الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كتاكيت ضراغمة .. والتساعية التاريخية ! بقلم - صالح حساسنة

نشر بتاريخ: 19/10/2007 ( آخر تحديث: 19/10/2007 الساعة: 11:29 )
بيت لحم - معا - كانوا يلعبون شطرنج ، بكل ما فيه من إتقان وإمتاع وحرفنه ، وكنا نلعب طاولة ، بكل ما فيها من ترقب للحظ برمية زهر ، ولا أدري كيف يتجرأ الكابتن جمال ضراغمة ويقول أن منتخب "الكتاكيت" جاهز لمقارعة الكبار في كأس آسيا للناشئين ، في الوقت الذي ذاق فيه مع "كتاكيته" ويلة التسعات في أول مباريات البطولة ، أمام منتخب بنغلادش الهزيل، ليتصدروا بذلك مذيلة ترتيب المجموعة برصيد صفر من النقاط !

ويبدو أن لاعبي الوطني ،وضعوا أنفسهم تحت تأثير تنويم "معمول عيد الفطر السعيد" المغناطيسي -أعاده الله علينا باليمن والبركات- ،فلم أجد على مدار شوطي اللقاء دفاعاً ولا وسطاً ولا هجوماً ، ولا حتى حارساً يجيد التصدي للكرات الخفيفة ، لتتساقط بذلك أسلحة الجنود أمام "تسونامي" بنغلادش الرهيب ، وليلقى ملك الملوك حتفه ، جرّاء فشله الذريع في تطبيق خطة نابليون ، التي أطاحت بـ "الكتاكيت" بالتسعة!

وأعتقد أن الكابتن جمال وأشباه لاعبيه ، دخلوا أرضية الميدان ، متسلحين بجرعة زائدة من الثقة ، خاصة وأن المنتخب البنغالي يعد من أضعف فرق البطولة ، فلعبوا بطريقة هجومية بحتة في مستهل اللقاء بغية تسجيل هدف مبكر يقودهم للفوز ، ويربك حسابات نظيرهم الشرق آسيوي ، لكن ثقتهم الزائدة بأنفسهم كبدتهم هزيمة تاريخية من البنغاليين ، الذين فاجئوا جميع المتابعين بكرة متطورة جعلتنا نرفع لهم قبعاتنا احتراماً ، ليصدق بيت الشعر الذي يقول : إذا رأيت أنياب الليث بارزة ، فلا تظنن أن الليث يبتسم، فالليث لو بدت أنيابه بارزة ، فإنه حتماً لفريسته ملتهم ... !

ولا أعلم كيف سيواجه المنتخب الفلسطيني للناشئين منتخبات بحجم المنتخب الإماراتي والمنتخب الأوزبكي بعد هذه الهزيمة المهينة ، فإذا تلقت شباكهم تسعة أهداف بالتمام والكمال من بنغلادش ، فكم سيتجرعون أهدافاً من الإمارات وأوزباكستان ؟

أكاد أجزم أننا بحاجة إلى وقفة مع الذات ، نعيد فيها صياغة أنفسنا ، ونطور فيها تراجع كرتنا ، ولنتفق بداية على توقيف المشاركات الخارجية التي لا تزيد من الطين إلا بلة ، والتي لا تزيد من تراجعنا في سلم "الفيفا" إلا كثيراً ، فبحقكم .. أيرضيكم خسارة منتخبنا الأول من سنغافورة برباعية ، وبعدها بأسبوع فقط نطالع شاشات التلفزة ، وقلوبنا تعتصر ألماً لخسارة الفدائي ، لنرى خسارة ثانية أشد مضاضة من الخسارة الأولى تمثلت بـ تساعية"الكتاكيت " ؟! ، ويا ليت الأمر يقف عند الخسارة فحسب ،بل امتدّ إلى محاولة أحد المساهمين بالجريمة تبرير الهزيمة بعد كل نتيجة سلبية لمنتخباتنا ، فيطل برأسه للصحفيين ليقول : التجربة مفيدة !!

أي تجربة مفيدة تلك التي يتحدثون عنها في خضم هذه النكبات المستمرة ، فأنا أتذكر شيئاً واحداً أن كليبرسون البرازيلي - لاعب مانشستر يونايتد سابقاً - أطل برأسه للصحفيين ذات مرة ليقول بعد إخفاقاته المستمرة مع "الريد ديفلز" : تجربة اللعب في انجلترا والشياطين الحمر مفيدة ، ومن وقتها انتقل إلى فانرباهشه التركي !

جميعنا يتفطن الآن المثل العربي الذي يقول : "اطلعنا من المولد بلا حمص" .. وعلينا أخذ العبر !