الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

أصوات طوباس تخصص حلقتها لأعمال الروضة الخضراء

نشر بتاريخ: 02/12/2015 ( آخر تحديث: 02/12/2015 الساعة: 19:20 )
أصوات طوباس تخصص حلقتها لأعمال الروضة الخضراء
طوباس- معا- خصصت وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، الحلقة 34 من سلسلة "أصوات من طوباس" لمواكبة تجربة الروضة الصديقة للبيئة، التي يطلقها مركز التعليم البيئي- الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، منذ 3 سنوات.

وجاءت هذه التجربة بالشراكة مع جمعية طوباس الخيرية، وبالتعاون مع الوزارة، منذ ثلاث سنوات.

قالت رئيسة الجمعية مها دراغمة إنه منذ كانون أول 2012 بدأ عمل الروضة الخضراء التابعة للجمعية، بنحو 150 طفلاً من الصفوف التمهيدية، وبإشراف 5 معلمات، في التفاعل مع قضايا بيئية، والاستماع لتدريبات للحفاظ على النظافة، وتجنب قطف الأزهار.

وحمل الأطفال رسالة شفهية إلى أولياء أمورهم لتبني مبادرة غرس شجرة أو زهرة، باسم كل واحد منهم في حدائق منازلهم أو أراضي عائلاتهم، ليتعلموا الحفاظ عليها، ولتشجيعهم على رعايتها مستقبلاً.



وأضافت دراغمة أن الجمعية تحقق تقدمًا في كل سنة، وتواجه الكثير من العقبات، وأبرزها تراجع الثقافة والوعي البيئي في المجتمع.

وأوضحت ضراغمة أن الجمعية بدأت بلمس نتائج المبادرة، موضحة أن الأطفال لا يتناولون المسليات الصناعية وخاصة "الشيبس"، وأنهك يأكلون وجبات وحلوى تراثية، ويصنعون الزيتون بأيديهم.

وأضاف أن قسما كبيرا منهم توقف عن تناول اللحوم المُصعنّة، وأنهم اعتادوا إحضار طعامهم في علب بعيدًا عن استخدام الأكياس البلاستيكية، مؤكدة التقاءها وزملائها بأمهاتهم أكثر من مرة لنقل الرسالة الخضراء.


وتابعت دراغمة أن الجمعية في كل موسم تعلم الصغار غرس الأشجار، وتشاركهم في زراعة النباتات، وأنها تختار غالبيتهم أشجار الزيتون والجوافة، وأزهار الورد الجوري، وكروم العنب لتحمل أسماءهم.

وأشارت إلى أن الأطفال تلقوا تدريبًا على محاربة النفايات العشوائية، وأخذوا ينظفون ساحة روضتهم، ويضعون نفاياتها في الحاويات، مبينة أن الجمعية علمتهم صناعة السماد العضوي "الكمبوست".


وقالت ضراغمة إن الجمعية و"التعليم البيئي" من خلال منتدى "السوسن البيئي"، تعطي نقاشات إرشادية للأمهات، تشمل التعريف بالروضة وتنفيذ فعاليات مستدامة تتصل بعادات الغذاء الصحية، والممارسات البيئية اليومية، وغرس الأشجار، والإعلان عن إجراءات تساهم في تغيير سلوك الأطفال.

وأوضحت أن الجمعية تعطي ذلك مع تطوير مهارات التعبير عن الذات للأطفال، ومساعدتهم في نقل فكرة روضتهم الخضراء، عبر نشاطات نادي الإعلام الصغير الذي ترعاه وزارة الإعلام.

وأتبعت رئيسة الجمعية أن المشاركات تلقين محاضرات لمفاهيم أساسية في البيئة ونظافتها، والتنوع الحيوي، ومخاطر النفايات، ومزايا تكثيف زراعة الأشجار، وأضرار الأغذية المصنعة، ومبادئ نادي الإعلام الصغير، التي سيشارك الأهالي في تفعيله.

