رام الله - معا - أعلن عمال أمميون من جميع دول العالم، اليوم الأحد، عن تضامنهم مع عمال فلسطين وشعبها، مؤكدين دعمهم الكامل للنضال الوطني والعمالي الفلسطيني لانهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة، منددين بجرائم القتل العمد والاعدامات الميدانية، التي يرتكبها جنود الاحتلال وعصابات المستوطنية، مطالبن بانهاء الاحتلال وحق شعب فلسطين في نيل حريته واستقلاله وسيادته على جميع اراضيه المحتلة وثرواته الطبيعية.
جاء ذلك خلال مؤتمر التضامن مع عمال وشعب فلسطين الذي ينظمه الاتحاد العام لعمال فلسطين على مدار يومين متتالين تحت رعاية الرئيس محمود عباس في قاعة فندق روكي برام الله، بمشاركة اتحاد النقابات العالمي واعضائه من النقابات العمالية في الدول الاوروبية وامريكا اللاتينية، وافريقا وتركيا، وممثل الرئيس عضو اللجنة التنفيذية د. احمد مجدلاني، واعضاء من اللجنة التنفيذية وممثلي الفصائل والقوى السياسية، ورؤساء النقابات العمالية في محافظات الوطن.
وأشاد د. مجدلاني بالتضامن العمالي الاممي والعالمي مع نضال عمالنا وشعبنا ضد الاحتلال وجرائمه التي يرتكبها بحق اطفالنا وعمالنا والذي وصفه بالتضامن الصادق مع الحق ضد الصهيونية والامبريالية وفي مواجهة العدوانالاسرائيلي.
واكد د. مجدلاني انه لم يكن هناك مجالا لبقاء الاحتلال وغطرسته وممارساته الاجرامية بحق ابناء شعبنا لولا الدعم والرعاية والحماية من الامبرالية الامريكية والتفرد الامريكي وانحيازه الى جانب الاحتلال الاسرائيلي.
وقال د. مجدلاني: في ضوء انسداد الافق في العملية السياسية وتخلي اسرائيل عن حل الدولتين، فان القيادة قررت عدم العودة للمفاوضات الثنائية والمبشرة وبصيغة الرعاية الامريكية المنحازة، مجددا تأكيد القيادة تمسكها بعملية السلام ولكن برعاية دولية جادة ومفاوضات ذات سقف زمني محدد لانهاء الاحتلال، يتخللها وقف الاستيطان واطلاق سراح الاسرى والمعتقلين.
وقال د. مجدلاني: لا يمكن الاستمرار والبقاء في الحالة السياسية الراهنة لان الاستمرار فيها هو اعطاء نتنياهو وحكومته المتطرفه المزيد من الفرص لتسمين الاستيطان وتهويد القدس وتنفيذ مشروعه الصهيوني الهادف الى رفع عدد المستوطنين في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 76 الى2مليون مستعمر بحلول عام 2020 ، بغية تحويل الصراع الى صراع سكاني بين المواطنين والمستعمرين.
وتابع د. مجدلاني قائلا: الاستمرار والقبول بالوضع الراهن نرفضه وخطر القبول به، لذلك فان القيادة الفلسطينية لن تبقى الوحيدة الملتزمة بتطبيق الاتفاقيات الانتقالية ما بقيت اسرائيل لا تحترمها ولا تطبقها، وهناك خطوات فعلية بدأت القيادة بتنفيذها ابتداء من اطار الامم المتحدةن وتكلبف اللجنة التنفيذية لوضع خطة وجدول زمني لبدء تنفيذ قرارات المجلس المركزي بتحديد العلاقة مع اسرائيلن وذلك في اطار تغيير طابع ومضمون النضال في هذه المرحلة.
وقال: في الوقت الذي نستشعر فيه باهتمام دولي بمكافحة الارهاب، فاننا نعلن وقوفنا ضد الارهاب حيث يعاني شعبنا من ارهاب الدول المنظم، ولكن على العالم ان يدرك ان انهاء الارهاب يبدا بانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية فهو يغذي كل الارهاب في العالم.
