نشر بتاريخ: 17/12/2015 ( آخر تحديث: 17/12/2015 الساعة: 12:59 )
القدس- معا- نظمت شبكة المنظمّات الأهليّة ورشة عمل في مدينة القدس المحتلة حول حقوق الطفل الفلسطيني بين واجب الحماية والحقوق، بمشاركة عشرات المختصين والمقدسيّين المهتمين في شأن الطفل وحقوقه، وأكّدت الورشة أنّ من يتحمل مسؤوليّة إراقة دم الأطفال هو الاحتلال كمُسبب رئيسي للعنف، وإعدام أطفال أبرياء باعتبارها جرائم تمثل انتهاكات للقانون الدولي .
وقدمت مديرة مركز الدراسات النسويّة ساما عويضة مداخلة اكدت فيها على أهميّة حماية للاطفال، وما يشكله الاحتلال من عقبة امام تطلعاتهم، وتضييق الخناق عليهم بشتى الطرق، فيما تركزت مطالب الشبكة على العديد من المحاور اهمها تعزيز دور الإرشاد الأسري للأطفال كونهم "مشروع حياة لا مشروع موت "، وتطوير دور الإرشاد المدرسي، ودور المدرسة في حماية الأطفال من خلال ابتداع وسائل مختلفة، والاستثمار في تطوير وسائل توعوية مثل كتيبات وفيديوهات إرشادية، وقصص أطفال تستهدف تقديم النصح والإرشاد للأطفال وتحذّرهم من كلا الجنسين من السقوط في اشراك الاحتلال الرامية لتفريغهم من محتواهم، ووجهت ملاحظات نقدية حول دور الاعلام في تغطية الهبة الشعبية وطالبت ماكينات الإعلام الفلسطينية التي تحوّل البعض منها إلى عدادات لتسجيل عدد الشهداء ونقل ذلك للعالم بطريقة جعلت العالم لا يرى فينا إلا شعباً يُمارس الموت بِحرفة وفخر، بضرورة تغيير هذا النهج، وانتهاج سياسة جديدة تعمل على ترسيخ حقنا وحق الأطفال بالحياة ودور المجتمع الدولي في حمايتنا.
ومن جانبه قدم الباحث محمد أبو إسنينة من مركز القدس للمساعدة القانونيّة وحقوق الإنسان، ورقة حول الانتهاكات الإسرائيليّة للقوانين على صعيد القوانين المحليّة والدوليّة، مشددا أنّ ممارسات الاحتلال تتعارض حتى مع قانون العقوبات الإسرائيلي نفسه الذي لا يسمح بعقوبة الإعدام حتى بمحاكمة، إلا أنهم يقومون يوميا بإعدام أطفالنا ميدانيا بدون وجه حق وبدون أي مسوغ قانوني، عارضا بعض التشريعات التي تعمل سلطات الاحتلال على سنّها من خلال الكنيست، أهمها مصادقة الكنيست في أواخر تشرين الثاني بقراءة تمهيدية على اقتراح تعديل قانون محاكمة واعتقال الاطفال، "العقوبة وطرق التأهيل" بعقوبة الحبس على القاصر ما دون 14 عاما الموجه له تهام القيام باعمال "ارهابية".
ومن جانبه أكّد محمد عليّان والد الشهيد بهاء عليّان على اهميّة حماية حق الحياة للأطفال، وعدم وضعهم في الصفوف الأمامية للنضال، حيث أنّ الشهيد بهاء قد قدّم حياته من أجل حماية ابتسامة الطفل.
وشارك مركز الإرشاد الفلسطيني بورقة قدّمتها رمال صلاح المرشدة النفسيّة في المركز وحملت عنوان " الدوافع النفسية لدى الطفل الفلسطيني للمقاومة " شددت على ان مجتمعنا الفلسطيني هو مجتمع فتي (52.2% تقل أعمارهم عن 18 سنة) ومن هنا يُلاحظ أن الطفل الفلسطيني مستهدف من قبل الاحتلال بهدف كسر شوكتة وكسر قوته على العيش والمقاومة، وبنفس الوقت هو بحاجة ماسة الى الدعم والرعاية حتى يتم تقليل الضرر الناتج عن هذا الاستهداف، وأضافت صلاح بأن رغبة بعض الاطفال بالمشاركة بالمقاومة هي صرخة لطلب العون من الاهل والمدرسة وباقي المؤسسات.
وكانت الورقة الاخيرة أكّدت "دور الأطر المجتمعيّة المختلفة في حماية الأطفال " قدّمتها هيام عليّان مديرة مركزالسرايا في القدس، تطرقت فيها للاهمية تكامل العمل بين المؤسسات الرسميّة والأهليّة واتاحة المجال امام الأطفال في عمليّة التفريغ، وأن تأخذ مؤسسات المجتمع المدني مسؤليّتها في التوعيّة وتمكين الأهالي والأطفال لتعزيز المهارات الحياتيّة وتعزيز الصمود، كما أكّدت الورقة على دور الاعلام والعمل بمهنية وموضوعية.
ووزعت الشبكة في نهاية الورشة بيانا شددت فيه على اهمية حماية الثقافة في مدينة القدس ودعم القطاع الثقافي فيها ، ومدها بكل عناصر الاستمرار في مواجهة رواية الاحتلال ودعت فيها وزارة الثقافة والجهات الرسمية لتوفير مقومات البقاء والاستمرار للمؤسسات الثقافية المقدسية.
وافتتحت مديرة مركز يبوس الثقافي رانية الياس الورشة ورحبت بالحضور مستهلة مداخلتها بتقديم الاعتذار للأطفال الذين تنحني لهم الهامات أمام عجزنا عن الدفاع عن طفولتهم وحياتهم.