الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إحياء ذكرى استشهاد زياد أبو عين وإطلاق مؤسسة باسمه

نشر بتاريخ: 10/12/2015 ( آخر تحديث: 10/12/2015 الساعة: 21:29 )
إحياء ذكرى استشهاد زياد أبو عين وإطلاق مؤسسة باسمه

رام الله - معا - أحيت مؤسسة الشهيد زياد أبو عين، الخميس، الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعضو المجلس الثوري لحركة فتح زياد أبو عين، وذلك بعد استهدافه بقنابل الغاز المسيل للدموع والاعتداء عليه بالضرب من قبل جنود إسرائيليين، حين كان يغرس غصن زيتون على أرض مهددة بالاستيطان والمصادرة في بلدة ترمسعيا شرق مدينة رام الله.


وأعلن خلال الحفل عن إطلاق مؤسسة الشهيد زياد ابو عين وذلك في قصر رام الله الثقافي بحضور شعبي ورسمي.


وفي هذا السياق، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس محمود عباس: إن حكاية زياد تعرض مرحلة نضالية هامة من تاريخ النضال الفلسطيني، وتوجز قصة جيل من الشباب تفتح وعيه وشعبه الذي يرزح تحت نير الاحتلال بغطرسته وانتهاكاته للأرض والشعب والمقدسات، فكان خيارهم هو النضال والكفاح والتصدي لهذا النقيض، من أجل حرية شعبهم واستقلال وطنهم، وكانوا من الطلائع الذين التحقوا بالحركة وعبروا عن وطنيتهم، وسعوا لتحقيق تطلعات شعبهم، فزياد جزء من جيل كرس حياته من أجل مثل ومبادئ وطنية عليا.


وأضاف العالول: بدأ الشهيد زياد واستمر غير آبه بالتحديات وصعوبتها، فتعرض للإعتقال والتعذيب، وصقل قدرته على الصمود، وعزز إصراره على الإستمرار في النضال، وكان اعتقاله في الولايات المتحدة لحساب دوله الاحتلال، حيث حول زياد وزملاؤه السجن الى قلعة للحرية تشحذ الهمم وتخرج المناضلين.


وتابع العالول: ربما لم يسعفنا الوقت للحديث عن مناقب الشهيد وسيرته النضالية، بما فيها حرصه على قضية الأسرى وحرصه على حريته والذين كنا نلمس إنتماءه الشخصي لقضيتهم، بعيدا عن الالتزام بالدور وواجبه الوظيفي.


وقال العالول: الشهيد كان خلية نابضة لا تتوقف عن الفعل والحركة على الاطلاق، رغم كونه صاحب أفكار مثيرة دائما، تنسجم مع تطلعاتنا بالحرية والإستقلال، مثل فكرة الزحف من الداخل والخارج إلى القدس، وأفكار لها علاقة بالشباب وتأطيرهم.


وذكر العالول أن الرحل كان قائدا ميدانيا بإمتياز، لا يكتفي بطرح الفكرة فقط، بل يتحرك لممارستها في الميدان، وأن هذا ما أهله أن ينهض بالمقاومة الشعبية بشكل كبير، ما جعلنا لا نستطيع اللحاق به في تلك الفترة، وهذا ما أدى الى إصرار الإحتلال على اغتياله بشكل مقصود، كونه لم يكن يحمل سوى غرسة زيتون.


وقال العالول: اليوم نحيي ذكرى زياد وقبله أبو هزاع، وهم زملاء من نفس الجيل، وماذا نصنع بعد ذلك؟، عندما نتحدث عن قيمهم ونضالهم، كيف نعيد ونحافظ على قيمهم ومثلهم، ليمتلكها الجيل الذي يليهم في مثل هذه الظروف؟


وأضاف العالول: العالم له أولويات أخرى والأمة خياراتها مختلفة تماما عن خيارات الشعب الفلسطيني، لذلك فليس لدينا خيار إلا مقاومة الاحتلال بكل ما نمتلك، سواء على الصعيد الميداني والسياسي.


وتابع العالول: إن الرئيس يقود تحركا سياسيا ودبلوماسيا كبيرا، وهناك مجموعة من اللقاءات التي تتم هذه الفترة لتفعيل وتطبيق قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، وإعادة النظر في كل ما هو قائم على الأرض.


