الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

صرخة ألم هزّت المدرجات..غيرت الأداء وجلبت نقاط اللقاء

نشر بتاريخ: 15/12/2015 ( آخر تحديث: 15/12/2015 الساعة: 21:30 )
صرخة ألم هزّت المدرجات..غيرت الأداء وجلبت نقاط اللقاء
كتب : أحمد العلي
ماذا حدث في لقاء بلاطة وواد النيص ؟، من حضر اللقاء بلا شك لديه الإجابة، ومن لم يحضر فها أنا أقصّ عليه أحسن القصص من دروس وعِبَرْ عن الحادثة الأهم التي رافقت اللقاء، وكانت بلا شك سبباً مهماً في تحقيق بلاطة هذا الفوز الثمين، والذي رفع به رصيده إلى النقطة 15 في المركز الرابع.

قبل اللقاء كان الجدعان عائدين من هزيمة مؤلمة أمام الظاهرية، وتراجع للمركز الخامس مع انقضاء الجولة الثامنة، رافق ذلك أخبار تسربت عن نية الإدارة إقالة المدرب خليفة الخطيب عقب لقاء الواد، في مشهد لا يسرّ الصديق ولا العدو، وزاد الطين بلة دخوله لقاء الجولة التاسعة أمام الواد منقوصاً من خدمات ثلاثة لاعبين أساسيين، ودكة بدلاء تواجد فيها ثلاثة لاعبين تحت سن 18 ورابعهم الحارس البديل مصطفى زيادة.

وكانت المشكلة الرئيسية بالأداء الهزيل الذي ظهر به لاعبو الجدعان منذ انطلاقة المباراة مع استثناءات لبعض اللاعبين المميزين، فيما كانت الطامّة الكبرى حينما أضاع عبدالحميد أبو حبيب ركلة الجزاء التي صنعها المهاجم الواعد معاذ أبو ليل، ليدخل بعدها أبو حبيب حالة من الاحباط واليأس ظهرت واضحة للجماهير من خلال فشله في الاستحواذ على الكرة بشكل صحيح أو من خلال تمريراته الخاطئة المتكررة.

ولأنّ المباراة كانت تدخل أنفاسها الأخيرة، ولأنّ لا بديل للجماهير عن الفوز، ولأنّ الجدعان لم يقدموا الأداء المطلوب، ولأن أبا حبيب أضاع ركلة الجزاء من الفرصة الوحيدة التي صنعوها طوال اللقاء، ولأنّ للصبر الحدود، انتصب ذاك المشجّع الجدعاني واقفاً، وصرخ مدويّاً بصوته أرجاء الملعب قائلاً: "أبو حبيب العب منيح أو اخرج من المباراة" !! .. خيّم الصمت .. توقفت الحناجر وانحبست الأنفاس، الكل وجّه نظره تجاه ذاك المشجع الذي خرج عن المألوف، والكل يحدّث نفسه: "يا للهول من هذا الذي تجرّأ على انتقاد أبو حبيب !.
صاح أحدهم: "أسكتوه"، ردّ آخر: "اتركوه، يبدو أنّ أبا حبيب بحاجة لهذه الصرخة هو من معه من اللاعبين".

مع دخول المباراة لحظاتها الأخيرة وانعدام الآمال في تغيير النتيجة، نجح أبو حبيب في تسجيل أول أهداف المباراة، بعد تمريرة مميزة من المجتهد أبو ليل، ألحقه محمد الحوتري بهدف ثان من مجهود فردي خالص، توّج به حالة التألّق التي ظهر فيها من انطلاقة المباراة حتى نهايتها، التي ابتسمت في ختامها لبلاطة وجماهيرها ومدربها الخطيب، والذي رفعه اللاعبون على أكتافهم في رسالة واضحة لا لبس فيها، أنّ أبا العبد هو خيار اللاعبين على رأس الجهاز الفنّي للجدعان.

بالعودة إلى تلك الصرخة المدويّة التي أفرزت مشاعر من الحزن والألم والغضب في آن واحد، من قلب ذاك المشجّع الباكي على أطلال الموسم الماضي، والباحث عن لقب طال انتظاره، فكان من الطبيعي له أن يعبّر عن حالة الغضب تلك، وأن يجيّش مشاعر اللاعبين بأي طريقة في سبيل تحقيق الفوز، هي حالة طيبة ومحمودة أن تحمل الجماهير كل ذلك الحرص والحب والرغبة في فوز فريقهم على الدوام، لأنّ الجمهور بالنهاية هو جزء أساسي وأصيل في تركيبة أي صرح رياضي، فالانتقاد رسالة سامية ومهمة، على اللاعبين جميعاً أن تتسع قلوبهم وعقولهم لمثل هذه الحالات من الانتقادات، لأنّها بشكل أو بآخر إحدى طرق رفع الهمم وتحقيق الأفضل ... دمتم ودامت الرياضة بألف خير.