فرص وإمكانيات انتقام حزب الله
نشر بتاريخ: 22/12/2015 ( آخر تحديث: 25/12/2015 الساعة: 08:29 )
بيت لحم- معا- أين ومتى يقرر حزب الله الانتقام من عملية اغتيال سمير القنطار ورفيقه عيسى شعلان؟ إسرائيل وجيشها يحافظان على موقف غامض فيما يتعلق بعملية الاغتيال الدراماتيكية التي وقعت في الليلة الواقعة بين "السبت والاحد" قرب العاصمة السورية دمشق، ونسبتها التقارير الاعلامية لسلاح الجو الاسرائيلي، لكن ووفقا لقواعد اللعبة الجديدة التي ارسيت خلال العاميين الماضيين فإن انتقام حزب الله مسألة وقت ليس الا.
وكما يبدو فأن هذا الانتقام سيكون برياً ولهذا السبب رفع الجيش الاسرائيلي من مستوى التأهب، لكن اساس التأهب والاستعداد يقع في قلب المجال الاستخباري حسب تعبير موقع "يديعوت احرونوت" الذي نشر هذا التصور لسيناريوهات الانتقام المتاحة امام حزب الله.لقد رد حزب الله وجبى من اسرائيل ثمنا عن كل عملية اغتيال أو هجوم نسبت الى اسرائيل، بما في ذلك الهجوم على مواقع الاتصالات التابعة له ورد عليها بعملية محسوبة جيداً ومحدودة، وكانت اهم عمليات الانتقام قبل عام تقريباً حين نصب مقاتلو الحزب كميناً لقوة اسرائيلية وأمطروها بالصواريخ المضادة للدروع قرب قرية الغجر على منحدرات مزارع شبعا، ما ادى الى مقتل جنديين تابعيين للواء غفعاتي.وكانت العملية ردا على اغتيال "جهاد مغنية" إبن القيادي في حزب الله "عماد مغنية" الذي سبق لإسرائيل أن اغتالته في دمشق ولو سقط عدد أكبر من القتلى بين الجنود لكان من الممكن أن تؤدي العملية إلى تدهور الاوضاع بشكل خطير وصولا إلى حرب لا يرغب فيها الطرفان. ورغم أن عاماً واحدا فقط قد مر على هذه العملية يمكن القول إن الواقع على الحدود الشمالية تغيير حيث ادخل الجيش الاسرائيلي تغيرات كثيرة على طريقة انتشاره واستعداه."لم يعد حزب الله ينظر الى نفسه كمنظمة، بل جيشا منضبطا، والجيش الاسرائيلي يعلم أن حزب الله ورغم تكبده أكثر من 1300 قتيل و3000 جريح في الحرب السورية قد اكتسب ثقة عالية بالنفس وقدرات كبيرة على ادارة المعركة لم يكن يمتلكها سابقا"، قال ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي مسؤولا عن احد القطاعات على الجبهة الشمالية.لقد توترت حالة "الروتين العصبي" السائدة على الحدود الشمالية الى اقصى الدرجات بعد اغتيال القنطار وهذه هي نقاط الاحتكاك التي قد تشتعل في كل لحظة اذا ما قرر حزب الله الرد على عملية الاغتيال التي ينسبها لإسرائيل. خطة تحصين البلدات القريبة من الحدود الشمالية
الخوف من اطلاق الصواريخ المضادة للدروع من داخل الاراضي اللبنانية كان حاضرا لدى قيادة المنطقة الشمالية حتى قبل قتل الجنديين من لواء غفعاتي في يناير الماضي، لكن هذه المخاوف اعيد صياغتها بشكل اوضح بعد العملية، ما ادى الى تسريع خطة نشر الواح من الباطون المسلح بارتفاع يصل الى 8 امتار أو اكوام من التراب بارتفاع كبير حول وفي البلدات القريبة من الحدود مثل "مناره، وملكيا، ومعين باروخ"، ويرجى من هذه الخطة ايضا أن تعرقل عمليات تسلل "المخربين" مستقبلا، لكنها وكما هو حال كافة الخطط الدفاعية لا تعطي ضمانا كاملا وشاملا وستبقى قاطع الطرق والبيارات والحقول القريبة من الحدود مكشوفة امام خطر الصواريخ المضادة للدروع المتطورة أو حتى نيران الرشاشات. هناك خطة خاصة تبلوت في "فرقة الجليل" وتخضع حاليا لدراسة قيادة المنطقة الشمالية من شأنها أن تحدث "ثورة" في قرية الغجر الشيعية وتنشر تفاصيلها ضمن هذا التقرير لأول مرة حيث سيقيم الجيش الاسرائيلي جدارا امنيا جديدا على المدخل الشمالي لهذه البلدة الذي يشكل القسم اللبناني من البلدة وسيلغي بشكل كامل تقريبا امر العسكري الذي اعتبر القرية منطقة عسكرية مغلقة، الذي يحصر الحركة من والى القرية في سكانها فقط دون غيرهم تحسين المظهر المدني والعسكري للحاجز المقام على مدخل البلدة، وإضافة وسائل رقابة بما يحسن الوضع الاقتصادي للبلدة ويعزز السياحة فيها.
