الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ندوة بعنوان "ثقافة الحوار وتقبل الآخر" في جامعة بيت لحم

نشر بتاريخ: 06/12/2015 ( آخر تحديث: 06/12/2015 الساعة: 07:40 )
ندوة بعنوان "ثقافة الحوار وتقبل الآخر" في جامعة بيت لحم
بيت لحم - معا - نظمت دائرتا اللغة العربية -الإعلام والدراسات الدينية في جامعة بيت لحم ندوة ثقافية فكرية بعنوان " ثقافة الحوار وتقبل الآخر"، في قاعة "الفورنو"، تهدف إلى تعميق ثقافة الحوار وتقديم نماذج لقبول الآخر، بحضور نخبة من الأساتذة والمفكرين والطلبة.

وافتتح الدكتور زياد بني شمسه الجلسة الأولى، وأعلن عن رسالة جامعة بيت لحم الإنسانية الكبرى في تبنيها منهجية ثقافة الحوار وتقبل الآخر جنبا إلى رسالتها العلمية والأكاديمية، فهذه الرسالة تحملها لأبنائها الطلبة تقوم على الحب والسلام واحترام أيدولوجيات الإنسان ومعتقداته الدينية والفكرية على السواء.

ورحبت الأستاذة هنادي يونان عميدة كلية الآداب بالحضور، وعبرت عن مدى أهمية تقبّل واحترام الآخرعلى اختلاف تعدديتهم، سواء أكانت في الأديان أو الطقوس أو في التقاليد أو التعددية في اللهجات والحضارات.

وأدارت الجلسة الثانية أستاذة علم الإجتماع منيرفا جرايسة وقالت إن موضوع الندوة يركزعلى فهم محتوى ومضمون بطاقات الحوار التي هي مطلب إنساني بين كل طرفين بحيث لا يكون بينهم خصومة أو تعصب، مشيرة الى أن التعددية محور رئيسي في نقاش هذا الحوار.

وعرض أ.د جميل خضر بروفيسير اللغة الإنجليزية وعميد البحث العلمي في مداخلته نبذة عن موضوع الحوار الثقافي وتقبل الآخر في الأدبيات الأكاديمية العالمية.
وقد ركزت مداخلته على أن الإختلاف ليس خاصية متأصلة بالأفراد ولكنه نتيجة علائقية تتبع من التفاعل بين الأفراد والمؤسسات الاجتماعية والأيدولوجيات السياسية والطبقات الاجتماعية والتي تشوه هذه الاختلافات وتسيء تسميتها كمصدر للنقص والصور النمطية عن الآخر والانحراف والشذوذ.
و طرح عميد البحث العلمي أهمية تحليل التعددية الثقافية ضمن ديناميكيات النظام الرأسمالي العالمي الذي جعل من الإختلاف مصدرا مهما لأفكار سياسة الهوية في مجتمعات التعددية الثقافية والتي تتمحور حول تناقضات ثانوية تعتم ونشوه الصراع الطبقي المركزي في النظام الرأسمالي العالمي.


بدوره، قدم الدكتور سعيد عياد رئيس دائرة اللغة العربية/ قسم الصحافة بحثا علميا بعنوان: " سؤال الهوية في ثقافة الحوار وقبول الآخر بعد أوسلو"، قال فيه إن الهوية الفلسطينية بعد أوسلو أصبحت ملتبسة وطنيا، وأدت الفئوية الحزبية التي تمظهرت بعد أوسلو إلى نمو ما قبل الفلسطينية.

وأعاد عياد تعريف الفلسطيني على أساس فصائلي/ حزبي وليس على أساس الكل الوطني، فيعرف الفلسطيني نفسه بأنه "فتحاوي فلسطيني أو حمساوي فلسطيني أو جبهاوي فلسطيني وهكذا، وليس فلسطيني فتحاوي أو فلسطيني حمساوي، كما قاد ذلك إلى تكريس فكرة رفض الحق في الإختلاف وكذلك التدافع السلبي، وكان ذلك من دوافع الانقسام الفلسطيني القائم.

وأضاف رئيس الدائرة في معرض تحديده مشكلة البحث أنه تتبع أدبيات فكرية وسياسية وأدبية فلسطينية خلال العشرين سنة الماضية ، فلاحظ أن سؤال الهُوية في الثقافة الفلسطينية يلتزم معايير محددة في تشكيل هذه الهُوية بينما ثمة معايير أخرى غائبة أو مغيبة.
فالفرد ومن ثم المجتمع السياسي في ثقافتنا يتبنيان شقا واحدا من الهُوية ويغيبان الجانب الآخر من هذه الهُوية، وبالتالي تبني مرجعية أحادية في التعامل مع الآخر الفلسطيني قبولا أو رفضا.

بدوره، قال الأب الدكتور إياد طوال رئيس دائرة الدراسات الدينية إن من الطبيعي أن يكون هنالك اختلاف وقناعات محتلفة بين الآخرين، ومع ذلك يجب تقبل الآخر واحترامه بقدر احترام الشخص لذاته والدعوة إلى المساواة الكاملة من خلال قدسية الحياة والإنسان بغض النظرعن أي انتماء ديني أو طائفي أو إجتماعي.

وتابع الأب طوال الحديث إن التطبيق العلمي كان من خلال رسالة أعلنها قداسة البابا التي يدعو فيها إلى حماية البيئة وقدسية الحياة والخير العام للأرض والإنسان بشكل عام.

كما قدم الدكتور زياد بني شمسه ورقته العلمية الثقافية التي حملت عنوان "سؤال الهُوية وتجلياتها في الأدب الفلسطيني في ظل ثقافة الحوار".
وتكشف هذه الورقة العلمية عن دور الأدب الفلسطيني في تعزيز قيم ثقافة الحوار الدينيّ، من خلال قراءة الأعمال الأدبية الفلسطينية وتحليلها، وبيان قدرتها على توظيف الرموز الدينية العليا، والكشف عن أبعادها الوطنية والإجتماعية والإنسانية الكبرى، سعيا لإيجاد لغة تخاطب وطني وثقافي وإنساني؛ يحقق العيش الكريم والمواطنة الحرّة بين أبناء هذه الديانات في الوطن الواحد.

ومن جانبه، تطرق وليد عطالله رئيس دائرة العلوم الإنسانية خلال مداخلته إلى تعريف مفهوم الآخر المشوّه داخل المجتمع الفلسطيني وعرفه أنه المختلف سياسيا وفكريا ودينيا.

وأضاف عطالله أن المفاهيم الأساسية داخل الفكر الديمغراطي هي التعددية والديمغراطية والمواطنة.

وأكد رئيس دائرة العلوم الإنسانية إلى ضرورة وجود ثقافة المساواة والعدالة الاجتماعية لإنها هي الطريق لتحقيق المواطنة والديمغراطية بشكل كامل.

وأشار إلى قضية توضيح العلاقة بين الأفراد ودروس العمل التي تركز على هدف واحد وهو السيطرة وليس التعمق بالاخر وفهمه.

وقال الطالب عمرو صبارنة إن الندوة مهمة جدا، ويجب تقبل تعدد الديانات والأحزاب والثقافات والأفكاروتطوير الحوار فيها حتى نستطيع التعايش مع الآخرين لبناء مجتمع متماسك وإثبات وجودنا بين الحضارات الأخرى.

وفي ختام الندوة تم طرح الأسئلة من قبل الحاضرين وفتح مجال للمناقشات والإجابة عن هذه الأسئلة.

تقرير: أنييسا سلامة