نشر بتاريخ: 14/12/2015 ( آخر تحديث: 14/12/2015 الساعة: 17:20 )
رام الله- معا- أدانت وزارة الخارجية بأشد العبارات، الحرب الشاملة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية بمشاركة المنظمات اليهودية المتطرفة ضد القدس ومقدساتها، وفي مقدمتها الحرم القدسي الشريف، بهدف تهويد القدس بشكل كامل وسرقتها من الشعب الفلسطيني، بما فيها المسجد الأقصى المبارك.
كما أدانت الوزارة في بيان اليوم الاثنين، عمليات الاقتحام المتواصلة التي يُنفذها ويحشد لها ما يسمى "ائتلاف المنظمات من أجل الهيكل"، بقرار ودعم وحماية وتمويل من الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها المختلفة، في تبادل واضح ومفضوح للأدوار بينهما، تلك الاقتحامات التي يتخللها كيل الشتائم للإسلام والمسلمين كما حدث في اقتحامات الأمس.
وفي ذات الوقت، أدانت الوزارة الدعوات التي أطلقها هذا الائتلاف لإنارة "شمعدان الهيكل" داخل مسجد قبة الصخرة، التي يزعم اليهود المتطرفون أنه مقام على أنقاض الهيكل المزعوم. كما أدانت استصدار جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية أمرا قضائيا احتلاليا لإخلاء بناية سكنية في سلوان بزعم ملكية الأرض للمستوطنين.
وقالت الوزارة في بيانها، إن الحكومة الإسرائيلية تنفذ مخططا احتلاليا مدروسا، ومعدا له مسبقاً، وعلى مراحل للوصول إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، هذا المخطط المستمر والمتواصل منذ بداية احتلال إسرائيل للقدس عام 1967، حيث تستغل الأوضاع الراهنة السائدة في المنطقة العربية والإقليم، وانشغال الدول والعالم بها، لتصعيد عملياتها والإسراع في تنفيذ مخططاتها ضد الحرم القدسي الشريف، حيث نشهد في الآونة الأخيرة انتظاماً في الاقتحامات لتكريس التقسيم الزماني للمسجد، وتسريعاً لإجراءات تحديد مكان بعينه لصلاة اليهود في باحاته، على طريق تقسيمه مكانياً، وازديادا في الدعوات وعمليات الحشد لهذه الاقتحامات، بمشاركة أعداد كبيرة من اليهود المتطرفين فيها، وأيضاً اتساع دائرة الجمهور الإسرائيلي المشارك في الاقتحامات لتشمل ليس فقط عناصر التيار الصهيوني المتدين، بل من يصفون أنفسهم باليمين الصهيوني العلماني، كترجمة لاتساع النشاط الدعائي لمنظمات "الهيكل" المختلفة، وبشكل خاص ما تقوم به منظمة "طلاب من أجل الهيكل" في أوساط الطلبة والشبيبة في جميع أنحاء إسرائيل.
وأضاف: يتزامن التصعيد الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى المبارك مع اشتداد الهجمة التهويدية التي تستهدف محيط الحرم القدسي الشريف، بما فيه البلدة القديمة في القدس، والبلدات الفلسطينية القريبة من أسوارها، بدعم واحتضان من الحكومة الإسرائيلية التي تستخدم الجمعيات الاستيطانية مثل "عطيرت كوهانيم" و"العاد" كأذرع تنفيذية لمخططاتها التهويدية.
واكدت الوزارة أن هذه الجمعيات والمنظمات سواء أكانت مختصة في العدوان ضد المسجد الأقصى المبارك، أو تقود حملات التهويد لمحيطه، تمارس عملها ونشاطاتها في وضح النهار بغطاء إسرائيلي قانوني، حيث أنها مسجلة بشكل رسمي عند "مسجل الجمعيات" التابع لوزارة القضاء الإسرائيلية، وتقوم بجمع التبرعات المالية داخل إسرائيل وخارجها بكل حرية.
وجددت الوزارة تحذيراتها للعرب والمسلمين والعالم من مخاطر وتداعيات السياسة الإسرائيلية الرسمية ضد القدس والمقدسات عامة، وضد الحرم القدسي الشريف خاصة.
وقالت إنها تتابع باهتمام بالغ وبشكل يومي تطورات الحرب الإسرائيلية الشرسة على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وجددت مطالبتها للعالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بضرورة الاستنفار والتصدي لهذا المخطط الإجرامي الاحتلالي قبل فوات الأوان، الذي سيؤدي إلى إشعال الحرب الدينية في المنطقة، الأمر الذي يهدد منجزات الأمتين العربية والإسلامية وحضارتهما، ويكرس الاحتلال في فلسطين، ويهدد الأمن والاستقرار الدوليين.