غزة- معا - أطلق مركز العمل التنموي "معا" اليوم الاحد مبادرة تثقيفية ضمن مشروعها طلائع من أجل الترابط الاجتماعي بتمويل من اليونيسيف وبالتعاون مع وزارة السياحة وذلك تعزيزا لروح الانتماء الوطني من خلال زيادة المعرفة التاريخية بالأماكن الأثرية ودعما لقطاع السياحة وتنميته من خلال تسليط الضوء على مشكلات باتت في نظر الجميع ثانوية أمام معاناة شعب في كل مناحي الحياة الأساسية.
وقام الطلائع بزيارة مقام الخضر ويقع هذا المقام في وسط مدينة دير البلح في قطاع غزة، وأسفل هذا المقام يوجد دير القديس هيلاريون أو "هيلاريوس" 278 - 372م الذي يعود إلى القرن الثالث الميلادي وهو أقدم دير لا يزال قائماً في فلسطين.
وزار الطلائع "تل أم عامر" الواقعة على مقربة من الساحل الجنوبي لبحر النصيرات، أو ما تعرف قديماً دير القديس هيلاريون، ويعد من أهم المواقع الأثرية في فلسطين، باعتباره موقعًا لدير مسيحي يعود للقرن الرابع الميلادي جنوب مدينة غزة.
وانتقل المشاركون من تل رفح جنوب القطاع وصولاً إلى "قلعة برقوق" وهي واحدة من أهم قلاع المماليك البرجية في فلسطين، وفي خان يونس داخل قطاع غزة بالتحديد.
ويعود تاريخ هذه القلعة إلى عام 1387م، وكانت قديما مركزاً يتوسط الطريق بين دمشق والقاهرة، يتخذه التجار والمسافرين مكانا للراحة واللقاء والتزود بما يلزمهم من حاجيات، لكن في الوقت الحالي ما تبقى بقايا من هذه القلعة بسبب الإهمال.
ومن الجنوب وصولا الى وسط مدينة غزة حيث يقع الجامع الكبير أو ما يعرف بالمسجد العمري الكبير هو المسجد الأكبر والأقدم في قطاع غزة، وقد أُطلق عليه هذا الاسم تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي فتحه سنة ١٣٤٤م، وبالكبير لأنه أكبر جامع في غزة.
ومن الجامع الكبير بمدينة غزة الى كنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون بالمدينة، وهي كنيسة أرثوذكسية وهي أقدم كنيسة في المدينة, سميت الكنيسة نسبة إلى القديس برفيريوس الذي دفن فيها, ويوجد قبر القديس في الزاوية الشمالية الشرقية للكنيسة.
كما زار فريق الطلائع مقبرة الحلفاء، او ما يطلق عليها أهالي قطاع غزة باسم "مقبرة الانجليز"، والتي تمتد على مساحة 18 دونم، ويرقد فيها المئات من جنود الحلفاء الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، وهي الشاهد الموجود في غزة على أعداد الموتى اللذين سقطوا في تلك المعارك.
وعبّر الطلائع في الرحلة عن سعادتهم بزيارة تلك الأماكن التي عززت من انتمائهم الوطني لفلسطين دون طائفية جنباً الى جنب لتعزيز تمسكهم بالوحدة الوطنية.
وأكدت منسقة المبادرة "بيسان حرب" على ضرورة القيام بالكثير من الزيارات للأماكن التاريخية والأثرية في فلسطين بهدف ترسيخ حب الشعب الفلسطيني وتحديداً فئة الشباب لأرضهم وتراثهم وآثارهم التي يحاول الاحتلال سرقتها وتهويدها.
ونوّهت إلى ضرورة الاهتمام بتلك الاماكن وإبرازها بشكل كبير لأنها تشكل اهم معالم الشعب الفلسطيني.