الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الطائرة المصغرة” تضيء شعلتها الخامسة بحفل مهيب

نشر بتاريخ: 05/12/2015 ( آخر تحديث: 05/12/2015 الساعة: 12:50 )
الطائرة المصغرة” تضيء شعلتها الخامسة بحفل مهيب
رام الله - معا :احتفلت أسرة الكرة الطائرة الفلسطينية، بالعيد الخامس لمولودها، ووريثها، “الكرة الطائرة المصغرة”، بحفل مهيب، احتضنته صالة ماجد أسعد الرياضية بمدينة البيرة، بحضور رسمي وشعبي كبير، تقدمه قيس نبهان، نائب مدير التربية والتعليم، وأمين برغوش ممثلاً عن اللجنة الأولمبية الفلسطينية، وميسون القدومي، ممثلة إقليم رام الله والبيرة “راعي المهرجان”، وياسر قصراوي مدير مدرسة أمين الحسيني الثانوية “المنظم” لهذا الحفل، ورانيا البرغوثي، رئيسة مجلس أولياء الأمور بالمدرسة، فضلاً عن حشد من أركان اللعبة، والحركة الرياضية، وذوي الطلاب المشاركين، الذين قارب عددهم الـ(200) طفلاً.
واستهل الحفل، بدخول أشبال الكرة الطائرة المصغرة، من طلاب مدرسة أمين الحسيني، بشكل منظم، رافيعن شعار اللعبة، والأعلام الوطنية، ومن ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، ليقف الجميع احتراماً للسلام الوطني الفلسطيني، ويقرأوا الفاتحة على أرواح الشهداء.

حضور لافت:
وألقيت الكلمات من كبار الحضور بهذه المناسبة، فرحب قصرواوي بالمشاركين، مؤكداً أن هذا المهرجان الذي تنظمه مدرسته، تحت رعاية تربية رام الله والبيرة، وإقليم “فتح” في المحافظة، إنما جاء لتأكيد أهمية هذه اللعبة، والاحتفاء بها وهي تضيء شمعتها الخامسة، فضلاً عن خلق مساحة لأطفالنا كي يفرحوا، لافتاً إلى أن حضور الأهالي، جاء للتأكيد على حق هؤلاء الأطفال، في الاستمتاع بالألعاب الرياضية، حتى في ظل الأوضاع الصعبة، التي يعيشها أطفال فلسطين.
وشدد نبهان، على دور الكرة الطائرة المصغرة، في تخريج الأجيال الرياضية، ورفد الفرق المدرسية والجامعية، وحتى الأندية الرياضية بها، لافتاً إلى أن مديرية التربية والتعليم، ستعمل على تسخير كل الإمكانيات لتشجيع ودعم وتطوير اللعبة، وخاطب الأطفال المشاركين، قائلاً: لا نريد أن نراكم فقط في ميادين المواجهة مع الاحتلال، ولا نريد أن نراكم فقط شهداء أو معتقلين، بل نريد أن نراكم في الميادين الرياضية، لرفع علم فلسطين عالياً، وهذا شكل آخر للنضال والصمود على الأرض، ومقاومة الاحتلال.

من جهتها، أشارت ميسون القدومي، عضو لجنة إقليم رام الله والبيرة، إلى أن رعاية المهرجان، هدفت للتأكيد على أن فصائلنا الوطنية، وفي مقدمتها حركة “فتح”، تولي اهتماماً كبيراً بالرياضة، إلى جانب دعم مقاومة الاحتلال، معتبرة أن الرياضة في فلسطين، تُعدّ نوعاً من أنواع النضال والمقاومة، ولها مدلول وبعد سياسي ووطني، لا سيما في ظل الإنجازات الرياضية المتلاحقة، التي حققتها الرياضة الفلسطينية في مختلف المحافل، بقيادة اللواء جبريل الرجوب، مشددة على أن مشاركة أطفالنا، بهذا المهرجان، رغم كل محاولات الاحتلال، التضييق عليهم، وحرمانهم من حقوقهم، إنما تؤكد بأننا شعب يريد الحياة.

بدوره، أكد أمين برغوش، ممثل اللجنة الأولمبية، أن رياضة الكرة الطائرة المصغرة في فلسطين، أثبتت جدارتها وجدواها بسرعة قياسية، رغم حداثتها، وفرضت نفسها على الساحة الرياضية بقوة، من خلال المهرجات والفعاليات التي أبدع مؤسس اللعبة راني عصفور، في تنظيمها، بالتعاون مع أسرة اللعبة.

وكان للفن، رسالته في التعبير عن حضوره، ودوره في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، فقدمت الفرقة الفنية بالمدرسة الهاشمية، فقرة للدبكة الشعبية، على وقع الأهازيج الوطنية، ونالت استحسان الحاضرين، ليفتتح نجمي اللعبة في فلسطين، الكابتن أيمن عودة مع نجله عبد الله، والكابتن رافي عصفور مع نجله حسين، منافسات المهرجان، بمباراة استعراضية، كان لها تأثير كبير في نفوس الطلبة المشاركين، وفي رسالة رمزية، سلّم النجمان، برفقة الكابتن راني عصفور، الكرات المخصصة لهذه اللعبة، لأبنائهم: عبد الله، حسين، وضياء، للتأكيد على حرصهم، بأن يسير الأبناء على ذات الدرب التي سار عليه الآباء.