من جهته، أعلن رئيس مؤسسة الشهيد زياد أبو عين أحمد عساف عن أن إطلاق المؤسسة يأتي تكريما ووفاء لروح الشهيد الذي أفنى حياته مدافعا عن القضية الفلسطينية في مختلف ساحات النضال. 


وقال عساف: نلتقي اليوم وإياكم لنحيي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الوطني الكبير زياد أبو عين، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس منذ نعومة اظفاره وحتى ما بعد استشهاده بمسيرته النضالية.


وأضاف عساف: زياد صاحب إرث وطني كبير من الزنزانة &

39;1413" التي أصبحت أشهر زنزانة في العالم لأن نزيلها الشاب الفلسطيني زياد أبو عين، إلى الطائرة التي أعادته إلى فلسطين المحتلة كأول أسير يسلم لدولة الاحتلال، إلى الطائرة التي أعيد من أعلى سلمها في صفقة تبادل الأسرى عام 1983 وعدم الافراج عنه، فتحريره وأسره مرات ومرات، إلى وكيل لوزارة الاسرى والمحررين، إلى المهمة الإخيرة التي كلف بها، وهي ذات المهمة التي تطوع لها طوال حياته، مهمة الدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان والجدار، ليصبح زياد رئيسا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إنها مسيرة حافلة بالكفاح والتضحية والعطاء لخصت محطاتها معاناة شعبنا ونضاله الدؤوب.


وتابع عساف: لم تكن حياته كالبقية، فقد كرسها لفلسطين وأهلها الذين أحبهم وأحبوه، وقاوم الإحتلال وظلمه طوال حياته، ودافع عن المشروع الوطني بكل ما أوتي من قوة، وكم تمنى أن ينهي حياته شهيدا وهو يدافع عن شعبه وأرضه، فكان له ما تمنى، ولكن على طريقته الخاصة، فقد أسر للكثير من أحبائه في ذلك اليوم، بأنه لن يكون يوما كأي يوم آخر، وهذا ما كان، واستشهد على الهواء مباشرة، على مرأى ومسمع العالم أجمع، وهو يحاول زراعة زيتونة في أرض ترمسعيا المهددة بالمصادرة، ليشكل استشهاده دليلا إضافيا على جرائم الاحتلال وارهاب دولته المنظم.


وشدد عساف على أن وفاءنا للشهيد زياد وما ناضل من أجله يلزم الجميع بالعمل على تخليد ذكراه وإكمال مسيرته، مضيفا: ولأجل ذلك أنشئت مؤسسة الشهيد زياد ابو عين بمباركة من الرئيس محمود عباس واستكملت اجراءاتها القانونية اللازمة واخترنا هذه المناسبة الخاصة لنعلن امامكم عن انطلاقها.


وذكر أن المؤسسة ستعمل يدا بيد مع كل الجهات ذات العلاقة على حماية الأرض التي استشهد من أجل الحفاظ عليها أبو عين، مضيفا: وستعمل المؤسسة كذلك على تقديم الدعم للمناطق المهمشة والمستهدفة من الاحتلال وتقديم يد العون لابناء شعبنا المدافعين عن ارضهم وبيوتهم ومقدساتهم.


من جهته، أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف أن السنة التي مضت على استشهاد أبو عين، ازداد فيها المشروع الاستعماري الذي يستهدف مشروعنا السياسي ووجودنا وأرضنا، حتى وصل الأمر إلى ارتكاب أبشع ما سجل من جرائم العصر، كجريمة حرق عائلة دوابشة وجرائم القتل العمد التي ترتكب يوميا تحت سمع وبصر العالم كله.


وذكر عساف أن الهيئة نجحت في وضع يدها على إحدى الوثائق الأمنية التي تؤكد أن قيادة جيش الاحتلال كانت تعرف منذ اللحظة الاولى من ارتكاب مجزرة دوما هوية الفاعلين ومسار سيرهم.


وأضاف عساف: سنة مضت وحملات الاعتقال والتنكيل وهدم المنازل ومحاولات التطهير العرقي للأغوار والسفوح الشرقية وتدنيس الاقصى وتهويد القدس واعتداءات المستعمرين المدججين بالحقد ولا تزال تجول اراضينا من الشمال إلى الجنوب، وكل هذا بدعم وغطاء شاملين من القيادة السياسية للإحتلال وهو ما تم توثيقه على لسان نتنياهو ويعلون ولبيد.


