الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر "دور الشباب في تعزيز المصالحة الوطنية" يوصي بانهاء الانقسام

نشر بتاريخ: 21/12/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )

رام الله - معا - بمبادرة عددٍ من مؤسسات المجتمع المدني، التأم أمس الأول في مدينتي رام الله وغزة معاً مؤتمر رفع "صوت الشباب"لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة تحت شعار "الشباب يريدون... وطن واحد، شعب واحد، علم واحد".


وأشارت اللجنة التحضيرية للمؤتمر في بيانها الختامي، إلى أن عقد هذا المؤتمر الواسع الحضور والتمثيل الشبابي من كافة الاطر والقطاعات الشبابية في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني وبمباركتهم في اماكن التواجد في مخيمات اللجوء وبلدان الشتات، يأتي في إطار تأكيد مشاركة الشباب في الحياة العامة، السياسية والمجتمعية، وتجسيد دورهم الريادي والتاريخي في المشاركة الفاعلة بالنضال الوطني التحرري ضد الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك تجسيد دورهم الوطني في الحفاظ على وحدة الشعب العربي الفلسطيني، وتأكيد الدور النضالي والإنساني.


وناقش المشاركون والمشاركات في جلسات عامة ومتخصصة، مخاطر استمرار الانقسام على المجتمع الفلسطيني ونضاله الوطني، مؤكدين في الوقت ذاته وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وضرورة إيجاد إطار منظم للحوار على المستوى الوطني، وفق اتفاق القاهرة، لمواجهة هذه التحديات، ولتوحيد الجهد الوطني لمواصلة معركة التحرر الوطني والانعتاق من الاحتلال.

وتوقف المؤتمر عند أثر الانقسام على المجتمع والمشروع الوطني الفلسطيني، وعلى الشباب تحديداً، وكذلك أبرز التحديات والمعيقات التي تحد من جهودهم في إنهاء الانقسام، مشددين على قدرتهم- أينما تواجدوا - على إحداث الضغط والتأثير على الفرقاء للمضيِّ الجديِّ في تنفيذ اتفاق المصالحة دون إبطاء، وتفعيل لجان إنهاء الانقسام، بما فيها لجنة المصالحة المجتمعية، وإشراك الشباب بشكل جدي وحقيقي في سائر هذه اللجان.


وعلى ضوء المداخلات والنقاشات، خلص المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات من أبرزها:

• تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية عبر التنفيذ الكامل والفوري لاتفاق القاهرة، وفق بيان الشاطئ بكافة بنوده، وتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني.
• أولوية استعادة الوحدة الوطنية كأساس لمواصلة معركة إنهاء الاحتلال، وصولا الى التحرر الوطني الناجز.

• السعي للوصول إلى عقدٍ اجتماعيٍ يستند إلى فكرة المواطَنة، وإقرار حقوق الشباب في المشاركة السياسية، استناداً إلى وثيقة الاستقلال.

• وقف كافة المظاهر والممارسات التي أضرت بالنسيج الاجتماعي، من استدعاءات واعتقالات سياسية وتعذيب وإغلاق مقار جمعيات ونقابات، وضرورة الكف عن هذه الممارسات، وإزالة آثارها وتداعياتها.

• مبادرة الحراك الشبابي، بأُطره ومنظماته الشعبية والأهلية، إلى تنظيم حراك شعبي سلمي ضاغط وداعم، تحت عنوان " الشباب قادرون على استعادة الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وضمان الحريات".

• استثمار الدور الضاغط للأسرى، وتشكيل جسم وطني للمحرَّرين للمساهمة في الضغط المجتمعي على كافة الأطراف من أجل إنهاء الانقسام، ومطالبة طرفي الانقسام بتطبيق وثيقة الأسرى لإنهاء الانقسام.

• يطالب المؤتمر الاتحادات والحركات والأطر والمؤسسات الشبابية بوضع خطط لتعبئة الجيل الشاب وتثقيفه بطرق حل النزاعات الداخلية بشكل سلمي، لتطوير العمل السلمي في مواجهة حالة الانقسام.

• تعديل القوانين والتشريعات الفلسطينية السارية بما يضمن تلبيتها لاحتياجات الشباب الفلسطيني وصولا الى مشاركة فعلية للشباب الفلسطيني في هيئات صنع وتنفيذ ورقابة القرار الفلسطيني في كافة مناحي الحياة العامة.

• توحيد المؤسسات السيادية المدنية والأمنية على اساس المصلحة الوطنية العليا.

• تأكيد ضرورة احترام مباديء التعددية السياسية وفق القانون الاساسي، بما يكفل مشاركة الجميع، وعلى راسهم الشباب، في عملية البناء والتنمية، بما يليق بنضالات الشعب الفلسطيني وتضحياته.

• وقف التراشق الإعلامي، وتبني خطابٍ إعلاميٍّ مسؤول يدعو إلى الوحدة الوطنية، والتأكيد على دور الإعلام المحلي في تعزيز قِيَم التسامح وحرية الرأي والتعبير،وتشكيل رأيٍ عامٍّ ضاغطٍ لإنهاء الانقسام، والاستثمار الكامل للوسائل التفاعلية في التغيير والتعبير عن القضايا الوطنية والمجتمعية، ونبذ التشرذم والتمييز والفئوية.

