الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصين تقيم اول قاعدة عسكرية على طريق نفط الجزيرة العربية

نشر بتاريخ: 29/11/2015 ( آخر تحديث: 01/12/2015 الساعة: 18:35 )
الصين تقيم اول قاعدة عسكرية على طريق نفط الجزيرة العربية

بيت لحم- معا- اعلنت الصين الاسبوع الماضي قرار اقامة اول قاعدة عسكرية خارج حدودها الدولية وذلك في دولة " جيبوتي" الواقع شرق افريقيا وكشفت خطتها لتعزيز تواجدها العسكري ودور جيشها في اداء مهام مختلفة في انحاء العالم.

ويناقض اعلان عن اقامة قاعدة " جيبوتي" السياسية الصينية التقليدية القائمة على مبدا عدم منافسة الولايات المتحدة الامريكية في مجال بناء قدرات عسكرية قوية والانتشار حول العالم .

ورفضت وزارة الخارجية الصينية وفقا للتقرير الذي نشره اليوم " الاحد " موقع "هارتس" الالكتروني وصف الموقع العسكري في جيبوتي بالقاعدة العسكرية مؤكدة ان الامر يتعلق بنقطة تموين تستخدم في دعم السفن الحربية الصينية العاملة ضمن قوات الامم المتحدة في سياق محاربة ظاهرة القرصنة البحرية .

ويمكن للرئيس الصيني الان عبر اقامة قاعدة عسكرية تبعد 7000 كلم عن حدود الصين وقع في منطقة يسودها العنف الجيش الصيني بعيدا عن دوره التقليدي والدائم الدفاع عن حدود " الامة " الصينية كما فعل طيلة السنوات الماضية .

ويعكس القرار الصيني الى جانب قرارا اخر يقضي باقامة " منطقة عسكرية جديدة" عمق التغيرات التي يخطط الرئيس الصيني ادخالها على تركيبة وبناء جيش التحرير الشعبي الذي شكل لسنوات طوال جيشا ثقيلا يهتم اولا وقبل كل شيء بحماية النظام الشيوعي حيث قالت وكالة الانباء الصينية " شينخوا" ان الرئيس الصيني ابلغ الاسبوع الماضي قادة كبار في الجيش نيته وخطته لتعزيز قوة الجيش وبناء منظومة وطنية للدفاع تتلاءم ومكانة الصين الدولية وتتلاءم مع مصالح الصين الامنية والتطور الذي تعيشه الدولة .

وقال "دافيد فرنكلشتاين رئيس قسم الدراسات الصينية في معهد البحوث المستقل " CNA " في الولايات المتحدة الامريكية ان التواجد العسكري الصيني في جيبوتي سيكون الاول من نوعه منذ اعتلاء الحزب الشيوعي سدة الحكم وأول مرة تقيم فيها الصين منشاة تخدم اسطولها في الخارج.

وأضاف " يعطي الاعلان الصيني اشارة على ان مصالح الصين تطورت بشكل اكبر من قدرات الجيش في وضعه الحالي على حمايتها ".

وللمفارقة تستضيف " جيبوتي" ايضا القاعدة البحرية الامريكية الوحيدة على البر الافريقي وتستخدم في محاربة " الإرهاب " في ارجاء القارة السمراء والشرق الاوسط وقد مدد الرئيس الامريكي " اوباما " العام الماضي عقد استئجار هذه القاعدة بعشرين عاما اخرى .

واستثمرت الصين خلال السنوات الماضية ثروات كبيرة في اقامة مصانع في جيبوتي التي لا يزيد عدد سكانها عن 900 الف نسمة يعيشون في فقر مدقع وصرفت الصين مئات ملايين الدولارات على تطوير ميناء جيبوتي الصغير .

ومولت الصين ايضا مشروع توسيع السكة الحديدية التي تربط بين العاصمة الاثيوبية " اديس ابابا" و جيبوتي وهو مشروع كلف الخزينة الصينية ملياري دولار

وفي المقابل قدمت جيبوتي للصين موقعا حساسا يمكنها من مراقبة وحماية نقالات النفط الخارجة من الشرق الاوسط في طريقها الى الصين عبر المحيط الهندي اضافة لمنحها نقطة وصول مريح للجزيرة العربية حيث مكامن النفط الهائلة.

وقال " شي "الرئيس الصيني امام اكثر من 200 ضابط رفيع ان التغيرات التي يخطط لها تحتاج لعدة سنوات حتى تستكمل لكنها تغيرات حيوية وضرورية لحماية الامن الصيني ولضمان قدرة الجيش على تنفيذ مهامه المعقدة خارج حدود الصين .