وحث د. مجدلاني عمال العالم من خلال اتحاد النقابات العالمي لحث حكومات البلدان والدول المتواجد فيها لمقاطعة منتجات المستوطنات وليس فقط وسمها ووقف التعاون التقني والعلمي مع الجامعات الاسرائيلية التي تدعم الاستيطان.
بدوره، أعلن الامين العام لاتحاد النقابات العالمي جورج مافريكوس وقوف 92 مليون عامل في 126 دولة في العالم تضامنهم مع عمالنا وشعبنا ودعمهم للنضال الوطني الفلسطيني من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال مافريكوس: جئنا الى هنا لنرسل رسالة لحكومة اسرائيل ولحكومات الاتحاد الاوروبي والناتو والولايات المتحدة الامريكية، اننا ضد اهدافهم لاقامة دويلات صغيرة عميلة في الدول العربية لسرقة ثرواتها النفطية والغاز، كما اننا ضد خطط واعمال قتل اسرائيل وهجماتها ضد العمال والشعب الفلسطيني، وندد باعمل القتل بحق الشباب الفلسطيني في الشوارع.
واضاف مافريكوس: كل منظماتنا العمالية تقف الى جانب نضالكم في اطار التضامن الدولي مع عمال وشعب فلسطين وسنستمر في هذا الطريق وفي دعم نضالكم ولن نحيد عن اقامة الدولة الفلسطينية ومطالبكم هي مطالبنا واهدافكم اهدافنا.
أما الامين العام للاتحاد العام لعمال فلسطين حيدر ابراهيم فطالب كافة الشعوب والاتحادات والمنظمات واحرار العالم للوقوف الى جانب شعبنا وعماله والقيادة من اجل الحرية والاستقلال، في الوقت الذي ناشد فيه الحكومات العربية واحرار العالم لدعم جماهير شعبنا في اماكن اللجوء والشتات وتمكينهم من الصمود وتحقيق حلمهم بالعودة.
واكد ابراهيم المضي قدما لتجسيد وحدة الحركة النقابية والنضال المشترك مع القيادة وشعبنا وفصائله ومؤسساته ومنظماته الشعبية لتجسيد الدولة على ارض فلسطين.
وقال إبراهيم: نجتمع اليوم بمناسبة اليوم العللمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل تعرض ابناء شعبنا وعماله واطفاه للقتل ومقدساته للتهويد وارضه وثرواته للسلب والاستيطان، ومصادرة ابسط الحقوق الانسانية، لذلك فاننا في امس الحاجة الى دعم كافة الشعوب والاتحادات والمنظمات العربية والعالمية لصمود ونضال شعبنا من اجل سلام عادل دائم وشامل يضمن لنا حق العودة والحرية وتقرير المصير والاستقلال من خلال اجبار اسرائيل على الانصياع الى قرارات الشرعية الدولية وانهاء احتلالها للاراضي الفلسطينية وذلك من خلال مقاطعة اسرائيل وفرض عقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها.
واكد ابراهيم على الحملة المتواصلة في مقاطعة بضائع ومنتجات الاحتلال وتشجيع الصناعات الوطنية كمقدمة الى الاستقلال الاقتصادي وخلق فرص عمل لعمالنا الذين يعانون ن سياسات الاحتلال وخاصة حفهم في الوصول الى اماكن عملهم بحرية وتمارس ضدهم الاهانات والاذلال على الحواجز العسكرية وتعرض العديد منهم للقتل والملاحقة والاعتقال وفرض الغرامات الباهظة وما يمارس ضدهم من سياسة تمييز عنصري في ظروف وشروط العمل.
وفي اليوم الاول من المؤتمر ناقش المشاركون اثر الاحتلال الاسرائيلي في حياة العمال والشعب الفلسطيني، عرضت فيه رئيسة جهاز الاحصاء المركزي علا عوض معلومات ومؤشرات احصائية عن المشاكل العمالية، فيما تحدث د. احمد مجدلاني عن مشروع قانون الضمان الاجتماعي، اما خبير القانون الدولي دز حنا عيسى فتحدث عن وقائع 48-2015 في حياة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ودور الامم المتحدة والقوى الامبريالية.