نشر بتاريخ: 03/12/2015 ( آخر تحديث: 03/12/2015 الساعة: 17:35 )
القدس -معا- اختتم اليوم المؤتمر السنوي الرابع لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، وقدم المؤتمرون عدداً من التوصيات الهامة، أبرزها دعوة الحكومة الفلسطينية إلى رفع الموازنة المخصصة لمدينة القدس، والسعي نحو تنويع مصادر الدخل للمستشفيات.
وأكد الحاضرون على أهمية العلاقة التكاملية بين مستشفيات الشبكة، بعيداً عن التنافسية وذلك بهدف الوصول إلى خدمة أفضل، وشددوا على أهمية إنشاء مركز بحث علمي ومركز تدريبي مشتركين.
وجرى المؤتمر بحضور كل من المهندس عدنان الحسيني وزير شؤون القدس ومحافظها، ورالف طراف ممثل الاتحاد الأوروبي والدكتور عبد الرحيم السويسة ممثل وزير الصحة ومدير عام المستشفيات في الوزارة، والدكتورة أميرة الهندي مديرة دائرة العلاج الخارجي في وزارة الصحة، وبمشاركة لفيف من الشخصيات البارزة في المجتمع المحلي، وشخصيات دولية، إضافة إلى ممثلي مشافي الشبكة.
وجدد مديرو المستشفيات دعوتهم إلى بتوفير الحماية الدولية للمشافي والمرافق الصحية، جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليها.
من جانبه، أثنى الوزير عدنان الحسيني في كلمة له، على التقدم الواضح الذي شهدته المستشفيات المقدسية في السنتين الأخيرتين، وذلك على صعيد تطوير القطاع الطبي، وأضاف "أثبتت الشبكة جدارتها من خلال تكافلها واستطاعتها قيادة المؤسسات الصحية في القدس، وأن تثبت بعد سبعين عاما من الاحتلال أننا لا نزال نبدع في سماء القدس".
وأجمع المشاركون في المؤتمر الذي عقد في قاعة النوتردام في القدس المحتلة، تحت عنوان "الإنجازات والتحديات"، على أهمية العمل المشترك بين المشافي الفلسطينية الستة في القدس، وذلك من أجل تطوير الخدمة الطبية المقدمة للمرضى، انطلاقاً من حرصها على مواكبة أفضل معايير الجودة العالمية المتّبعة.
ولفت رئيس مجلس الشبكة عبد القادر الحسيني في كلمته إلى صعوبة الظرف الذي يعقد فيه المؤتمر هذا العام، حيث تعاني مشافي الشبكة تحت وطأة التهديد بالطرد والإغلاق، مؤكداً أنه وبالرغم من تلك الصعوبات فإن الشبكة استطاعت أن تستمر كمؤسسة مستقلة، وستعمل على بناء هيكل إداري متكامل مع حلول العام القادم.
فيما أكد مندوب وزير الصحة على الأهمية التي توليها الوزارة لمستشفيات القدس، باعتبارها جزءا من مشافيها، وقال سويسة: "٤٠٪ من إجمالي فاتورة التحويلات المقدمة للمشافي الفلسطينية تذهب لمستشفيات القدس، إدراكاً منا لواجبنا الوطني تجاه المدينة المحتلة".
بدوره، قال رالف طراف أن الاتحاد الأوروبي يلتزم بدعم مشافي القدس التي تخدم المجتمع الفلسطيني، كما يلتزم بدعم الجودة المتصاعدة فيها، داعيا السلطة الوطنية إلى ضرورة العمل مع الاتحاد الأوروبي لإيجاد آلية من أجل استدامة واستمرارية نموذج الشبكة.
وفي جلسة المناقشة الأولى تحدث كل من مدير عام مستشفى المقاصد الخيرية الدكتور رفيق الحسيني، والمدير التنفيذي العام لمستشفى المطلع السيد وليد نمور ورئيس قسم الخدمة الاجتماعية في المقاصد السيد أحمد جاد الله، حول إمكانيات تعزيز القدس كعاصمة طبية لفلسطين إلى جانب كونها العاصمة السياسية.
