نشر بتاريخ: 13/12/2015 ( آخر تحديث: 13/12/2015 الساعة: 15:40 )
بيت لحم - معا - طالب الدكتور سعيد عياد أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة بيت لحم، بضرورة تحديد إطار منهجي لمشروع بيت لحم عاصمة الثقافة العربية عام 2020.
وأضاف في ورقة قدمها في مؤتمر القدس التاسع الذي نظمته وزارة الثقافة والمنتدى الإبداعي، قبل سنوات تم اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية ولكننا لم نقدم المدينة المقدسة ثقافيا بما يرقى لمقام القدس كمدينة تتجسد فيها حضارة شعب تخطت عشرة آلاف عام مع نفي الجهد الذي بذل في حينه بهذا الصدد.ولكن بوضوح كان ثمة تقصير سياسي واكبه تقاعس مثقفين وأدباء فقدمنا القدس بصورة باهتة فظلمناها.
وأضاف إن بيت لحم توأم القدس روحيا وامتدادها الحضاري ولكنها ليست بديلا سياسيا أو ثقافيا عن المدينة المقدس، ومع ذلك يمكن استدراك ما فات بإعادة استنهاض بيت لحم عاصمة للثقافة العربية ، من خلال تقديم رؤية واضحة لهذا الهدف السامي، منوها إلى أنه مضى عام كامل على تشكيل اللجنة العليا لبيت لحم عاصمة للثقافة العربية إلا أن الأمور مازالت ترواح مكانها.
وطرح عياد في ورقته عددا من الأسئلة قال إنها قد تشكل انطلاقة لبناء رؤية منهجية لمشروع بيت 2020. وهي
_ هل بيت لحم مستعدة لأن تكون عاصمة للثقافة العربية من حيث بنيتها الثقافية كمؤسسات ؟
_ ما الذي أعددناه على المستويين السياسي والثقافي لكي ينجح مشروع بيت 2020 ؟
_ ما الذي نريده من بيت لحم عاصمة للثقافة العربية ؟
وقال إن الإجابة على هذه الأسئلة بحاجة إلى مراجعة جدية حتى يكون المشروع جدير بما تستحقه بيت لحم وهي الجديرة بذلك.
وأضاف د. عياد إننا نرى أن بيت لحم عاصمة للثقافة العربية ليست مجرد ندوات شعرية لشعراء سيتغنون بجمال بيت لحم وتاريخها أو يتغزلون في جمالها الإنساني والإلهي، أو سرد قصصي وروائي أو لوحات فنية وكتب ستصدر ولقاءات إعلامية، فعلى أهمية ذلك إلا أن بيت لحم عاصمة للثقافة العربية هي شيء أكبر من ذلك بكثير.
وأضاف عياد أننا نتطلع لأن يكون هذا المشروع هو تأكيد على الرواية الفلسطينية للحق الفلسطيني في هذا الوطن، واستعادة لإرث تاريخي وثقافي يسعى المحتل لتزويره وسلبه.
نريد من بيت لحم عاصمة للثقافة العربية أن ينطلق المبشرون الجدد أحفاد يسوع يبشرون بكلمة بيت لحم ليتخطوا جغرافيا فلسطين إلى عواصم العالم يقدمون الإبداع الفلسطيني لتبديد الخطيئة التي اقترفها المحتل بحق ثقافة فلسطين وتراثها العميق.
ودعا عياد إلى أن نتحرر في 2020 من النفخ في الذات وأن نكف عن مخاطبة أنفسنا ، فنحن نحفظ جميع القصائد التي قيلت في فلسطين وعنها ونحف كل السرديات الروائية والإبداعية التي جسدت فلسطين ، فلسنا بحاجة لنكررها لذاتنا الفلسطينية أو العربية، ولكننا بحاجة لنخاطب العالم بما هو غائب عنه وبما هو مغيب عنه. فلنترجم إبداعات الفلسطينيين إلى لغات العالم الحية ، ولتنطلق من بيت لحم عاصمة للثقافة العربية أول فضائية عربية ثقافية بلغة العالم ليفهمنا كما نحن وليس كما هي الصورة النمطية التي يشوهنا بها الاحتلال..وثمة إضاءات أخرى يمكن نقاشها.. فبيت لحم عاصمة للثقافة العربية يجب أن تكون شيئا مختلفا فكما عاصمة العالم الروحية يجب أن نقدمها إلى العالم بما هي جديرة بها وإلا سنظلمها كما ظلمنا القدس.