القدس - معا - قالت النائبة عايدة توما-سليمان أن الحكومة الاسرائيلية بقيادة نتنياهو، تحاول من خلال الخطاب التحريضي المتصاعد التغطية على فشلها الذريع في كافة المجالات، حيث تشن خطابا عنصريا أهوجا، بدءا من تدفق العرب الى صناديق الاقتراع مرورا بالتحريض ضد من يعترض على الإجماع القومي المساند للاحتلال، ووصولا الى السكوت على التحريض ضد رئيس الدولة.
جاءت أقوال النائبة توما سليمان خلال عرضها اقتراح حجب الثقة عن الحكومة، الاثنين 21.12.2015، نيابة عن القائمة المشتركة، وقالت: "فشلت الحكومة في معالجة قضايا الفقر، حيث أن مليوني مواطن يعيشون تحت خط الفقر في الوقت الذي تدعي فيه وجود شح في الميزانيات من جهة، ومن جهة اخرى توزع المليارات على حيتان رؤوس الأموال عن طريق مشروع الغاز. الحكومة فشلت لأنها لا تملك أي خطاب آخر غير الخطاب التحريضي للتغطية على الفشل في العملية السياسية وانعدام أفق للحل السياسي والمفاوضات".
واستعرضت توما-سليمان خلال خطابها، المظاهر العنصرية والتحريضية التي سكتت حيالها الحكومة، بل وشجعتها، "رئيس الحكومة هاجم حركة "نكسر الصمت" التي تنشط في اسرائيل وخارجها لفضح ممارسات جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وجمعية "ام ترتسو" شنت حربا على كل من يحاول التفوه خارج الإجماع الاسرائيلي وكل من يتجرأ على كشف الممارسات الاحتلالية ضد ابناء الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، التي يمارسها جنود الاحتلال تنفيذا لسياسة حكومة متطرفة تحتل شعبا اخرا ولا ترى في ذلك أي غضاضة".
وأشارت توما-سليمان الى أن التحريض الرسمي لم يقف عند ابداء الرأي، بل وصل الأمر إلى استعمال كافة مواقع التواصل الاجتماعي وانتاج أفلام تحريض مدفوعة الثمن وبثها في المواقع الاخبارية المختلفة، وذلك عن طريق نشر صور لبعض الاشخاص المرتبطين بفضح جرائم الاحتلال. مؤكدة أن كل هذه الأعمال والتحريض الأرعن سيدفع في نهاية المطاف ببعض المتطرفين لأخذ القانون لأيديهم.
وتطرقت توما-سليمان في خطابها إلى تزايد حوادث العنصرية بحق المواطنين العرب في أماكن العمل، مشيرة أن التزايد لم يأت من فراغ، خصوصا وأن نتائج البحث الذي أجرته دائرة المساواة في فرص العمل في وزارة الاقتصاد، كشفت أن هناك تزايدا ملحوظا في الحوادث العنصرية، على خلفية الوضع الامني في الآونة الاخيرة، وأن هوية العامل العربية أصبحت تشكل عائقا أمام قبولهم في أماكن العمل من قبل المشغلين. وأردفت؛ "العنصرية تفشت في كافة أنحاء البلاد، في العفولة يطالبون إلغاء مناقصة قسائم بناء للفائزين بها من العرب، ناهيك عن عدم بيع البيوت للعرب في معالوت ترشيحا وعدم تأجير السيارات لـ "أبناء العم" في شركة إلبار، وعدم تشغيل عرب في شبكة "كافيه كافيه" ورفض قبول صبية للعمل بسبب الحجاب على رأسها".
وهاجمت توما-سليمان الاعتداء الذي شنته اسرائيل على سوريا، مشيرة أنه شهادة أخرى لمدى تورط إسرائيل في حمام الدم في سوريا. وقالت أن حكومة إسرائيل المسؤولة الوحيدة عن نتائج هذا الاعتداء الذي يندرج في اطار التعاون بين جيش الاحتلال وبين العصابات الإرهابية التي تحاول تدمير سوريا.
واتهمت توما-سليمان الحكومة الإسرائيلية والأذرع الأمنية بالتغطية على المستوطنين المجرمين الضالعين في حرق عائلة دوابشة، خصوصا في ظل عدم تقديم لوائح اتهام، رغم مرور نصف عام على وقوع الجريمة، مؤكدة أن الرسالة واضحة، وهي أن دم الفلسطينيين مباح وهناك من سيغطي على الجريمة.
من جهته انتقد، النائب عبد الحكيم حاج يحيى، تصريحات نتنياهو العنصرية ضد المواطنين العرب وتحريضه على قيادات الجماهير العربية وقال: "خطاب نتنياهو عمّق العنصرية، واعتذاره للمواطنين العرب عقب تصريحاته المخزية خلال الانتخابات لا يكفي. واجب رئيس الحكومة أن لا يسمح بوصف المواطنين العرب أعداءً، وأن لا يبث الخوف من العرب، ولكن للأسف نتنياهو هو من يقود هذه الحملة، التي تتجلى في خطاباته التحريضية المسمومة ضد القيادات وصمته القاتل حيال مظاهر العنصرية بحق المواطنين العرب في الإعلام والشارع، ودعمه لحملات مقاطعة المجتمع العربي اقتصاديا وعدم زيارة البلدات العربية".
وأضاف حاج يحيى أن نهج نتنياهو العنصري يتجلى أيضا في التمييز بتطبيق القوانين، قائلا: "عندما يكون راشق الحجارة يهودي يعتبر مشاغبا، وعندما تكون هوية الراشق عربية، يُتهم بمخالفات أمنية، وعبارة "الموت للعرب" يمرون عليها متسامحين، ولكن سطر مواطن عربي جملة في الفيس بوك، تؤدي به لاعتقال إداري تعسفي، فضلاً عن محاكمة قاتلي الشهيد محمد أبو خضير، والتي تحولت لمسرحية، والتمييز في تخصيص الميزانيات للمواطنين العرب في المجالات المختلفة وخاصة التعليم".