وأشارت ضراغمة إلى أهم أهداف خطة إشراك الأهالي في دعم وتطوير مبادرة الروضة، مؤكدة البدء في تغيير نمط الأغذية المقدمة للصغار، من خلال العودة إلى الأطباق التراثية والشعبية، والابتعاد عن الأغذية المُصنعة والتي تحتوي على مواد حافظة.


وأضافت أن الجمعية دعت عائلات الأطفال إلى غرس أشجار ونباتات في حديقة منزلهم باسم صغارهم، وتنفيذ حملات تنظيف دائمة في محيط البيوت والأحياء، وتزيين الروضة بنباتات مختلفة، ودمج البيئة في مناهج الروضة.

وعلقت نجحنا ضراغمة أن الجمعية نجحت في خطوتها الأولى، مشيرة إلى أن الطريق طويل ويحتاج إلى قطعه لتحقيق كل الأهداف الكبيرة.

وقال المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض، إن هذه الروضة جاءت مع مبادرات أخرى أطلقها المركز، ضمن فعاليات شهر البيئة في كانون أول 2012، والذي هدف لنشر ثقافة خضراء في مجتمع تختفي البيئة من أولوياته وإعلامه.

وأضاف عوض أن المركز منذ انطلاقه قبل 29 سنة يؤمن، بأن تغيير الوعي البيئي يجب أن يبدأ في سن مبكر، وأنه يولي المدارس أهمية كبيرة في جهود التوعية الخضراء.

وأوضح عوض أن لدى الجمعية الكثير من البرامج في المؤسسات التعليمية، والزيارات الصفية، وبرامج "حصة في الطبيعة"، والمنتديات البيئية للمعلمين والنساء والأطفال وطلبة الجامعات، انطلاقا من شعار "المسؤولية البيئة فردية وجماعية".


وأفادت المعلمة ندى دراغمة أن الروضة الخضراء استطاعت نحت الكثير من المفاهيم في أذهان الأطفال، ونقلت لهم طرق تصنيع الزيتون، وإعداد بعض الوجبات التراثية.

وقالت ندى إن الأطفال شاركوا في صناعة غذائهم، وتوقفوا عن رمي النفايات على الأرض، وصاروا يفكرون قبل إدخال الطعام إلى أجسامهم.

وأشارت المعلمة لينا دراغمة إلى أن المركز يحرص على التربية البيئية التطبيقية، وأنه نظم في الأعوام الماضية رحلات إلى الطبيعية لتعريف الأطفال بالأزهار والنباتات.

وبينت دراغمة إلى أنهم اصطحبوا الأطفال بجولة في أحراش المدينة، وحقول البقيعة، وحقول الزيتون، وأنهم غرسوا الأشجار في يوم البيئة الماضي بتاريخ 5 آذار، مشيرة إلى أن المركز سينفذ هذا العام أنشطة مشابهة.

وقال الأطفال زيد سامر، ويوسف عبيد، ومحمد عطية، وأحمد جمال، وغنى شريم، إنهم سيأكلون التفاح من أشجارهم مجاناً، بدل الشيبس، الذي يدفعون ثمنه، وتطير أكياسه في الشارع وتصبح نفايات، قبل أن "يأكل أسنانهم البيضاء"!


وذكر منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف، أن "أصوات من طوباس" التي تقترب من نهاية سنتها الثالثة، استطاعت نقل لوحة تعكس ألوان الحياة والأمل والنجاح والصراع مع الاحتلال في المحافظة، التي تواجه استيطانًا يلتهم الأخضر واليابس.

وأضاف أن السلسلة نقلت 34 جانبًا لقضايا وشؤون اجتماعية وإنسانية واقتصادية وثقافية ورياضية وشبابية وإبداعية وتربوية، لا تحظى بفرصة مناسبة لظهور في وسائل الإعلام، وأن اليوم يأتي دور البيئة.