لمحة تاريخية:
شقت الكرة الطائرة المصغرة في فلسطين، طريقها، بجهود ذاتية، بذلها مؤسس اللعبة، الكابتن المدرب، راني عصفور، بعد عودته من دورة تدريبية متقدمة في ألمانيا، وحصوله على الدبلوم المتخصص بتدريب اللعبة، من جامعة (لايبزغ) الألمانية، العام (2010)، فعمل على نقل هذه الفكرة من الدول الأوروبية، إلى فلسطين، ووضع لها الخطط، واستحدث عليها بعض البرامج التدريبية، بما يتناسب والمستوى العام للكرة الطائرة في الوطن.

انطلق راني عصفور، وهو بالمناسبة، لاعب سابق بنادي سنجل، والمنتخب الوطني بالكرة الطائرة، فحصل مع نادي سنجل على بطولة فلسطين أكثر من مرة، ومثل منتخباتنا الوطنية في عدة بطولات عربية.. إنطلق بأول نشاط له مع الطائرة المصغرة، من خلال يوم دراسي للمعلمين، في مديرية تربية رام الله والبيرة، بتاريخ: (9/11/2010)، وثم إقامة أول مهرجان في فلسطين بالكرة الطائرة المصغرة، قبل خمس سنوات، بتاريخ: (1/12/2010)، على ملاعب مدرسة ذكور البيرة الجديدة الثانوية، بمشاركة غالبية مدارس محافظة رام الله والبيرة، للذكور والإناث، وتلا ذلك، عقد أول دورة تدريبية للأندية الرياضية باللعبة، على مستوى مديرية الشباب والرياضة آنذاك، لتنطلق بعد ذلك، بطولات ومهرجانات الكرة الطائرة المصغرة، وتعم أرجاء الوطن، من خلال المدارس والجامعات والأندية الفلسطينية، ما أكسبها شعبية طاغية، لدى صغار اللعبة، خصوصاً في المدارس، التي احتضنت غالبية فعالياتها.

إنجازات:
وفي نظرة سريعة، على إنجازات الطائرة المصغرة، في فلسطين، فقد حصلت فلسطين على المركز الأول عربياً، والثالث عالمياً، العام (2013)، حسب إحصائيات الاتحاد الدولي للكرة الطائرة، كما حافظت على موقعها كأول عربياً، في العام الذي يليه، وتقدمت للمركز الثاني عالمياً، وفي ذات العام حصلت على جائزة “أفضل صورة”، ضمن الصور الخاصة بأنشطة وفعاليات الكرة الطائرة المصغرة في العالم، ولا يفوتنا أن أكثر من (عشرة آلاف) طفل وطفلة، تعرفوا لأول مرة على الكرة الطائرة، من خلال مهرجانات الطائرة المصغرة، التي أقيمت في كافة محافظات الوطن، وفي نظرة على المشاركين، فقد بدأ اللاعب الناشىء، حسين عصفور، مشواره من خلال الطائرة المصغرة، وقد ترفع حديثاً إلى صفوف الفريق الأول بنادي سنجل، مع ثلاثة زملاء له بالفريق، رافقوه بمهرجانات اللعبة في وقت سابق.

تعريف:
الكرة الطائرة المصغرة، تقسم على عدة مراحل، الأولى تؤشر على تنافس لاعب مقابل لاعب في ملعب ذو مقاييس خاصة مع وجود لاعب احتياطي لكل لاعب، ويكون عمر اللاعبين بين (6 – 7) أعوام، بينما تكون الثانية، بمشاركة لاعبين اثنين من عمر (8 – 12) عاماً، فالثالثة التي تضم (3) لاعبين، من عمر (13) عاماً، وصولاً للمرحلة المرحلة الأخيرة، بمشاركة (4) لاعبين، بعمر (14) عاماً، مع اختلاف القوانين بكل مرحلة.

طموحات مستقبلية:
حول مستقبل اللعبة، يؤكد مؤسسها، راني عصفور، بأن لديه مشروع مقترح، لإنشاء (3) مدارس وأكاديميات للعبة، في محافظات الموطن، آملا أن تتوفر سبل الدعم والتشجيع لذلك، باعتباره سيشكل علامة فارقة في مسيرة اللعبة، التي خرّجت خلال السنوات الخمس الماضية، أكثر من (10) آلاف طفل، يمثلون مختلف محافظات الوطن، لا سيما وأن نشاطات اللعبة تسير بمباركة وإشراف، الاتحادين الفلسطيني والدولي للكرة الطائرة.

تكريم صادف أهله:
في ختام منافسات المهرجان، قام المنظمون بتكريم كل من: مديرية التربية والتعليم، أقليم رام الله والبيرة، اللجنة الأولمبية، ممثلي وسائل الإعلام، نجمي اللعبة أيمن عودة ورافي عصفور، رانيا البرغوثي، ومشرفات المهرجان، بالدروع التذكارية، كما كرمت مدرسة أمين الحسيني المدرب راني عصفور على جهوده في نشر اللعبة، وجرى تقليد المشاركين بالميداليات والشهادات التقديرية.