• دعوة الاطر الشبابية والمجتمع المدني الى ضرورة تنظيم حملة ضغط وتاثير فورية ضد كل مظاهر تغذية الانقسام وتكريسه، داعيا الى نشر مفاهيم التسامح والمحبة والتعددية وقبولِ الآخر، وتسليط الضوء على الخلاف الجوهري مع الاحتلال.


في حين قرر المؤتمر، الدعوة إلى تشكيل منتدى حوار وطني، يضم جميع مكونات الشعب الفلسطيني، وفي صلبها الحركة الشبابية بمختلف تنوعاتها ومشاربها الفكرية والسياسية، وتشكيل لجنةً تنبثق عن المؤتمر لمتابعة تنفيذ توصياته.


وسبق صدور توصيات المؤتمر، والاعلان عنها بالتزامن في رام الله وغزة، مداخلات جمعت الشباب مع عدد من المسؤولين الفلسطينيين، وهم واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، ود.نجاة أبو بكر النائب في المجلس التشريعي، وخليل عساف من الشخصيات المستقلة، أسمع خلالها المتحدثون من الشباب مطالبهم بصراحة وجرأة وطالبوا بدور جدي وحقيقي في المشاركة السياسية وصنع القرار، بما في ذلك إدماجهم في لجان المصالحة وإعطائهم دورا رقابيا وصولا إلى إنهاء الانقسام محذرين من تداعياته.


فيما أكد كل من أبو واصل، وأبو بكر، وعساف دعمهم المطلق إلى جانب الشباب وتعزيز دورهم ومشاركتهم في صنع القرار، وشددوا على أن الانتخابات باتت ضرورة ملحة لإنهاء الوضع الشاذ الناجم عن استمرار الانقسام.


وكان شادي زيدات منسق شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا ومجتمعيا، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ألقى كلمة قبيل التئام جلسات العمل العامة والمتخصصة، أكد فيها على ضرورة تغليب الوطني على السياسي، والفئوي، والحزبي، والفصائلي، والعشائري، والعائلي، والجغرافي وغيرها من المسميات واليافطات والرايات والتي شكلت في حينها عوامل أساسية للانقسام والتشرذم والتشتت والتفتت.

وقال:" نحن مطالبين بنبذ التعصب والمتعصبين أيا كانوا وممارسة ثقافة التسامح كركيزة من ركائز الوحدة الوطنية، وتغليب لغة الحوار ثقافة وأسلوب حياة، واحترام الرأي والرأي الآخر، والإيمان بالتعددية السياسية فكراً وتطبيقاً، والاعتماد على التخطيط منهجاً وأسلوباً والابتعاد عن العشوائية والعبثية والاعتباطية، ووضع القضايا الرئيسية على رأس اولوياتنا والقضايا الهامشية والفئوية الضيقة تحت أقدامنا ونعالنا، وتقبل النقد من الآخرين وممارسة النقد الذاتي، والاعتراف بإخطائنا وعدم تعليقها على شماعات الآخرين خصوصا وأن الاعتراف بالخطأ يشكل فضيلة الفضائل وبوصلة حقيقية تجاه تحقيق الأهداف، والإيمان بالعمل فكراً وشكلاً ومضموناً، بمعنى ضرورة الابتعاد عن الملاحم الشعرية العنترية والخطب المنبرية التي أثبت التاريخ وكل تجاربنا الواقعية الملموسة عقمها وعدم جدواها في مواجهة تحدياتنا . والبدء منذ اليوم بتعزيز جهود المصالحة الوطنية بكافة المجالات ونبذ الانقسام والمنقسمين من بيننا، والبدء بمساءلة ومحاسبة كافة الاطراف بضرورة الاسراع بتطبيق الاتفاقات الموقعة، وعدم التواني عن ذلك بعد اليوم، وعلى كل طرف أن يتحمل مسؤوليته في ذلك سواء كان ذلك فيما يتعلق بطرفي الانقسام، او بباقي الاطراف التي لا يقل ذنبها عن غيرها، وذلك بممارسة سكوتها وصمتها وضعفها وقلة حيلتها عن دفع طرفي الانقسام واجبارهم على الاسراع في تحقيق وتطبيق المصالحة الوطنية قولا وفعلا.


وفي رسالته الموجهة إلى صانع القرار الفلسطيني، دعا إلى عدم التعامل مع الشباب كرقم انتخابي بل كشريك فاعل في الحياة السياسية. وقال:" نعتقد أن المشاركة الفعلية والمساهمة الجدية للشباب في الحياة السياسية لا تتحقق بصفة فعلية إلا من خلال احترام الشباب كفئة لها خصوصية ولها رؤيتها للمستقبل بما تحمله من انفتاح وحماس وكطاقة إبداعية قادرة على الخلق والاستنباط والتطوير وكفئة اجتماعية تواكب التطور الإنساني والاجتماعي، ولكن أيضاً من خلال احترام الشباب كرقم انتخابي أي كوزن عددي وكثقل بشري يمثل أغلبية نسبية لأنه إذا فرضنا جدلاً ضرورة التعامل مع الشباب كعنصر فاعل لا كرقم انتخابي فإننا بذلك ننفي على الشباب أي وزن سياسي ونجرده من خصوصيته ونتعامل معه كأقلية فكرية أو كشريحة أيديولوجية محدودة عددياً ومنغلقة على نفسها، والحال أن الشباب هو مجتمع بذاته يختلف فيما بينه فكراً وانتماءً واعتقاداً لكن يجمع بينه أنه ثقل بشري يعد أكثر من نصف سكان فلسطين