السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

روسيا بين محاربة "داعش " وردع الدول الغربية واستعراض القوة

نشر بتاريخ: 14/12/2015 ( آخر تحديث: 15/12/2015 الساعة: 10:16 )
روسيا بين محاربة "داعش " وردع الدول الغربية واستعراض القوة

بيت لحم- معا- كانت حتى يوم الثلاثاء الماضي الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا الدولتان الوحيدتان اللتان تملكان قدرة مثبتة على اطلاق الصواريخ المجنحة من غواصات باتجاه اهداف برية حتى جاء الفيلم الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية ووثقت فيه عملية اطلاق صواريخ مجنحة من غواصة من طراز " كيلو " في عرض البحر المتوسط باتجاه اهداف برية تابعة لتنظيم" داعش" في محافظة الرقة شرق سوريا معلنه بذلك انضمامها لنادي الدول ذات القدرات الصاروخية المثبتة فعليا والمجربة في المعارك.

ويعتقد خبراء غربيون ان اطلاق الصواريخ المجنحة من الغواصة المذكورة وتصوير العملية وبث الفيلم دليلا واضحا على استخدام الرئيس الروسي " فلاديمير بوتين " للحرب في سوريا لاستعراض قدرات الجيش الروسي حسبما نقلته اليوم " الأحد " صحيفة " التليغراف " البريطانية.

وتشكل الصواريخ الجوالة المجنحة جزءا من عرض القوة والقدرات الروسية فهناك طائرات مقاتلة متطورة لم يسبق استخدامها في الحروب تجوب سماء سوريا فيما حضرت احدث الدبابات الروسية T-90 الى الميدان .

وذهب خبراء غربيون وفقا لصحيفة " التليغراف" الى القول ان هذا الاستعراض يهدف الى لفت انتباه الولايات المتحدة والدول الغربية وحلف الناتو .

" بعد ان رفع ميزانية الدفاع منذ عام 2005 وحتى الان بنسبة 50% يحاول الرئيس بوتين ان يثبت ان جيش بلاده بات مساويا للجيوش الغربية الرائده من عدة نواحي وجوانب مهمة لذلك تشكل الصواريخ الجوالة المجنحة اهم اركان هذا الاستعراض للقدرات " وفقا لما جاء في تقرير " التليغراف ".

اطلق سلاح البحرية الامريكية خلال السنوات العشرين الماضية صواريخ جوالة من طراز " توماهوك" من غواصة تحمل اسم " لوس انجلوس" فيما فعل سلاح البحرية البريطاني ذات الامر من خلال الغواصة " ترفليغر" التي استبدلت الان بالغواصة " استوتا" وكان من المفترض لفرنسا ان تنضم لهذا النادي " الفخم" عام 2017 عبر الغواصة " براكودا" وكذلك الصين تقوم الان بتطوير نموذجها الخاص لكن الروس اثبتوا تفوقهم وسبقوا هذه الدول .

وقال " بن بري" الضابط البريطاني الرفيع والباحث في معهد البحوث الاستراتيجية " لو كنت ضابطا روسيا لقلت لنفسي ان هذا العمل يشكل عاملا للردع وان حلف الناتو سيتنبه لهذا وسيضعه نصب عينيه .
وأضاف الضابط والباحث البريطاني " هناك ابعاد وعناصر تتعلق باستعراض القوة بهدف الفوز بروافع وامتيازات استراتيجية عالمية وإذا كانوا فعلا يهدفون الى ردع ما يسمونه بعدوانية وتهور حلف الناتو فان اظهار قدراتهم وابراز ما يمتلكونه من قدرات لإطلاق الصواريخ الجوالة من البر والسفن والغواصات قد ساعد في تحقيق هذا الهدف ".

ودفع الجيش الروسي خلال حربه على داعش بالعديد من انواع الاسلحة الحديثه منها الصواريخ المجنحة و طائرات سوخوي 34 حيث ترابط 46 منها في قاعدة "حميميم " الجوية قرب اللاذقية واتضح نهاية الشهر الجاري ان الجيش الروسي زود نظيره السوري بدبابات حديثة من طراز T-90 المزودة بمنظمة الحماية " شتورا " من الصواريخ المضادة للدبابات وذلك بعد ان اتضح لهم ان الدبابات التي يستخدمها الجيش السوري وهي قديمة نسبيا من طراز T-72 معرضة للإصابة والتدمير من قبل الصواريخ المضادة للدبابات التي تمتلكها المنظمات المسلحة .

واخيرا ارسلت روسيا طائراتها الاستراتيجية من طراز توبولوف 160 "بلاك جاك " لقصف اهداف داخل سوريا وهنا يدور الحديث من استخدام طائرة قاصفة استراتيجية تقابل في ميزان القوى نظيرتها الامريكية B1 ليكتمل بذلك الاستعراض الروسي الذي فهمه الغرب تماما .