وتابع عساف: بالمقابل فإننا في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التي كبرت بأبي طارق بقيت على ذات العهد بذات الرؤية نحو تعزيز المقاومة الشعبية دفاعا عن حقوقنا بالرغم من كل أدوات قتل الاحتلال واعداماتهم الميدانية التي طالت حتى اليوم اكثر من خمسة وعشرين طفلا.


وأردف عساف: وسنظل نرعى زيتوننا الذي ناضل زياد واسشهد من أجله، وسنواصل نضالنا من أجل افشال مخططاتهم كما حدث في سوسيا وأبو نوار ، وكذلك عند محاولاتهم تسجيل 140 الف دونم تشمل كل حصتنا في البحر الميت والأراضي المشاطئة كمقدمة لتخصيصها لشركات خاصة أو اجنبية.
وأكد أن هيئة مقاومة الجدار أفشلت في السنة الاخيرة تسجيل عشرات قطع الاراضي وكشفت ما تقوم به أكثر من 300 شركة عقارية إسرائيلية مسجلة في مستوطنة "بيت ايل" كشركات محلية من أعمال تزوير لاوراق الملكية وعقود البيع، وستواصل طريقها في استخدام كل الوسائل القانونية للدفاع عن الأراضي الفلسطينية.
وأضاف عساف إن الهيئة وبالتعاون مع عائلة الشهيد أبو عين بدأت بالعمل من أجل تقديم قتلته إلى المحاكمة، مشيرا إلى إطلاق حملة الشهيد زياد أبو عين لزراعة التلال بأشجار الزيتون وفاء للشهيد، واحتضان الهيئة لمقر مؤسسة الشهيد زياد ابو عين، وتقديم كل ما يلزم لتحقيق اهدافها.


وفي كلمة لفسطينيي أراضي 1948 قال النائب محمد بركة: القيادة يجب أن تحمي الناس ولا تحتمي بالناس، فوجدت الشهيد زياد يجسد هذه الجملة بسلوكة وتفانيه وعطاءة واصراره غير المسبوق، واليوم نستذكر ذكراه وعلينا أن نعاهد انفسنا على مواصلة طريقه.


وأضاف بركة: نحن ندرك موقف القيادة الفلسطينية وخاصة الرئيس محمود عباس من المقاومة الشعبية، وهذا يشكل خيارا صحيحا، ويعطي المعادلة الحقيقية مكانتها، وأن الشعب الأعزل الذي يريد حريته يقف أمام دبابة المحتل، ويضيع الفرصة على الاحتلال أن يلعب لعبته ويصور الوضع كأن هناك منازلة بين جيشين.
وفي كلمة عائلة الشهيد شكرت ابنته محار الرئيس محمود عباس والقائمين على احياء الذكرى.


كما استعرضت محار بعض محطات الشهيد خاصة خلال اعتقاله في الولايات المتحدة في الزنزانة رقم 1413 وبرقم 88021 في سجن شيكاغو قبل تسليمه لدولة الاحتلال.


وتابعت محار كان الشهيد قد عاهد نفسه وأبناء شعبه على مواصلة النضال والمقاومة حيث قال: عهدا لكم اذا مت في القيد لاتحسبن بأني انتهيت بعدَ الشباب، لسوف أحرض أهل القبور واشعلها ثورة تحت التراب، فلسطين أمي فكيف يصعب علي النضال وقهر الصعاب؟
من جهته أعلن رئيس لدية رام الله موسى حديد عن إطلاق اسم الشهيد زياد أبو عين على مدرسة جديدة قامت البلدية ببنائها في حي الجدول بالمدينة تخليدا لذكراه.

وتم خلال المهرجاء القاء قصيدة رثاء للشهيد زياد القاها نائب مفوض الإعلام في حركة فتح موفق مطر، إضافة إلى عرض فيلم يحكي سيرة الشهيد النضالية.

وفي ختام المهرجان تم تكريم عائلة الشهيد أبو عين وعائلة الشهيد محمود عليان الذي استشهد الشهر الماضي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينة البيرة.