الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجمعة: عرس اخر

نشر بتاريخ: 02/12/2015 ( آخر تحديث: 06/12/2015 الساعة: 18:27 )
الجمعة: عرس اخر

بقلم : عمر الجعفري
المحرر الرياضي


الى الجنوب من مدينة القدس تقع محافظة الخليل وهي ارض مقدسة عند اصحاب الديانات الثلاث ،وتبلغ مساحة المحافظة 997 كيلو مترا مربعا، والخليل مدينة قديمة اسسها الكنعانيون قبل اكثر من 7000 عام.

للوصول الى مدينة الخليل في هذه الايام والتي هي مركز المحافظة ، لا بد ان تمر بمجموعة من البلدات سواء كنت قادما من الجنوب واعني هنا من الظاهرية،  او من الشمال واعني هنا العروب وبيت امر ، او من الشرق من بني نعيم ،  او من الغرب من دورا وبيت عوا واذنا ، واثناء مرورك من هذه البلدات تسترعي انتباهك كثرة بيوت عزاء الشهداء ، حيث سقط من هذه المحافظة خلال الهبة الاخيرة اكثر من 40% من مجموع الشهداء الذين رووا بدمهم تراب الوطن.

وفي محاولة احتلالية للحد من سيل الشهداء المتدفق يوميا تنشر قوات الاحتلال دورياتها وحواجزها للحد من حركة المواطنين وتعطيل اعمالهم في اجراء عقابي يذكرنا باجراءات الدول العنصرية ، وقد تحدث لي العديد من الذين رافقوا فريق الظاهرية في مباراته الاخيرة في دوري الوطنية موبايل للمحترفين امام فريق سلوان والتي جرت على ملعب الخضر ضمن مباريات الاسبوع السابع عن انتشار العديد من الحواجز التي تحيط بالمحافظة مما جعلهم يسلكون طرقا التفافية ووعرة من اجل الوصول الى الملعب وقد استغرقت رحلتهم هذه اكثر من ثلاث ساعات.

يوم الجمعة 4/12/2015 محافظة الخليل التي تؤبن الشهداء كل يوم ، ستكون على موعد مع عرس اخر من اعراسها الوطنية ، وستحتضن هذا العرس بلدة دورا المجاورة التي قدمت مئات الشهداء و آلاف المعتقلين والجرحى ، دورا ستكون على موعد مع العرس الوطني لنهائي كأس سيد الشهداء ابو عمار والذي سيجمع ابناء المحافظة الواحدة ، عزلان الجنوب " الظاهرية " وأبناء العميد " شباب الخليل " .

لقد رسم مشجعو الفريقين لوحات وطنية رائعة قبل ايام قليلة، عندما التقوا في دوري المحترفين ، وخرج اللقاء بأبهى صورة ، فقد كان عرسا وطنيا بامتياز هتف فيه المشجعون للشهداء والجرحى ولحرية الوطن وللأقصى ، حتى صم هدير اصواتهم حفنة الغرباء الذين جاؤوا واستولوا على العديد من ازقة البلدة القديمة في الخليل واعتلى بعضهم جبالها التي لا زالت تتكلم العربية.
فالنجعل من اللقاء عرسا يليق بمحافظة الشهداء ، ولنضمد جراحات الاهل المتعبين، الذين ينتظرون تشييع جثامين شهدائهم التي لازال الاحتلال يحتجزها ، ولنغني للوطن اغاني الحرية ، ولنفهم المحتل اننا هنا باقون ،  ومزروعون  كشجر الزيتون .