الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحمد الله يفتتح مشروع خط المياه الرئيسي "دير شعّار" بالخليل

نشر بتاريخ: 17/12/2015 ( آخر تحديث: 17/12/2015 الساعة: 18:11 )
الحمد الله يفتتح مشروع خط المياه الرئيسي "دير شعّار" بالخليل
الخليل- معا- افتتح رئيس الوزراء د. رامي الحمدلله، مشروع خط المياه الرئيسي- دير شعّار في بلدة حلحول، اليوم الخميس. 

وقال الحمد الله: "بكثير من الاعتزاز، أشارك اليوم افتتاح مشروع خط المياه الرئيسي- دير شعّار، الذي يعد مشروعا استراتيجيا ووطنيا بإمتياز، إذ يستفيد منه أبناء شعبنا في محافظة الخليل ككل، ويساهم في توفير كميات إضافية من المياه وتقليل الفاقد وتحسين التوزيع، فهو "شريان الحياة" لهذه المحافظة الصامدة التي يتزايد فيها الطلب على المياه بشكل متسارع. أهنئكم بهذا المشروع الحيوي، وأنقل لكم تحيات الرئيس الأخ محمود عباس ومباركته لجهود إنجاز هذا الخط وتشغيله، فهو يشكل، بالنسبة إلينا، إحدى ركائز البنية التحتية لدولة فلسطين."

وحضر الافتتاح كل من محافظ الخليل كامل حميد، ورئيس سلطة المياه مازن غنيم، ومدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ديف هاردن، وعدد من الوزراء والشخصيات الرسمية والاعتبارية وفعاليات محافظة الخليل.

وقال الحمدالله: "يأتي مشروع "دير شعّار"، الذي تقدر تكلفته الإجمالية 17 مليون دولار، في صلب المرحلة الثانية من برنامج البنى التحتية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منذ عام 2011 وحتى الآن بقيمة 230 مليون دولار، منها 100 مليون لإعادة تأهيل الطرق، و130 مليون لمشاريع البنى التحتية للمياه في المحافظات الشمالية والجنوبية، والتي تخدم عشرين تجمعا سكانيا."

وطالب الولايات المتحدة لا سيما الكونغرس، بالإفراج عن المساعدات المخصصة لدعم الشعب الفلسطيني، بناء على التعهدات الأمريكية في دعم بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية ودعم حل الدولتين، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس متمسكة بحقها في التوجه إلى كافة المحافل الدولية لإعمال حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقهم في تقرير المصير.

وتابع: "لقد كان لمحافظة الخليل نصيب كبير في برنامج البنى التحتية، حيث بلغت قيمة المشاريع المنفذة فيها، خمسين مليون دولار، من ضمنها مشروع مياه دورا، الذي يزود خمس عشرة قرية لأول مرة بالمياه. وما يميز مشروع "دير شعّار" الذي نحتفل اليوم بإطلاقه، هو ربطه بنظام مراقبة عن بعد، يستخدم لأول مرة في فلسطين، لتحديد مكان الفاقد بدقة وسرعة."

وشدد على أنه في ظل استمرار احتلال إسرائيل وسيطرتها على حوالي 90% من أحواضنا الجوفية ومصادرنا المائية، وعرقلتها لتنفيذ مشاريع تطوير وإعادة تأهيل البنية التحتية للمياه، خاصة في المناطق المسماة (ج)، التي تشكل حوالي 64% من مساحة الضفة الغربية، فإن الحكومة تسعى، وبالشراكة مع الدول الصديقة والجهات المانحة، وفي مقدمتها، الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى حل مشكلة شح المياه وتـأمين مصادرها وتطويرها، والتخفيف من حدة الأزمة المائية وتوفير المياه للاستخدام الشخصي وللقطاعات التنموية، مشيرا إلى أن إسرائيل ومستوطناتها تستنزف مصادرنا المائية، وأن حصة المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة تقل عن الحد الأدنى لاستهلاك الفرد حسب القانون الدولي، فيما يستهلك المستوطنون أربعة أو خمسة أضعاف هذا المعدل.

