الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محافظة المليون شجرة زيتون تبدأ رحلتها مع القطف

نشر بتاريخ: 18/10/2007 ( آخر تحديث: 18/10/2007 الساعة: 09:50 )
الخليل- معا- محمد العويوي- يعتبر الزيتون العمود الفقري للقطاع الزراعي الفلسطيني، وتنبع أهميته من كونه مصدراً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني، وزيت الزيتون مصدر غذائي أساسي للمستهلك الفلسطيني, إضافة إلى أنه من أهم عناصر الصناعة التحويلية في الأراضي الفلسطينية.

وبحسب تقديرات مديرية زراعة محافظة الخليل، بلغت المساحة الاجمالية للاراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة نحو 70 الف دونم، منها 60 الف مثمر، و 7 الاف دونم غير مثمر، وقدرت انتاجية الدونم الواحد لهذا العام، بنحو 75 طناً من الزيتون، وهو اقل من الانتاجية الطبيعية بـ 40 %، بسبب الاحوال الجوية السيئة التي ضربت المنطقة مؤخراً.

وتوقع المهندس الزراعي عثمان ابو شرخ مدير زراعة الخليل، بأن تصل انتاجية المحافظة من الزيتون للموسم الحالي 4755 طناً، يذهب 7 الآف طن للتصنيع المنزلي، فيما يذهب جله لانتاج نحو 800 طن من زيت الزيتون، وهو أقل بكثير من انتاجية زيت الزيتون للعام الماضي حيث بلغ نحو 2000 طن، وتستهلك المحافظة قرابة 1500طن من زيت الزيتون سنوياً.

وأشار ابو شرخ الى خطة وزارة الزراعة وتعليمات وزيرها، القاضية بزيادة مساحة الاراضي المزروعة بالزيتون، نظراً للأقبال الشديد على شراء زيته، وإرتفاع سعره سنوياً، ليشكل مصدر دخل جديد للفلاحين الذين عانوا الامرين على مدار سنوات خلت.

شجرة مباركة ومصدر دخل مؤقت
________________________

خلال اليومين المقبلين، تستعد محافظة المليون شجرة زيتون "الخليل"، لموسم القطف، لتبدأ معه طقوس جميلة وأصيلة طالما كانت من ابرز سمات المجتمع الفلسطيني الذي تربطه بشجرة الزيتون علاقة خاصة، حتى باتت هذه الشجرة عاملا للتوحد والتقريب بين أبناء الشعب الواحد المشتت بفعل عوامل الفرقة والاختلاف.

مشاهد قطف الزيتون في فلسطين متنوعة، لكن القاسم المشترك بينها جميعا هو الترابط والتعاضد الكبير بين الجميع، فإذا كانت عائلة ما تملك بستانا مزروعا بالزيتون، فإن موعد القطف يكون مناسبة مثالية تجمع كافة شباب الحي، في مشهد لم يعد من الممكن رؤيته كثيرا هذه الأيام.

منذ الصباح، يتجمع أفراد العائلة من اجل البدء بقطف الزيتون، الحماس يبدو واضحا على الجميع، الكل يريد أن يساهم في هذه المناسبة الجميلة التي يحرص الكبار تحديدا على إعطائها شكلا خاصا يذكرهم بسنين خلت، لفتح مستقبل مشرق ملئ بالامل والتفاؤل.

مع تدهور الظروف الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية وتفشي البطالة بشكل غير مسبوق، لا سيما بين فئة الشباب، فإن هذا الموسم يعد مصدرا للحصول على عمل مؤقت من خلال قطف الزيتون، ولا يجد الشباب أي حرج في العمل بقطف الزيتون.

اسامة العملة من بلدة بيت اولا جنوب غرب الخليل - والتي تعتبر من اهم البلدات المرزوعة بالزيتون في محافظة الخليل - تخرج من الجامعة، وأضناه طول البحث عن العمل. قال: " في السابق كنت اقوم بقطف الزيتون مع عائلتي وأقاربي دون مقابل، أما الآن فقد عرضت نفسي للعمل عند اكثر من قريب لي، وحالفني الحظ بالعمل مقابل أجر، مع احد الجيران والذي يملك حقلاً كبيراً بالقرب من جدار الفصل".

وينصح العملة جميع أقرانه بالتوجه للحقول، وعرض انفسهم للعمل في قطف الزيتون، لما له من اهمية وفائدة لجميع الاطراف.

همة عالية وقلق من هجمات المستوطنين
________________________________

يشكل موسم قطف الزيتون لفلاحي المحافظة ولاصحاب الحقول المجاورة للمستوطنات الاسرائيلية، موسما للخير والخوف معا، حيث اعرب العديد منهم، عن همته العالية لقطف ثمار الزيتون، وأبدوا تخوفهم من هجمات المستوطنين عليهم، ناهيك عن عمليات "السطو المسلح"، التي يقوم بها المستوطنون في وضح النهار تحت حماية قوات الاحتلال وفي عتمة الليل ايضا.

وتمتد عمليات النهب في حقول الزيتون لمناطق عديدة تقع بجوار مستعمرات احتلالية في يطا وبني نعيم ودورا وصوريف وبيت أمر وترقوميا وإذنا والقرى القريبة من خط الفصل والحقول الواقعة على طرق المستوطنات.

ويأمل فلاحو الخليل وبالأخص بلدات وقرى شمال غرب المحافظة، أو ما تعرف بالخطوط الامامية، والتي تمر بمحاذاة الخط الاخضر، بدءاً من صوريف اقصى شمال غرب المحافظة وصولا الى الرماضين ويطا اقصى جنوب المحافظة في تدخل نشطاء السلام من كل انحاء العالم، لتمكينهم من الوصول الى عشرات الدونمات من اراضيهم المزروعة بالزيتون، في المناطق الساخنة والمقدر مساحتها بــ 1200 دونم، بينها ما يزيد على 500 دونم قريبة من 17 مستوطنة، فضلاً عن 700 دونم وراء جدار الفصل، بحسب ما ذكره المهندس الزراعي عثمان ابو شرخ، والذي شدد على ان تفي الادارة المدنية الاحتلالية بوعودها، بتسهيل مهمة الفلاحين وقطف ثمارهم القريبة من جدار الفصل ومناطق الاحتكاك الساخنة مع المستوطنين في المحافظة، مضيفاً "نحن متفائلون في هذا الموسم من الترتيبات التي وعدتنا بها الادارة المدنية الاسرائيلية، من السماح للفلاحين بدخول اراضيهم الموجودة على الطرف الثاني منه، لقطف زيتونهم".

واكد الناطق باسم الادارة المدنية الاحتلالية في مقابلة سابقة مع وكالة "معا" الاخبارية، ان الألوية في منطقة ما يسمى "يهودا والسامرة" ستكثف اعمال الدورية في مناطق الاحتكاك حيث يتم قطف الزيتون بينما اوصى الفلسطينيون بتنسيق قطف الزيتون معه.

وفي هذا السياق طالبت المنظمة من اجل حقوق الانسان "يش دين" جيش الاحتلال بالحزم في تطبيق القانون وتكثيف تواجده في الاراضي الفلسطينية، لدى موسم قطف الزيتون، وجاء في تقرير اعدته هذه المنظمة "ان حوادث اعتداء المستوطنين على مزارعين فلسطينيين وقعت خلال العام الاخير كانت كثيرة، ولا يستبعد ان يرتفع هذا العدد اكبر بكثير هذا الموسم".