الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المحافظ اعتذر عن لقائها لاسباب صحية.. رايس في بيت لحم ورئيس بلدية بيت لحم في ايطاليا!

نشر بتاريخ: 17/10/2007 ( آخر تحديث: 17/10/2007 الساعة: 10:44 )
بيت لحم- معا- أثار غياب بعض المسؤولين المحليين في بيت لحم عن استقبال وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي زارت المدينة اليوم تساؤلات عدة عن اسباب هذا الغياب, والدوافع وراءه.

فبينما أعلن محافظ بيت لحم تغيبه لاسباب صحية تتعلق باجرائه عملية القلب المفتوح وحاجته لفترة تعاف ونقاهة, اعرب رئيس بلدية بيت لحم فكتور بطارسة عن استهجانه لتجاهل بلديته وعدم تقديم الدعوة لها للمشاركة في استقبال الوزيرة الامريكية.

وقال بطارسة المتواجد في ايطاليا لـ "معا" إن البلدية لم تدع لاستقبال رايس, مشيراً الى استمرار تجاهل البلدية وفرض المقاطعة عليها من قبل جهات دولية عديدة من بينها الولايات المتحدة.

وكانت بلدية بيت لحم شنت حملة على وزير الخارجية الالماني فرانك وولتر شتاينمير في الخامس من ايار الماضي عندما رفض مقابلة رئيس البلدية اثناء زيارة لكنيسة المهد.

واعتبر بطارسة المحسوب على الجبهة الشعبية ويرأس مجلساً بلدياً يتكون من تحالف قوى حماس التي حصلت على 5 مقاعد والشعبية التي حصلت على 3 مقاعد وفتح التي حصلت على 6مقاعد والجهاد الاسلامي الذي حصل على مقعد واحد, استمرار تجاهل بلديته من قبل جهات دولية عديدة بمثابة تجاهل لاهل المدينة الذين انتخبوا مجلسهم بطريقة الاقتراع الديمقراطي.

وطالب السلطة الفلسطينية بعد الرضى عن هذا الوضع, قائلا: "اعتقد لو وجد موقف حاسم من السلطة والحكومة لتغير الوضع".

من جانبه قال محافظ بيت لحم الوزير صلاح التعمري اليوم الاربعاء ان زيارة وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الى المدينة تعتبر زيارة مهمة وتاريخية خصوصا وانها تعطي للوزيرة الضيفة فرصة الاطلاع على ما تعانيه هذه المدينة جراء الممارسات الاسرائيلية المتمثلة بالجدار والاستيطان وغيرها من ممارسات اسرائيلية.

واشار منجد جادو من الدائرة الاعلامية في المحافظة الى ان المحافظة التعمري اعتذر عن استقبال الوزيرة الامريكية بسبب وضعه الصحي بعد اجرائه عملية القلب المفتوح.

واوضحت الدائرة الاعلامية ان التعمري اشار الى انه لا يمكن لاي زائر ضيف الى بيت لحم وبالذات بحجم وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس تجاهل الممارسات الاسرائيلية وعلى راسها الجدار والظروف القاسية التي تعيشها هذه المدينة المقدسة, مشددا على ان زيارة رايس الى بيت لحم زيارة مهمة جدا على كافة الاوجه.

وكانت الوزيرة الضيفة قد زارت صباح اليوم مدينة بيت لحم حيث قامت بزيارة كنيسة المهد وكان في استقبالها كبار رجال الدين من مختلف الطوائف المسيحية ووزيرة السياحة خلود دعيبس وقادة الاجهزة الامنية ومكتب الرئيس محمود عباس في بيت لحم حيث تجولت الوزيرة في الكنيسة واستمعت من رجال الدين الى شرح مفصل عن تاريخ وقدسية اقدم واقدس كنيسة في العالم بالنسبة للعالم المسيحي.

وقالت رايس انها تشعر بمدى قدسية هذا المكان التاريخي واهميته, مشددة على "ان هذه القدسية والمشاعر تدفعنا للعمل بجهد من اجل التغلب على كافة الصعاب والظروف الصعبة التي يعيشها شعوب هذه المنطقة من اجل الوصول الى سلام عادل وشامل".

واكدت رايس ان الاديان فيها معان دينية تدعو الجميع للعمل من اجل السلام في هذه المنطقة ليعم على الجميع.

وبعد ذلك انتقلت رايس الى فندق الانتركونتننتل في بيت لحم حيث التقت عدداً من السياسيين الفلسطينيين ورجال الاعمال والاكاديميين بهدف الاستماع لارائهم حول الوضع السياسي والاقتصادي وظرف الحياة في الاراضي الفلسطينية حيث استمر اللقاء نحو الساعة.

واشارت رايس الى ان الادارة الامريكية تدرك اهمية قضية الاسرى معلنة انها سوف تتحدث مع الاسرائيليين في الموضوع في اشارة الى مطالبة عضو المجلس التشريعي عن بيت لحم عيسى قراقع الذي التقى رايس في فندق الانتركونتننتل.

