ام الله -معا - أظهرت نتائج استطلاع الرأي العام المتخصص بفئة الشباب الفلسطيني الذي نفذه معهد العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد"، بأن غالبية كبيرة قوامها (84%) يرون بأن مستقبل الشباب الفلسطيني غير آمن ومحفوف بالمخاطر، و(86%) منهم يعتقدون بأن الفرص المتاحة أمام الشباب الفلسطيني غير مرضية، ويرى 80% بأن مستويات مشاركة الشباب في صنع القرار الوطني الفلسطيني غير مرضية.
وعندما سألنا المستطلعين عن الهبة الجماهيرية الحالية، فقد صرح 44% بأنهم يتابعون الأحداث الحالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذا ويصرح 21% من الشباب بأنهم ينشرون أخبار وصور وفيديوهات متعلقة بالهبة الجماهيرية عبر صفحاتهم الاجتماعية. وفي نفس الوقت، يرى 86% بأن الأحداث الحالية عفوية أو فردية (غير منظمة)، بينما يرى 9% فقط بأنها منظمة من قبل الأحزاب السياسية. كما ويعتقد 70% بأن الأحداث الحالية يشارك فيها عدد محدود من المواطنين، بينما يعتقد 26% بأنها شعبية جماهيرية واسعة. هذا ويرى 37% بأن الأحداث الحالية تعبر عن إحباط الشباب من فشل عملية السلام واستمرار الاحتلال الاسرائيلي بممارساته على الأرض.
وجاءت هذه النتائج خلال استطلاع الكتروني استهدف الشباب الفلسطيني من الذكور والإناث ضمن الفئة العمرية (16-35 سنة) نفذه معهد "أوراد" في الفترة الواقعة بين 1-7 كانون الأول 2015. وأجري الاستطلاع تحت إشراف الدكتور نادر سعيد– فقهاء، مدير عام أوراد. والنتائج التفصيلية متاحة للأفراد المهتمين، وللمؤسسات، ولوسائل الإعلام على الموقع الالكتروني للمركز على http://www.awrad.org.
وتطرق الاستطلاع إلى العديد من القضايا؛ كواقع وظروف الشباب الفلسطيني، وتوقعات الشباب من الأحداث الحالية (الهبة الجماهيرية أو الانتفاضة)، وآراء الشباب ازاء الأحداث الحالية ومستقبلها وفرص تصاعدها أو توقفها، كما وتطرق الاستطلاع إلى معرفة مستويات الانتهاكات الاسرائيلية التي تعرض لها الشبان أو عائلاتهم منذ بدء الأحداث لغاية الأن، وتوقعاتهم عن مستقبل القضية الفلسطينية، وأفضل الوسائل لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة، وفيما يلي أهم النتائج التفصيلية:
واقع وظروف الشباب الفلسطيني: غالبية الشباب الفلسطيني لا تشعر بالأمان تجاه المستقبل
تظهر نتائج الاستطلاع أن الفرص المتاحة أمام الشباب الفلسطيني غير مرضية، فقد صرحت غالبية كبيرة من الشباب قدرها (86%) بأن الفرص المتاحة أمام الشباب الفلسطيني غير مرضية (إلى حد كبير أو إلى حد ما)، مقابل 13% فقط صرحوا بأنها مرضية (إلى حد كبير أو إلى حد ما).
كما وتظهر النتائج أن الشباب الفلسطيني غير راض عن مستوى مشاركته في صنع القرار، فقد صرح 80% بأن مستويات مشاركة الشباب في صنع القرار الوطني الفلسطيني غير مرضية (إلى حد كبير أو إلى حد ما)، مقابل 18% فقط صرحوا بأنهم راضون (إلى حد كبير أو إلى حد ما) و2% لا يعرفون. بالإضافة إلى ذلك، فقد صرح 35% بأن ظروفهم الاقتصادية سيئة (سيئة أو سيئة جدا)، مقابل 25% صرحوا بأن ظروفهم الاقتصادية جيدة (جيدة أو جيدة إلى حد ما)، و39% بأنهم ظروفهم الاقتصادية متوسطة.
