الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف قرأتُ نهائي كأس أبو عمار بين قطبي الجنوب

نشر بتاريخ: 06/12/2015 ( آخر تحديث: 06/12/2015 الساعة: 20:34 )
كيف قرأتُ نهائي كأس أبو عمار بين قطبي الجنوب
بقلم: أحمد العلي
لقطات عدة عايشتها خلال متابعتي لنهائي كأس أبو عمار، وهنا أدوّن بعض الملاحظات وأرد على ملاحظات أخرى كنت تابعتها أو قرأتها من خلال تعليقات ومتابعات الجماهير، وأحصرها بخمس نقاط، وأترك لأصحاب الخبرة التوسّع أكثر في التحليل لأنّ المباراة كانت تستحق الحديث المطوّل كونها نهائي بطولة.

حكم الساحة
أحسن اتحاد كرة القدم حينما اختار الحكم الدولي براء أبو عيشة لقيادة اللقاء رغم أهميته وصعوبته، كونه حصل على الشارة الدولية حديثاً خلال تصنيفات الفيفا الجديدة، وهي لفتة صائبة من الاتحاد في سبيل دعم الحكم أبو عيشة ابن 26 عاماً، ومنحه المزيد من الثقة لما هو قادم، وبغض النظر عما قدمه أبو عيشة من أداء تحكيمي سلبي أو ايجابي، إذ أنّه في أسوأ الاحتمالات لم يتّخذ أبو عيشة قرارات غيّرت من مجرى اللقاء، أو أمالت النتيجة لصالح فريق على حساب الآخر على العكس تماماً.

أمير الألقاب
بدابة نبارك لفريق الظاهرية الذي يثبت أنه من الفرق القليلة التي تحافظ على حضورها ووجودها فوق منصّات التتويج بشكل مستمر، وهو بلا شك يعود إلى الجهد الحقيقي الذي تبذله إدارة النادي من وراء الكواليس، إضافة إلى باقي أركان المنظومة فيه، وهنا لنا لفتة خاصة مع القائد وليد قيسية حارس الظاهرية، الذي كان أحد أسباب النجاح من خلال تصديه لإحدى ركلات الجزاء الترجيحية، إذ أنّ كل "دواوين" جهاد عبدالعال قبل التسديد تحطّمت أمام خبرة العملاق قيسية، هذا الحارس الذي غاب لفترة بسبب الإصابة ولكنه عاد ومازال معطاءً مع فريقه، رافعاً للألقاب واحداً تلو الآخر.

الفكر الاحترافي
الظاهرية أثبت ما ذهبت إليه في موضوع سابق نشرته عبر موقع كابيتانو، أكّدت فيه على ضرورة أن تكون الفرق قادرة على الفصل ذهنياً وفنياًَ وبدنياً في كل بطولة على حدا، وهذا ما تأكّد من خلال حسم الغزلان لقب كأس أبو عمّار، رغم أنّه لم يقدم نفسه بالشكل المطلوب على مستوى الدوري كما هو المعتاد منه مع كل انطلاقة موسم جديد، إلا أنّه نجح في حسم اللقب على حساب فريق كبير أيضاً هو متصدّر الدوري شباب الخليل، الذي سبق وحقق الفوز على الظاهرية ضمن منافسات الدوري في جولة سابقة.

الفرق بين الحذر والعشوائية
لا أحد يستطيع انكار مدى صعوبة اللقاء قبل أن يبدأ، فنحن كنّا في حضرة فريقين من أعرق الفرق وأقواها، وكلاهما يمتلكان أكبر قاعدة جماهيرية في الدوري، ومباراياتهما تحمل وصف الديربي، وبينها الكثير من المد والجزر، الفوز والخسارة، الفرحة والحزن في لقاءات عادية، فما بالك ونحن في حضرة نهائي بطولة !.
لذلك فمن الطبيعي أن يكون عنوان اللقاء الحذر ثم الحذر، وعدم إعطاء كل فريق فرصة للوصول إلى شباك الآخر، لأن مثل هذه المباريات تحسم بنتيجة غالباً ما تكون صغيرة، أو تُلعب على أخطاء الفريق الخصم، ولكن ما حدث خلال اللقاء لم يكن حالة من الحذر بقدر ما كان فيها الكثير من العشوائية في طريقة اللعب.

وهنا برأيي فقدَ كلا المدربين دورهما في إعداد اللاعبين ذهنياً بشكل جيد قبل اللقاء، إذ بان عليهما الارتباك من خلال التشتيت المستمر للكرة، وفقدانها في الكثير من الأحيان، حتى أننا نادراً ما رأينا فريقاً يدوّر الكرة بعدة لمسات، إذ سرعان ما تنقطع بجهد الفريق الخصم أو من خلال التمريرات العشوائية لمالك الكرة، وبلا شك أنّ اللاعبين أيضاً يتحمّلون جزءاً من سوء الأداء، خاصة وأنّ منهم من يُعتبر من صفوة اللاعبين ويمثلون المنتخب.

لو، لو، لو !!
أسوأ ما يحدث عقب كل مباراة "اللولوات" التي تنطلق داخل التحليلات، ومثال ذلك لو فعل المدرب كذا لحدث كذا، ولو قرر أبو رقيق فعل كذا لحققنا الفوز خلال شوطي المباراة، ولو أبقى خضر عبيد على محاجنة بدلاً من سائد أبو سليم لتصدّى لكل الركلات الترجيحية، هذه الحالة غير صحّية وتترك آثار سلبية لا فائدة منها، إذ أنّه "لو" وقع خضر عبيد بآلاف الأخطاء خلال اللقاء، ثمّ حسم اللقب لقلنا كان المدرب محنّكاً وذكياً، واللاعبون في أفضل أحوالهم، هذا الكلام هو نفسه سمعناه خلال الأيام الماضية على لسان عشّاق الظاهرية، ولكن الحق يُقال أننا كنّا أمام فشلٍ جماعيٍ بنسبة كبيرة في تقديم مستوى مرموق انتظرناه بفارغ الصبر من كلا الفريقين.