بتسيلم: تحت أنف الجيش الاسرائيلي - زيادة ملحوظة في اعتداءات المستوطنين على سكان الخليل
نشر بتاريخ: 19/10/2007 ( آخر تحديث: 19/10/2007 الساعة: 11:06 )
بيت لحم -معا- نشرت منظمة بتسيلم الاسرائيلية تقريرا جديداً حول عدد من الانتهاكات والمصادرات التي نفذها المستوطنون في مدينة الخليل وبحراسة من جيش الاحتلال.
وقالت المنظمة في تقريرها انه في تاريخ 19-3/2007 أقيمت في الخليل مستوطنة جديدة في قلب حي الراس الفلسطيني، وتعززت المستوطنة في الأشهر التي تلت ذلك على الرغم من القرار الذي أصدره وزير الجيش في ذلك الحين بإخلاء المستوطنة، مؤكدة انه تم مؤخرا ربط المستوطنة بشبكة الكهرباء ويتم في الموقع القيام بأعمال ترميم وبناء.
واضافت بتسيلم في تقريرها انه منذ إقامة المستوطنة ازدادت بصورة ملحوظة الاعتداءات على الفلسطينيين من سكان المنطقة والمس بحقوق الإنسان الخاصة بهم. ويعاني الفلسطينيون من وطأة المستوطنين وكذلك من وطأة عناصر قوات الجيش الإسرائيلية التي انتشرت من جديد من أجل حماية المستوطنة. موضحة انه من خلال المتابعة التي قامت بها وجمعية حقوق المواطن أن المس بالسكان الفلسطينيين في المنطقة نتيجة إقامة المستوطنة والامتناع عن إخلائها يتم على أساس يومي وأنه يشمل من بين ما يشمل: التنكيل والعنف من قبل المستوطنين الذين يمكثون في المستوطنة الجديدة، العنف الذي يُمارس بصورة واسعة على مرآى من عناصر قوات الجيش المتواجدين في المكان؛ والتنكيل والعنف من قبل عناصر قوات الجيش التي وضعت في المستوطنة الجديدة أو على مقربة منها؛ وزيادة الحظر على حرية التنقل الذي يتم فرضه من قبل قوات الجيش.
واوضحت انه من ضمن الاجراءات التنكيلية بحق الفلسطينيين الامتناع عن تطبيق القانون بحق المستوطنين العنيفين. ففي النصف الأول من العام الذي أقيمت فيه المستوطنة الجديدة في حي الراس وثقت بتسيلم وجمعية حقوق المواطن العشرات من حالات الاعتداء على الفلسطينيين في هذه المنطقة. ومن بين ما تم توثيقه حالات الضرب، المنع من المرور، إتلاف الممتلكات، رشق الحجارة والبيض، إلقاء القمامة، القناني الزجاجية والقناني المليئة بالبول، التبول من مبنى المستوطنة إلى الشارع، حالات البصق، التهديدات والشتائم.
وتابعت بتسيلم تقول إن اعتداءات المستوطنين على السكان الفلسطينيين في الحي تتم يوميا، في وضح النهار وعلى مرآى ومسمع الجنود ورجال الشرطة الكثيرين الذين يحرسون المستوطنة. وقد أقام الجيش فوق سطح المستوطنة موقعا معززا بالجنود ونصب حاجزا على مقربة من المستوطنة، بحيث أنه لا يمكن أن يقع اعتداء في هذه المنطقة دون أن يراه عناصر قوات الجيش. لكن على غرار باقي الأحياء في وسط الخليل التي أُنشئت فيها المستوطنات الإسرائيلية، فإن رجال الشرطة والجنود الذين يشهدون وقوع الاعتداءات العنيفة من قبل المستوطنين لا يفعلون ما فيه الكفاية، وحتى في بعض الأحيان لا يحركون ساكنا من أجل منع الهجمات وفرض القانون على المستوطنين العنيفين ومخالفي القانون. في الكثير من الحالات، توجه السكان لطلب المساعدة من عناصر قوات الأمن المتواجدة في المكان لكن قيل لهم بأن مهمتهم هي حماية المستوطنين.
المس من قبل عناصر قوات الجيش الإسرائيلية:
إن العنف من قبل عناصر الجيش والشرطة تجاه الفلسطينيين ليس ظاهرة شاذة في وسط الخليل. مع إقامة المستوطنة في حي الراس عززت قوات الجيش تواجدها في المنطقة، وفي نفس الوقت زادت حالات المضايقة، المعاملة المذلة والعنف من قبل عناصر قوات الأمن في المنطقة تجاه السكان الفلسطينيين.
