اخضر من طرفي الجدار/ بقلم: شلومي فيرونر
نشر بتاريخ: 17/10/2007 ( آخر تحديث: 17/10/2007 الساعة: 15:19 )
بعد اقل من شهر ونصف الشهر سيسافر رئيس الوزراء ايهود اولمرت للمشاركة في مؤتمر السلام في واشنطن، والذي يعقد تحت رعاية الادارة الامريكية. هناك من يدعون ان مؤتمر السلام لن يجلب ثمارا ولم يحقق اكثر مما توصلنا اليه حتى اليوم.
ولكن من المؤكد ان القضايا الجوهرية، أي حدود الدولة الفلسطينية، اخلاء المستوطنات، تقسيم القدس لعاصمتين، ومسالة اللاجئين، سيتم مناقشتهم باصرار ولكن بحساسية.
ولكن هناك قضية لن يتم النقاش فيها، والتي لم تتم المناقشة فيها ابدا في المفاوضات مع الفلسطينيين، واقصد بذلك الجهود للتوصل الى اتفاق مشترك بين الجانبين حول قضايا جودة البيئة في المنطقة. النقاش في مسالة جودة البيئة لا يعرف الحدود ولا يتعرف بالاحزاب والتيارات السياسية. كل من يؤيد الليكود او اسرائيل بيتنا، وبموازاة ذلك، كل انسان يساري، يستطيع ان يناقش هذه القضية مع نظيره الفلسطيني، دون ان يتخوف من ان النقاش سيؤدي في نهاية المطاف الى "تنازله" عن قطعة ارض من ارض اسرائيل.
الاهتمام بقضايا جودة البيئة باستطاعته ان يؤدي الى ايجاد تعاون وتنسيق مشترك بين الطرفين، وبامكانه ان يبني الثقة بين الجانبين ويؤدي بهما الى عبور الجسور التي لم يتم اختراقها من ذي قبل. وعلى سبيل الذكر لا الحصر، فان اقامة منطقة خضراء مشتركة بين الضفة الغربية واسرائيل بتمويل دولي، او اعادة ترميم الوديان الملوثة في المناطق وتبادل المعلومات حول جودة البئية، هذه القضايا من شانها ان تؤدي الى عقد لقاءات كثيرة بين الجانبين، بالاضافة الى ذلك، فان هذه الامور ستفتح الابواب امام الاسرائيليين والفلسطينيين للبحث عن اقامة المشاريع المشتركة في كل ما يتعلق بجودة البيئة.
وحسب الاحصائيات التي قامت بجمعها وكالة غوث اللاجئين التابعة لمنظمة الامم المتحدة فان وضع النى التحتية من الناحية الصحية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، هو من اسوا الاوضاع على الصعيد العالمي، وهنا توجد فرصة لنقل المعلومات من الطرف الاسرائيلي الى الطرف الفلسطيني مثل تحلية مياه البحر، اقامة البنى التحتية تحت الارض، استغلال الشمس للطاقة وانتاج الكهرباء بواسطة الغاز، الامر الذي سيؤدي الى تقليل الثلويت بصورة كبيرة للغاية.
في الفترة الاخيرة وصلتنا البشرى عن مشروع لشركة اسرائيلية ومجموعة برئاسة شاي اغاسي لاقامة البنية التحتية في اسرائيل لتفعيل السيارات في اسرائيل والتي تعمل بواسطة الكهرباء، وعليه فان التنسيق والتعاون في هذا المجال، أي سيارات تسير بواسطة الكهرباء، بين الاسرائيليين والفلسطينيين، من شانه ان يكون قاعدة مشتركة للشعبين في الضفة الغربية من ناحية وفي اسرائيل من الناحية الاخرى.
بكلمات اخرى، علينا ان ناخذ بعين الاعتبار انه اذا توصلنا الى معادلة جديدة بموجبها نتوقف عن نشر الحواجز والجدران في الاراضي الفلسطينية، وباشرنا مكانها باقامة المصانع الخضراء، فان هذا الامر سيؤدي الى زيادة اماكن وفرص العمل في صفوف الفلسطينيين من جهة، كما انه سيقلل من ارادة الفلسطينيين للقيام باعمال ارهابية.
فهم وتفهم القضايا البيئية ووضعهم على سلم الاولويات من قبل الاسرائيليين ومن قبل السلطة الوطنية الفلسطينية من شانه ان يساهم في خلق شرق اوسط جديد، تكلموا عن قضايا جودة البيئة، لكي لا نندم في وقت لا ينفع الندم فيه.