وكانت مجموعة من امهات الاسرى قد نظمن اعتصاما احتجاجيا للمطالبة بالافراج عن ابناءهم الاسرى امام كنيسة المهد لمطالبة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس بالضغط على اسرائيل للافراج عن الاسرى من سجون الاحتلال.

يشار الى ان جولة وزيرة الخارجية الامريكية في بيت لحم جرت وسط اجراءات امنية مشددة لم يستطع بسببها معظم الصحفيين الفلسطينيين من تغطية الزيارة بحرية.

ومن المقرر ان تلتقي رايس اليوم الرئيس محمود عباس في رام الله, ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ونظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني في القدس.

وبدوره، طالب النائب عيسى قراقع بالافراج عن آلاف الأسرى المحتجزين في سجون الاحتلال الاسرائيلي واعادة مبعدي كنيسة المهد والافراج عن جثث الشهداء المحتجزين لدى حكومة اسرائيل.

جاء ذلك خلال لقاء قراقع مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندليسا رايس الذي جرى في بيت لحم بحضور شخصيات سياسية ووزراء وشخصيات من القطاع العام وهم: الوزيرة خلود دعيبس، والوزير زياد البندك، ود. حسن ابو لبدة، ود. نبيل قسيس، وزاهي خوري، ونصار نصار، وسمير حزبون، ومها أبو دية.

وأشار قراقع الى ان نجاح مؤتمر الخريف القادم يعتمد على دعم الأسرى لهذا المؤتمر على أساس الحرية واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وتمنى قراقع ان لا يبقى الأسرى تحت رحمة الشروط والمعايير الاسرائيلية العنصرية وعلى الولايات المتحدة ان تضغط للافراج عن الأسرى خاصة القدامى الذين يقضون أكثر من عشرين عاماً والأطفال والنساء والمرضى والاداريين.

وقال:" حان الوقت ليكون ملف الأسرى جزء أساسي من التسوية والحل السياسي وليس ملفاً هامشياً وعابراً".

وأشار قراقع الى ان نسبة كبيرة تزيد عن 70% من الأسرى يدعمون حل الصراع على أساس الدولتين والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية وان الاسرى يلعبون دوراً مؤثراً في صناعة السلام كما هو حال القائد مروان البرغوثي الذي لعب دوراً أساسياً ولا زال في العملية السياسية.

وطالب قراقع وزيرة الخارجية الضغط على اسرائيل للافراج عن آلاف الأسرى قبل عقد المؤتمر الدولي والافراج عن جثث الشهداء المحتجزين واعادة مبعدي كنيسة المهد الى بيوتهم.

وتناول حديث بقية الشخصيات مع رايس أهمية انسحاب الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة ووقف الاجراءات التي تقوم بها حكومة الاحتلال على أرض الواقع من استيطان ومصادرات وجدار وحواجز ومعيقات ادت الى تدهور الوضع الانساني والاقتصادي والسياحي في الاراضي الفلسطينية.

وأشار المجتمعون ان أي عملية تنمية لا يمكن لها النجاح في ظل الاحتلال وممارسته التعسفية وان مؤتمر الخريف هو فرصة امام العالم والولايات المتحدة لانهاء الصراع على أساسا حل الدولتين وانه اذا فشل سيخسر العالم وليس الفلسطينيين فقط.

وبدوره، استقبل غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس والأراضي المقدسة والأردن، وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليسا رايس في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم بحضور ممثلين عن الكنائس المسيحية في الأراضي المقدسة ورئيس بلدية بيت لحم ووزيرة السياحة الفلسطينية وعدد من الشخصيات الوطنية.

واصطحب غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث وزيرة الخارجية الاميركية في جولة لكنيسة المهد وقدم لها شرحاً عن المواقع المختلفة داخل الكنيسة و قرأ عليها البيان التالي:

"نرحب بك في مدينة بيت لحم، مهد المسيح، والتي ذكرها الإنجيل المقدس بالقول أن الرحمة والحق اجتمعا والعدل والسلام تقبلا".

وأضاف غبطة البطريرك أننا نرحب بك ليس فقط كوزيرة خارجية الولايات المتحدة بل أيضاً كرسول سلام لهذه المنطقة التي تعاني من المشاكل السياسية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني المكون من مسلمين و مسيحيين ينتظر و منذ مدة طويلة أخباراً جيدة عن جهودكم السياسية لتحقيق العدل والسلام و ما يتبعه من حياة كريمة لأبناء المنطقة مع ذكر أهمية تشجيعكم للسياحة الدينية.

وأنهى غبطته بيانه بالقول " إننا نقدر نواياكم لإحلال السلام في المنطقة ونذكر بقول الإنجيل المقدس: مباركون هم صانعو السلام". و بعد تلاوة البيان قدم غبطة البطريرك ايقونة كنيسة مهد سيد السلام لوزيرة الخارجية طارحاً مباركته لرحلة الحج لمدينة بيت لحم و كنيسة المهد.

وفي نهاية الجولة قدمت وزيرة الخارجية الامريكية شكرها العميق لغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث مؤكدة على تصميمها لاحلال السلام في المنطقة.