سكان من اللاجئين الجدد
نظرة فاحصة من على التلال المرتفعة باتجاه العمق المعادي حيث تقع في احد جوانبه قرية الخيام ومرج عيون وعلى الجانب الاخر "المطلة، ويوفال، وبيت هلل" تكشف بوضوح الاثار الديموغرافية للحرب الاهلية السورية وتأثيرها على الواقع، فعلى مسافة كيلومترات معدود فقط من خط الحدود، يقيم 12 الف لاجئ سوري غالبيتهم من العلويين من منطقة دمشق ومحيطها، وجزء اخر منهم وصل من منطقة درعا القريبة من الحدود الاردنية، واستقر الميسورين منهم في منازل فاخرة في منطقة شبعا وكفار شوبا والغالبية الفقيرة تعمل في تطوير الحقول الزراعية قرب الحدود مع اسرائيل. ونغزى ذلك أن مخيمات اللاجئين التي لا تشكل حاليا خطرا امنيا او هدفا للتجنيد من قبل حزب الله يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وتدخل في كل تعديل يطرأ على خطط العمل العسكرية التي يعدها الجيش الاسرائيلي والخاصة. حزب الله كجيش متطور واثق من نفسه
جبهة لبنان الوحيدة التي يطلب من الجنود قبل خروجهم لتنفيذ عمليات أن يتركوا هواتفهم الخلوية في القاعدة خشية أن يتم رصدهم من قبل وحدات التعقب المتطورة التي يمتلكها حزب الله المعروف بشغفه الدائم في جمع المعلومات الاستخبارية عن الجيش الاسرائيلي.لاءمت الوية المشاة الاسرائيلية سواء التي تخدم في القوات النظامية او قوات الاحتياط خلال السنوات الماضية تدريباتها لمواجهة حزب الله مختلف تماما عن الحزب الذي واجهوه عام 2006 ويستعدون لمواجهة كتائب وسرايا تعرف تماما كيف تدير معركة مركبة ومعقدة على اساس عقيدة قتال نظامية وتجربة عميقة اكتسبها خلال القتال في سوريا مع قدرات على تشغيل وسائل جمع المعلومات مثل الطائرات دون طيار وإدارة نيران المدفعية اضافة لسريا كمائن مسلحة بالرشاشات وتمتلك قدرة المنورة الالتفاف وتكتيكات القيادة والسيطرة. هار دوف- ساحة النزال
شهدت السلسلة الجبلية الاسطورية المتجهة من جبل الشيخ نزولا نحو اصبع الجليل مئات المواجهات والاشتباكات وعمليات تبادل اطلاق النار بين حزب الله والجيش الاسرائيلي وتحولت الى مكان مفضل بالنسبة للحزب الساعي لضرب الجنود الاسرائيليين وقتلهم. صحيح أن بعد السلسلة عن أي تجمع للسكان تسمح للجيش الاسرائيلي بالقيام بعمليات دون المساس بالمدنيين في منطقة مزارع شبعا "هار دوف" لكن ومع مرور السنين استغل حزب الله الامر خاصة بعد أن لاحظ غياب العوائق حيث لا يوجد جدار امني في معظم المنطقة.وبدأت قيادة المنطقة الشمالية خلال السنوات الاخيرة في تحسين العائق في نقاط محددة وفي جزء من محاور الجدار الامني في قطاع "هار دوف" وبفرض سيطرة قوية على المناطق "الميتة" التي يستغلها حزب الله لتنفيذ العمليات والقيام بعمليات الاختطاف.