وجرى خلال المؤتمر تأبين المدير التنفيذي العام لمستشفى المطلع الراحل الدكتور توفيق ناصر، والذي حملت دورة المؤتمر اسمه، حيث تم تكريم عائلته، تقديراً لمواقفه الوطنية والإنسانية من أجل دعم قطاع الصحة في مدينة القدس، وإكراماً لما قدمه من إنجازات طيلة فترة عمله في القطاع الطبي.
كما جرى أيضاً تكريم ذوي المرحومة ريما عواد، رئيسة التمريض في مستشفى مار يوسف، تقديرا لجهودها المباركة في خدمة المرضى.
كما بحثوا آليات تعزيز صمود المواطن الفلسطيني في القدس من خلال احتضانه تقديم أفضل الخدمات المنافسة له، لا سيما في ظل الشروط التعجيزية التي تفرضها حكومة الاحتلال للاستفادة من التأمين الصحي الإسرائيلي.
وتناولت جلسة المناقشة الثانية قضية تحويلات وزارة الصحة الفلسطينية إلى المشافي الستة في القدس، حيث تحدثت الدكتورة أميرة الهندي عن الأولوية التي تضعها الوزارة في التحويلات لصالح مستشفيات القدس، وذلك إيماناً من الوزارة بالكفاءة العالية التي تتمتع بها المشافي، إلى جانب دور الوزارة في دعم صمود القدس وتخصيص نسبة من الميزانية من أجل تعزيز مرابطتها، إلى جانب تقوية أطر التعاون بين وزارة الصحة وشبكة المستشفيات من أجل تطوير الخدمات للمواطن.
ودعا الدكتور رفيق الحسيني في مداخلته الجهات الممولة والمانحة إلى عدم دعم التنافس بين المستشفيات الفلسطينية، بل محاولة إنشاء مراكز متخصصة لتكثيف الخدمات، وذلك لضمان استمرارية المشافي وصمودها في ظل الظروف السياسية الراهنة.
فيما شدد الدكتور وليد نمور المدير العام التنفيذي لمستشفى المطلع، على أهمية الدعم السياسي والمالي المطلوب من السلطة الفلسطينية، وتخطي الجانب النظري، والعمل على تطبيق السياسات الفاعلة لدعم القدس.
وفي الجلسة الختامية شارك متحدثون عن المشافي الستة في حوار حول أفكار لمشاريع مشتركة، تعود فائدتها على الشبكة والمستشفيات الأعضاء فيها، كإنشاء وحدة تدريب مشتركة وتعزيز مراكز البحث العلمي، وإنشاء الملف الطبي الإلكتروني.
يشار إلى أن شبكة مستشفيات القدس الشرقية قد تأسست بتوجيه من المرحوم فيصل الحسيني قبل 18 عاماً، وتتألف من ست مؤسسات صحية: مستشفى المقاصد، مستشفى سان جون للعيون، مستشفى أوغستا فيكتوريا (المطلع)، مستشفى سان جوزيف (الفرنساوي)، مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مركز الأميرة بسمة للتأهيل. وتعتبر هذه المشافي تحويلية، بحيث تستقبل المرضى المحولين من قبل وزارة الصحة الفلسطينية من جميع أنحاء الوطن، لتوفر لهم خدمات علاجية غير متوفرة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتخلل المؤتمر عرض لفيلم وثائقي حول مستشفيات القدس وعملها من خلال شبكة المستشفيات التي أنشئت بهدف توحيد المرافق الصحية في القدس الشرقية تحت لواء شبكة واحدة، من أجل تطوير المؤسسات الطبية وتحسين خدماتها والحفاظ على استمراريتها وصمودها في المدينة المحتلة.
وتم تنظيم المؤتمر بدعم من شركات انترميد ورامكو ومحافظة القدس كرعاة ماسيين، وبرعاية ذهبية من بنك فلسطين وشركتي بير زيت للأدوية وتكنولاين.