ففي النصف الأول من العام الحالي الذي أقيمت فيه المستوطنة في حي الراس وثقت بتسيلم وجمعية حقوق المواطن حالات كثيرة من العنف على هذه الشاكلة. ومن بين ما تم توثيقه حالات الضرب- بواسطة الأسلحة والأيدي، بث الرعب من خلال إطلاق النار بدون أعيرة أو التهديد بإطلاق النار، سرقة الممتلكات وإتلافها، منع المرور والتهجم الكلامي من خلال استعمال الشتائم والتفوهات العنصرية.
ووقع أحد الأحداث الخطيرة التي تم توثيقها بتاريخ 22-3-2007 بعد مرور ثلاثة أيام على إقامة المستوطنة، عندما اعتدى رجال الشرطة بالضرب المبرح على سعدي الجعبري، 18 عاما، من سكان الخليل، وبعد ذلك سلموه للجنود الذين استمروا بضربه بمشاركة مستوطن.
وفي معرض إفادته لبتسيلم قال سعدي الجعبري: "كنت ذاهبا إلى البيت مع صديق لي. وقد منعنا رجال حرس الحدود من المرور قرب البيت الذي سيطر عليه المستوطنون. وقد صممت على المرور من هناك. قال لي شرطي: تعال حتى أسمح لك بالمرور". أخذني وراء الجيب التابع لحرس الحدود. كان في الجيب ثلاثة من عناصر حرس الحدود وجنديان... أوقفوني قرب القسم الخلفي من الجيب واعتدى علي رجال الشرطة الثلاثة بالضرب. وقد ضربني أحدهم بعقب بندقيته على يدي اليمنى. أما الآخر فقد ركلني على رجلي اليسرى".
المس بحرية الحركة والتنقل:
ويدعي الجيش أنه بعد إقامة المستوطنة الجديدة تم الحفاظ على منظومة الموانع الأصلية في المنطقة ولم يتم إضافة القيود على حركة وتنقل الفلسطينيين، غير أن الواقع على الأرض مغاير: فبعد إقامة المستوطنات نصبت قوات الجيش حاجزا جديدا في حي الراس على مقربة من المستوطنة الجديدة وهو معزز على مدار 24 ساعة يوميا. ويُطلب من الكثير من الفلسطينيين الذين يرغبون بالمرور في المكان الخضوع لفحص في الحاجز ويتم تأخير بعضهم مرارا وتكرارا- خاصة الشباب منهم. بالإضافة إلى ذلك، منذ نصب الحاجز، يحظر الجيش على الفلسطينيين المرور عبر الطريق المارة إلى جانب المسجد المحاذي لمبنى المستوطنة. وقد تم في المكان وضع بوابة ثابتة وبرج مراقبة.
وقالت بتسيلم إن التقييدات الجديدة المفروضة على حركة الفلسطينيين في حي الراس تنضاف إلى حظر سير السيارات الفلسطينية في الشارع المسمى "شارع كريات أربع" وهي طريق تمتد من الشمال إلى الجنوب وتمر عبر هذا الحي. ويتم فرض هذا المنع منذ بداية الانتفاضة الثانية في العام 2000.
واضافت بتسيلم انه مع إنشاء المستوطنة الجديدة في حي الراس، تحولت الحياة التي كانت صعبة للغاية أصلاً، إلى عبء ينأى حمله. في الأشهر الأخيرة، اضطرت عائلات فلسطينية أُقيمت المستوطنة بالقرب من بيوتها إلى وضع سياج وأسوار بهدف منع المستوطنين من المداهمة وأيضا من أجل حماية أبناء عائلاتهم من إلقاء الحجارة والقناني. إلى جانب ذلك، فقد توقف الكثير من السكان عن إيقاف سيارتهم في محيط المستوطنة خوفاً من التخريب من قبل المستوطنين أو قوات الأمن والشرطة.
في الأحياء الأخرى وسط الخليل والتي أقيمت فيها مستوطنات، أدت سلسلة الانتهاكات لحقوق الانسان للمواطنين الفلسطينيين إلى نزوح العديد منهم. هنك عن تخوف من أن ازدياد سلسلة الانتهاكات القاسية لن يترك أمام الكثير منهم خياراً سوى النزوح عن الحي. كلما تفاقمت القيود على حرية الحركة في هذه المنطقة، كلما اتسعت دائرة الضرر الذي يلحق بمدينة الخليل بأكملها لأن المستوطنة الجديدة في الراس مكملة لتواصل النقاط الاستيطانية التي تمتد من كريات أربع في الشرق إلى حي تل رميدة في الغرب.