وعندما سألنا الشباب المستطلعين عن أكثر القضايا الشخصية التي تتأثر سلبا بممارسات الاحتلال الإسرائيلي، فقد صرح 44% بأن القدرة على الحركة بحرية من أكثر القضايا تأثرا بممارسات الاحتلال، ومن ثم القدرة على إيجاد فرص العمل (24%)، بينما صرح 12% بأن تعرضهم للعنف من أكثر القضايا تأثيرا عليهم من قبل الاحتلال، ومن ثم القدرة على الحصول على تعليم جيد (3%). وبالتالي، فان هذه العوامل السياسية والاقتصادية بمجملها أثرت في طريقة تفكير الشباب الفلسطيني وشعورهم تجاه الواقع والمستقبل، حيث يعتقد 84% بأن مستقبل الشباب الفلسطيني غير آمن ومحفوف المخاطر، مقابل 11% فقط صرحوا بأنهم يرون المستقبل آمنا.
كما صرح 43% من الشباب بأن المجتمع الفلسطيني يسير بالاتجاه الخاطئ. في حين، صرح 39% بأنه يسير بالاتجاه الصحيح و19% غير متأكدين. وعندما سألنا المستطلعين عن المستقبل في فلسطين، فقد صرح 49% بأنهم متشائمون مقابل 44% بأنهم متفائلون، و6% لا يعرفون.
تقييم الأحداث الحالية: ألهبة تعبير عن الإحباط من عملية السلام والسُلطات في الضفة والقطاع
تظهر النتائج اختلافا في درجات نشاط الشباب الفلسطيني في التعامل مع الأحداث الحالية، فقد صرح 21% بأنهم يتابعون ويقومون بنشر الأخبار والصور والفيديوهات المتعلقة بالأحداث الحالية عبر صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بهم "فيس بوك"، بينما صرحت أكثرية قوامها (44%) بأنهم كثيرا ما يتابعون الأحداث عبر وسائل الاعلام بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي (دون نشر أو تعليق على صفحاتهم الشخصية)، مقابل 28% يتابعون أحيانا الأحداث عبر وسائل الاعلام بما فيها من وسائل التواصل الاجتماعي. وصرح 4% بأنهم مشغولون ولا يتابعون الأحداث أصلا.
وتظهر النتائج بأن الشباب الفلسطيني يرى في الأحداث الحالية بأنها أعمال فردية أو عفوية، حيث صرح 86% بذلك، بينما يرى 9% بأنها منظمة من قبل الأحزاب السياسية، و5% لا يعرفون. كما ويعتقد 70% بأن الأحداث أو الاحتجاجات الحالية يشارك فيها عدد محدود من المواطنين، مقابل 26% يعتقدون بأن المشاركة شعبية واسعة.
وعندما سألنا المستطلعين عن رأيهم بالسبب الحقيقي وراء اشتعال الأحداث، فقد صرح 37% بأن الهبة الحالية تعبر بشكل رئيس عن حالة إحباط الشباب من فشل عملية السلام واستمرار الاحتلال الاسرائيلي بممارساته على الأرض، ويرى ربع المستطلعين تقريبا (24%) بأنها تعبر بشكل رئيس عن إحباط الشباب من دور وممارسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس في قطاع غزة، بينما صرح 22% بأنها تعبر بشكل رئيس عن المشاعر الوطنية من قبل الشباب الذين لم يشاركوا في الانتفاضتين الأولى والثانية. ويرى 12% بأنها تعبر عن إحباط الشباب من الأوضاع الاقتصادية بشكل عام.
التوقعات من الهبة الجماهيرية: تأييد الشباب للهبة الجماهيرية وتوقعات منخفضة مما قد تحققه
يعتقد الشباب الفلسطيني بأن الأحداث الحالية ستبقى على نفس الوتيرة، فقد صرحت غالبية قدرها (53%) بأن الوضع الحالي سيبقى على ما هو عليه لبعض الوقت، بينما صرح 27% بأن الأحداث الحالية قد تتصاعد لتصبح انتفاضة ثالثة. في حين، يرى 19% بأن هذه الأحداث ستنتهي قريبا دون تحقيق أي انجازات مهمة.
وبغض النظر عن توقعات الشباب حول استمرارية أو تصاعد الأحداث الحالية، فإنهم يرون بأن هذه الأحداث لن تحدث تأثيرا مهما على موضوع إقامة الدولة الفلسطينية، فقد أظهرت النتائج أن نصف الشباب (50%) يعتقدون بأن الأحداث الحالية لن يكون لها تأثير على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مقابل 25% يرون بأن هذه الأحداث ستعجل من إقامة الدولة، بينما يرى 14% بأنها ستعيق إقامة الدولة.
