحاول ان تبقيه مقيدا وتحت السيطرة، خوفا من انفلات خبر هنا أو قطعة خبرية هناك تؤثر على توجهات وخططها في قيادة تلك المؤسسة، الأمر الذي يؤثر سلبا على دور الإعلام الرياضي في خدمة المؤسسة ويشل عمل الإعلام الرياضي وسياسته.

إن العمل الاعلامي الرياضي له حجمه وتفاعله وحريته الذي يتوجب ان يكون بحجم باقي الأذرع الإدارية الأخرى،طبعا الحرية المسؤولة والواعية، لكن إغلاق الأبواب أمام الإعلام الرياضي وخنقه توجسا من المس بساسة الإدارة الرياضية وضمن حساباتها الخاصة هذا لا يتماشى مع المنطق اولأ ولا يتقاطع مع رسالة الإعلام ثانيا .
وهنا لا بد ان أصنف الإعلام الرياضي إلى صنفين، الاول الإعلام الخاص بالمؤسسة والمعروف بالناطق الاعلامي، من الضروري تفعيل هذا الدور ليكون وسيطا بين المؤسسة والإعلام الرياضي العام، والصنف الثاني الإعلام الرياضي العام المتمثل بالمراسلين والمحررين الذين يناط بهم نشر الانشطة الرياضية سواء كان ذلك في شعاع المؤسسة أو البلدة أو المدينة أو المحافظة أو الوطن، فلا يعقل ان يمر أكثر من ثلاثة أشهر مثلا، ولا يخرج عن أي مؤسسة رياضية حاضرة وفاعله أي قطعة خبرية أو خبر او تقرير، هذا مؤشر على وجود خلل في العلاقة بين المؤسسة والإعلام !!، أو أن تلك الإدارة لم تعي بعد قيمة الإعلام في خدمتها وخدمة توجهاتها ومسيرتها، وبالتالي سيعتبر هذا التصرف أو هذا الإهمال في الجانب الاعلامي ضد مصلحة المؤسسة، وضد مسيرتها، فحسابات الخسارة الحديثة لا تحصي خسارة رأس المال، بل تحصي خسارة ما غفل أو قصر القائمون على الأمر في استغلاله وما نتج عن ذلك من مؤشر ينزل بثقله الى الأسفل.

من هنا، وأمام ما يحاط بالإعلام الرياضي الفلسطيني من حالة لا يحسد عليها، وما يلاقيه بعض الإعلام الرياضي المحلي ـ إلا من رحم ربي ـ من عدم استغلال حقيقي ومدروس له لفائدة الحركة الرياضية ومؤسساتها من أندية ومراكز، فإننا نقول ان كثير من الاندية مهما نجحت في خططها وبرامجها، فإنها تسجل فشلا ذريعا في جانب هام من جوانبها وهو الإعلام الجسر الذي يربطها مع المحيط والبيئة والجمهور،وهذا الفشل سيبقيها مكانها، كسفينه ترقص في الماء، بعد ان فقدت حبائل الربط بين مراسي النجاة.