وأشارت شقورة إلى أن اهتمام المشاركات بدا واضحا من خلال تركيزهنّ أثناء العمل، ذاكرة آية كإحدى المشاركات التي استهواها التطريز، مشيرة إلى أنها استشعرت ذلك من خلال نظرات آية بقطعة القماش بيدها.
وأضافت شقورة إن الفتيات المشاركات برزت مهاراتهن من خلال معروضاتهن، اللواتي علت الطاولة، التي أحطنها كدائرة مغلقة خاصة بإبداعات ذوات الإعاقة الذهنية.
واتبعت مدير المركز بالحديث عن المشاركة الأخرى سعاد، التي صنفت مجتمعيا ضمن ذوات الإعاقة الذهنية، وقالت إن ملامحها عبرت عن سعادتها بالمشاركة في تلك الزوايا، التي أتاحها لها المركز.
وأوضحت شقورة أن مركز صحة المرأة- جباليا التابع لجمعية الهلال الأحمر في قطاع غزة، جاء مشروعه لإيجاد حماية وتمكين للفتيات والنساء في شمال غزة.
وقالت أخصائية التأهيل المشرفة على 19 حالة من ذوات الإعاقة الذهنية عطاف محسن، إنه بعد سنوات طويلة من التأهيل والتدريب نجح المركز في الوصول إلى هذا الانجاز، والمشاركة بفعالية في كل معرض، لإبراز إنتاج هذه الشريحة وتغيير النظرة السائدة لها.
وبينت مدير المركز أن الأشغال اليدوية لم تستهوِ النساء والفتيات فحسب، بل امتدت لتشمل الشباب أيضا.
وأضافت إن الشاب خالد، أحدُ المشاركين في البرنامج، تتلمذ على يد " ام زياد"، وتمكن خلال يومين من إتقان فن التطريز والامساك بالإبرة، وتعلم النقلات المختلفة.
وعلق خالد أن الإبداع ليس حكرا على النساء، وأن الشباب قادرون على تعلم تراث الهوية الفلسطينية، مشيرا إلى أن التطريز لا يشكل هواية لديه فقط، بل أنه يرى فيه ارتباطا بالتراث والتاريخ.
وأتبع خالد إنه ليس لديه أي مشكلة في امتهان هذه المهنة فيما بعد، في حالة توفر الإمكانيات اللازمة لشراء المواد الخام.
وعبر الطالب في الصف العاشر أحمد، عن رغبته في تعلم مهارة التطريز، مشيرا إلى أنها استهوته من خلال والدته وخالته اللتان استمرتا في التطريز على القطع القماشية، موضحا أنه تعلم منهما الشيء اليسير، وقال إنه اليوم "أكمل وأتقن المهارة"، مشيرا لأنها ليست صعبة.
ونصح خالد الشباب بالتوجه لتعلم هذه المهارة واستغلال وقت فراغهم في أشياء مفيدة، وقال إنها "مهارة تساعد على التفريغ النفسي وفيها نوع من الإبداع".
وأشار المركز إلى أن البرنامج تخلله شيء من المرح، فلون أحد الأطفال وجهه بعلم فلسطين، وكتب أول حرف من اسمه على وجهه، وأن طفلة أخرى استهوتها ألعاب التركيب، وأخرى ترسم بريشتها بيتا تحلم بأن تسكن أسرتها فيه.
وحرصت إحدى المشاركات الأطفال ندى أحمد، على أن تحضر باكرا لغرفة الأطفال، لتمارس هواياتها التي حرمت منها قبل ذهابها للمدرسة، وقالت شقورة إنه بدى عليها الرضا والفرح.
وأوضحت ندى أنه لا توجد مساحة كافية تتيحها المدرسة لطالباتها للعب، وأنه لا يوجد ألعابٌ في منزلها، لأنها تعيش في أسرة ممتدة يزيد عدد أفرادها عن 30 فردا.
وقالت: "إنه من الصعب أن أجد مجالا للعب والمرح في المنزل، فقدِمت إلى هنا بمجرد أن سمعت عن تلك المساحة المخصصة للفتيات".
وأجابت الطفلة ندى عن سبب رسمها للبيت بأنها تتمنى أن يكون لهاا بيت كبير في المستقبل، لتجد فيه مساحة لممارسة هواياتها، ويصبح لديها غرفة خاصة وألعاب.
وقالت المشرفة على زاوية الأطفال المنشطة هالة العطاونة، التي كانت تدير فرقة خرابيش للفنون المسرحية للأطفال ضمن المشروع، إنها كانت تدير الفرقة وتنشر الفرح بين الأطفال عبر العروض التي تقدمها برفقة زملاء آخرين.
وأضافت العطاونة أنهاا خريجة إدارة أعمال منذ العام 2007، وأنها لم تحظَ بوظيفة في تخصصها، لذا توجهت لهذا العمل الترفيهي والذي وجدت ضالتها فيه.
وأكدت العطاونة على نجاحها برسم البسمة على وجوه الأطفال، ما جعل الفكرة تستهويها لاحقا، مضيفة أنه ستعمل على تحقيق حلمها بتأسيس فرقة خاصة بها، بعد أن تتمم التجهيزات الفنية اللازمة.