21 أسيرا مصابون بإعاقات في السجون يعانون معاناة مضاعفة
نشر بتاريخ: 05/12/2015 ( آخر تحديث: 05/12/2015 الساعة: 11:23 )
رام الله- معا- اعتبر مركز أسرى فلسطين للدراسات أن استمرار الاحتلال في اعتقال ذوي الاعاقة استخفافاً بحياة الإنسان الفلسطيني، ومخالفة صريحة لأبسط الأعراف والمواثيق الدولية التي تحمي هذه الشريحة الواسعة من المجتمع والتي لا يجوز الاعتداء عليهم بل تقديم العون والمساعدة لهم.
وقال المركز في تقرير أصدره بمناسبة اليوم العالمي للمعاق الذي يوافق الثالث من كانون أول/ ديسمبر من كل عام، إن اعداد الاسرى المصابون بإعاقات ارتفعت خلال الشهرين الاخيرين نتيجة حملات الاعتقالات الموسعة التي نفذتها سلطات الاحتلال في انحاء الأراضي الفلسطينية، حيث وصلت الى (21) أسيراً فلسطينياً يعانون من الإعاقة بأشكالها المتعددة سواء كانت جسدية أو نفسية، ولا يقدم لهم أي علاج يناسب حالتهم المرضية أو يوفر لهم أجهزة مساعدة كالكراسي المتحركة أو العكازات وغيرها من الأدوات التي تساعدهم على الحركة، مما يعرضهم للموت البطيء في سجون الاحتلال نظراً لإهمال علاجهم بشكل مستمر.
التعذيب سبب الإعاقة
وأشار الأشقر إلى أن هناك العديد من الأسرى من أصيبوا بإعاقات نتيجة ممارسة وسائل التعذيب القاسية والمحرمة او ظروف العزل القاسية كما حدث مع الاسير "منصور الشحاتيت" من الخليل حيث اصيب بمرض نفسي خطير، وفاقد للذاكرة بنسبة كبيرة جدا وبالكاد يتعرف على زملائه الأسرى في القسم والذين اعتقلوا معه منذ سنوات طويلة، بسبب تفاقم وضعه النفسي وهو معتقل منذ 11/03/2003، ومحكوم بالسجن لمدة 17 عاما، و تعرض خلال التحقيق إلى تعذيب قاسي وضرب شديد، وعزله الاحتلال لعدة سنوات، ما ادى إلى تدهور حالته الصحية والنفسية، وإصابته بفقدان للذاكرة، ومرض نفسي خطير بحيث لم يتعرف على والدته في إحدى الزيارات.
وكان الأسير لؤي ساطي الأشقر (35 عاماً) من طولكرم، وهو شقيق شهيد الحركة الأسيرة "محمد الأشقر"، وكان قد اعتقل في العام 2005، وتعرض حينها لتحقيق قاسي باستخدام كل أشكال التعذيب الأمر الذي تسبب له بشلل تام في رجله اليسرى، نتيجة ضغط أطراف الكرسي الحادة على أعصاب القدم، وقد أطلق الاحتلال سراحه بعد 3 سنوات، وأعاد اعتقاله مرة أخرى 3 مرات رغم إصابته بالشلل في ساقه، كان أخرها في سبتمبر من العام الماضي ولا يزال إلى الآن.
اعتقال المعاقين
وبين الأشقر أن الاحتلال لا يتورع عن اعتقال المواطنين الذين يعانون من الإعاقة من بيوتهم ومن الشوارع ومن أماكن العمل، ويعرضهم للتعذيب والزج بهم في ظروف قاسية الأمر الذي يفاقم معاناتهم ويضاعف إصابتهم بالأمراض.
ورصد المركز حالات اعتقال متعددة لمعاقين منذ انتفاضة القدس الحالية، ومنهم المواطن ابراهيم نايف برادعية (30عاما) من الخليل وهو يعاني من اعاقة عقلية والمريض "محمد فؤاد ابو عيشة (58) عاماً من الخليل يعاني من شلل في يده اليسرى وكذلك ساقه اليسرى نتيجة لإصابته بجلطة دماغية قبل نحو عام، وكذلك يعاني من صعوبة في النطق، وتم تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة ثلاثة شهور.
ولم يسلم الاطفال المعاقين من الاعتقال حيث اعتقلت الطفل "حسن داود الرجبي (14 عاماً) وهو من ذوي الاعاقة حيث انه لا يسمع ولا يتكلم.
عدا عن العشرات الذين تم اعتقالهم قبل انتفاضة القدس ويعانون من اعاقات مختلقة، لم تشفع لهم عند الاحتلال ومنهم الأسير " معتز عبيدو " من الخليل، اعتقل على كرسي متحرك، و الأسير "ناهض فرج الأقرع " من غزة حينما كان عائد من رحلة علاج في الأردن عن معبر الكرامة، ويعاني من بتر ساقه الأيمن من أعلاه و تهتك بالعظام في ساقه الأيسر ويرقد على كرسي متحرك، وحكمت عليه إحدى المحاكم الإسرائيلية بالسجن المؤبد 3 مرات، وقد أدى إهمال علاجه إلى بتر قدمه اليسرى.
معاناة مزدوجة
وأشار الأشقر إلى أن الأسرى المعاقين يعانون معاناة مزدوجة و مضاعفة عن الأسرى الآخرين، لأنهم يجمعون ما بين معاناة الأسر وانتهاكات الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق الأسرى، وبين معاناة الإعاقة وعدم قدرتهم على الحركة والحاجة لغيرهم في التنقل وممارسة أنشطة الحياة داخل السجن، إضافة إلى عدم وجود الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة داخل الاسر، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأيدي والأرجل، والنظارات الطبية أو أجهزة خاصة بالأسرى الذين لا يستطيعون السير، وهذا يزيد من معاناة الأسرى ذوي المعاقين في السجون.
وطالب المركز المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، التدخل والضغط على الاحتلال لإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين يعانون من إعاقات مختلفة، حتى يستكملوا عملية تأهيلهم و وعلاجهم في الخارج، ووقف اعتقال المصابين بأي نوع من الاعاقات.