بيت لحم - معا - عقدت كلية فلسطين الأهلية الجامعية في بيت لحم ندوة بعنوان " القدس...مخاطر التهويد والأسرلة" وذلك في المسرح الداخلي للكلية " مسرح جوال " بحضور الأستاذ الدكتور عوني الخطيب رئيس الكلية ونيافة المطران عطا الله حنا بطريرك سبسطية وسائر الأراضي المقدسة للروم الأرثوذكس والشيخ ناجح بكيرات مدير مؤسسة الأقصى للوقف والتراث والكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات والدكتور حسن عياش المحاضر في الكلية وعدد من أعضاء الهيئتين الإدارية والاكاديمية وطلبة الكلية.
وفي البداية رحب ميسر الندوة الدكتور حسن عياش بالحضور، شاكراً كل من حضر هذه الندوة والتي تعتبر ذات قيمة وأهمية وطنية خاصة في ظل ما تعانيه مدينة القدس في الوقت الحاضر تلى ذلك السلام الوطني الفلسطيني، حيث قدم الدكتور حسن عياش المتحدثين في هذه الندوة.
وفي كلمة للأستاذ الدكتور عوني الخطيب رئيس الكلية، أكد من خلالها على أن القدس درة تاج البشرية، لها روحها الخاصة مهما حاول بني البشر تطويعها ، مؤكداً على انها في قلوب أبناء الشعب الفلسطيني كونها نقطة اتصال الأرض بالسماء، مضيفاً: " الشعب الفلسطيني هو خادم من خدام القدس ولن يستطيع أي محتل ان ينزع القدس من قلوبنا".
ومن جانبه تحدث الأستاذ راسم عبيدات الكاتب والمحلل السياسي المقدسي، حول الأوضاع السياسية والإجراءات القمعية الإسرائيلية في القدس، حيث تطرق خلال حديثه إلى أهمية وجود فكر واستراتيجية وخطط لكيفية دعم صمود وبقاء المقدسيين في مدينة القدس بشكل عملي بعيداً عن إطار التنظير والشعارات، مضيفاً: " أن اما يحدث الآن في مدينة القدس هو حرب شاملة على الجانب الوطني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والخدماتي، بمعنى أن الاحتلال ينغص على المقدسيين كل تفاصيل حياتهم"، مشدداً على أن القدس بحاجة إلى دعم جدي يتمثل بحاضنة سياسية وطنية، شعبية وعربية حتى نتمكن من الحديث على ان القدس ستبقى عربية إسلامية دون الوقوع في براثين الاحتلال.
وبدوره تحدث نيافة المطران عطا الله حنا حول القدس كنموذج للوحدة الوطنية الإسلامية المسيحية، مشيراً إلى ان مدينة القدس ليست فقط قطعة أرض أو مدينة ندافع عنها، بل هي قطعة من السماء على الأرض تشكّل عنوان كرامتنا وعروبتنا وفلسطينيتنا وانتمائنا لهذه الأرض، مضيفاً: " أننا كفلسطينيين وعرب مسيحيين ومسلمين تقع علينا مسؤولية الحفاظ على هذه المدينة المقدسة، فهي وديعة سلمت إلينا وعلينا أن نحافظ عليها بكل امانة، ولا يجوز لنا ان نستسلم للعدو الصهيوني الذي يريد طمس معالم القدس وتشويه صورتها وإضعاف الوجود العربي الفلسطيني فيها" مشدداً على أن علاقة المسيحيين والمسلمين في القدس كما في باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة والمشرق العربي هي ليست مسألة تفاعل او وجود مشترك فحسب، بل هي مسألة انتماء وطني للامة العربية الواحدة، تلك الأمة التي تدافع عن قضيتهاعلى الرغم من تعدد الديانات والمذاهب.
وتحدث الشيخ ناجح بكيرات عن الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث افتتح حديثه قائلاً: " على ثرى مريم سرت الطريق، سرت على ثرى مريم حتى وصلت جامعة فلسطين الأهلية، وعلى ثرى النبي العدنان محمد سرت حتى وصلت إلى الخليل"، حيث اكد خلال حديثه على أن اقتحامات المسجد الأقصى مستمرة حتى هذه اللحظة، بهدف إخراج مشهد جديد قديم يتمثل بإثبات ان اليهود لا يرون سواهم في القدس من خلال حلمهم بهيكلهم المزعوم، بالإضافة إلى سعيهم لتغيير المشهد الجغرافي وإزالة وتغيير الرؤية البصرية لمدينة القدس والتي تتمثل بوجود المسجد الأقصى، مشيراً إلى ان الاحتلال يسعى إلى قلع هذا المشهد وخلق خلاف عليه، مشدداً على ان الجيل القادم هو من سيغير معالم الاقتحام والتغيير الصهيوني في المسجد الأقصى والذي يسعى من خلاله إلى قلع الشعب الفلسطيني من القدس من أجل القضاء على القضية الفلسطينية .
وفي نهاية الندوة، تم فتح باب النقاش وتوجيه الأسئلة من قبل الحضور، حيث قام المتحدثين بالإجابة على الأسئلة والاستفسارات الموجهة لهم.