وأكد أن هذا العام شهد عملا حثيثا ومتسارعا للنهوض بقطاع المياه والصرف الصحي، وتوسيع البنية التحتية له والوصول إلى المزيد من التجمعات السكانية غير المخدومة، لافتا إلى أن الحكومة أنجزت العديد من مشاريع الصرف الصحي، وخطوط النقل ونقاط التعبئة، وأنظمة تصريف مياه الأمطار، وبناء شبكات وخزانات المياه، وتأهيل الآبار، وأنجزت مشروع صرف صحي أريحا وشبكة مياه طمون، ونفذت شبكات النقل والتوزيع في طوباس وطمون وتياسير وغيرها من التدخلات التي تركزت في المناطق (ج) ضمن برامج الاستجابة الطارئة.

واستطرد: "سنواصل العمل، وفق الخطة الإستراتيجية لقطاع المياه للأعوام 2016-2018، على تطوير وحماية مصادر المياه بالاستناد إلى الإدارة الرشيدة والمتكاملة، وتحقيق العدالة في توزيع خدمات المياه والصرف الصحي، وتلبية الحاجات المائية لأبناء شعبنا بالتركيز على تحلية المياه ومعالجة المياه العادمة والحصاد المائي. وستتركز التدخلات الحكومية في العام القادم، على مشروعي ريف دورا ويطا، لبناء خطوط رئيسية وشبكات داخلية، وضمان الوصول بخدماتنا إلى المزيد من المناطق المهمشة والمهددة من الجدار والإستيطان. كما ونسعى لحشد الدعم الدولي للتصدي للكارثة الإنسانية التي يواجهها أهلنا في قطاع غزة، الذين يعانون، بالإضافة إلى شح المياه ومحدوديتها، من ازدياد نسب ملوحتها وتلوثها، حيث أن 97% من مياه الشرب في غزة، مالحة وغير صالحة للاستخدام الآدمي."

واعلن عن تبني الحكومة لعائلة الشهيد جهاد غطاشة، الذي استشهد نتيجة غرقه بالمياه بعد انفجار خط مياه في بيت أمر.

وفي نهاية كلمته قال الحمد الله: "أشكر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على الدعم السخي الذي قدموه لإنشاء مشروع (خط مياه رئيسي دير شعّار)، الذي يعتبر من أكبر مشاريع المياه في فلسطين، وأحيي جهودهم المتواصلة في بناء وتطوير البنية التحتية لدولة فلسطين، والمساهمة في تحسين ظروف حياة شعبها وتقديم أفضل الخدمات لهم."

من جهته قال مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ديف هاردن: "سيمكن خط مياه دير شعّار ما يقارب على 200,000 فلسطيني من الحصول على إمدادات موثوق بها من المياه الصالحة للشرب، ويعتبر المشروع واحداً من أكبر استثمارات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في قطاع المياه بالضفة الغربية خلال العشر سنوات الماضية."

وأضاف هاردن: "هذا انجاز هام للغاية من شأنه أن يؤثر ايجابيا على حياة الآلاف من العائلات الفلسطينية التي ستتمكن من الحصول على مياه نقية في منازلها، وسيوفر خط المياه الجديد القدرة لدائرة مياه الضفة الغربية على تتبع وإدارة الموارد المائية بما يسمح لها أن تكون أكثر مرونة وفعالية لخدمة المواطن."

وزار رئيس الوزراء مقر بلدية حلحول، والتقى فيها محافظ الخليل كامل حميد، ورئيس بلدية حلحول وجدي ملحم، ومدراء المؤسسة الامنية وفعاليات المحافظة وبلدة حلحول، للاطلاع على واقع المحافظة، مؤكدا التزام الحكومة بتنفيذ كافة التعهدات التي أعلنتها خلال جلسات مجلس الوزراء التي عقدت في الخليل، وفق الإمكانيات المتاحة، لتعزيز صمود الخليل وسكانها في ظل الهجمة الإسرائيلية والحصار الذي تعاني منه المحافظة.

وشدد الحمد الله على أن القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس والحكومة، تضع قضية استرداد جثامين شهداء محافظة الخليل وكافة محافظات الوطن على رأس أولوياتها، وتتابعها بشكل يومي عبر كافة المستويات للإفراج عنهم بدون شروط.