كما يعتقد 48% بأن هذه الأحداث لن تحدث أي تغيير يذكر على أرض الواقع، بينما يعتقد 34% بأنها ستحقق نتائج ايجابية، مقابل 12% يرون بأنها ستحقق نتائج سلبية. أما فيما يخص تأثير الأحداث الحالية على الحياة الشخصية للشباب، فقد صرح 41% بأن هذه الاحداث لن تحدث أي تأثير على حياتهم الشخصية، بينما يرى 28% بأنها ستصبح أسوأ. في حين، يرى 21% بأنها ستصبح أفضل.
وعندما سألنا المستطلعين الشباب عن رأيهم باستمرارية أو وقف هذه الاحداث، فقد صرح 57% بأنهم يؤيدون استمرارها، مقابل 28% يعارضونها، و15% لا يعرفون.
أراء الشباب بالأحزاب الفلسطينية: تقييم سلبي لدور كافة الأطراف في التعامل مع الهبة الحالية
تظهر نتائج الاستطلاع أن الشباب الفلسطيني في غالبيتهم ينظرون سلبا لدور كافة الأحزاب السياسية الفلسطينية بالنسبة لدورهم في الهبة الحالية، فقد صرح 67% بأن تقييمهم لدور السلطة الوطنية الفلسطينية في هذه الأحداث غير إيجابي، مقابل 27% صرحوا بأن دورها إيجابي. وصرح 62% بأن تقييمهم لدور حركة حماس في هذه الاحداث غير إيجابي، مقابل 31% صرحوا بأنه إيجابي، وكذلك الأمر بالنسبة للمبادرة الوطنية الفلسطينية، فقد صرح بأن دورها غير ايجابي (60%) مقابل 27%صرحوا بأن دورها ايجابي. وصرح 59% بأن دور حركة فتح والجبهة الشعبية غير ايجابي، مقابل 35% و32% صرحوا بأن دورهما ايجابي على التوالي. أما بالنسبة لحركة الجهاد الإسلامي، فقد حصلت الحركة على التقييم السلبي الأقل (53%)، مقابل (37%) صرحوا بأن دورها إيجابي.
التعرض للاعتداءات: غالبية من شباب القدس وأسرهم تعرضوا لمضايقات الجيش والمستوطنين وتأييد متزايد للكفاح المسلح
عندما تم سؤال الشباب حول تعرضهم أو أفراد أسرهم لانتهاكات من قبل الاحتلال والمستوطنين منذ بدء هذه الأحداث مع بداية شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، فقد أظهرت نتائج الاستطلاع انتشارا واسعا لهذه الانتهاكات، فقد صرح 52% من شباب القدس الشرقية بأنهم تعرضوا هم أو أحد أفراد أسرتهم لاعتداءات مباشرة من قوات الاحتلال أو المستوطنين، وصرح بذلك أيضا 45% من شباب باقي الضفة الغربية.
كما صرح 15% من شباب القدس الشرقية بأنهم تعرضوا هم أو أحد أفراد أسرهم لأضرار مادية في الممتلكات على أيدي قوات الاحتلال أو المستوطنين، وصرح بذلك 12% من شباب باقي الضفة الغربية. في نفس الوقت، صرح 16% من شباب باقي الضفة الغربية و7% من شباب القدس الشرقية بأنهم أو أحد أفراد أسرتهم قد تعرضوا للاعتقال. كما صرح 14% من شباب باقي الضفة الغربية و7% من شباب القدس الشرقية بأنهم تعرضوا هم أو أحد أفراد أسرتهم لأذى جسدي (إصابة أو استشهاد) أثناء المواجهات.
وفي خضم هذه الانتهاكات، ترتفع معدلات التأييد لوسائل مسلحة في التعامل مع جنود ومستوطني الاحتلال، فقد أيد (81%) من الشباب مهاجمة جنود الاحتلال الإسرائيلي، وعارض ذلك 10% منهم، وصرح 9% بانهم لا يعرفون. وأيد 77% من الشباب مهاجمة المستوطنين في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، بينما انخفض التأييد لمهاجمة الإسرائيليين (المدنيين) داخل الخط الأخضر إلى 49%.
وعندما سألنا المستطلعين عن أي الطرق هي الأفضل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، فقد صرح 53% بأن الكفاح المسلح هو أفضل طريقة لإنهاء الاحتلال، مقابل بقية الخيارات السلمية أو اللاعنفية، فمثلا: يرى 16% أن المناصرة الدولية (عبر الامم المتحدة والمحاكم والاتفاقات الدولية) هي الطريقة الأفضل، و11% الاحتجاجات اللاعنقية، و8% المفاوضات و12% غير متأكدين حول ماهية الخيار الأفضل.