للخروج من المأزق الكروي الفلسطيني تشكيل اتحاد جديد بالتعيين مدته سنتان الاستغناء عن المحترفين والابتعاد عن مدربي المجان
نشر بتاريخ: 20/10/2007 ( آخر تحديث: 20/10/2007 الساعة: 15:36 )
بيت لحم - معا - - كتب بسام ابو عرة - بعد الهزائم غير المتوقعة لمختلف الفئات العمرية لمنتخباتنا الوطنية لكرة القدم في البطولات والمسابقات الدولية والعربية والآسيوية الهامة، وبعد الاشكاليات التي عصفت بالاتحاد في جميع محافظات الوطن من تخبط اداري وفني وجلب المدرب نيلسون دقماق بشكل ارتجالي وعدم انطلاق الدوري العام او استئنافه وعدم البت في الكثير من الاعتراضات لبعض الاندية من مختلف الدرجات وعدم انتقاء لاعبي المنتخبات وفق الاسس السليمة ولوجود بعض المناطقية والشللية لبعض اعضاء الاتحاد ولعدم وجود شخصية او رأى او سلطة للبعض الآخر، ادى ذلك الى تداخل الصلاحيات وترهل الاتحاد الذي وجد نفسه عاجزا عن حل أي معضلة تواجهه، فبدأ العمل دون تخطيط او ادارة، بل مجرد اداء واجب بسلبياته وايجابياته، حتى وقع المحظور وهو المشاركة في تصفيات كأس العالم المؤهلة لـ 2010 في جنوب افريقيا، لتكون المفاجأة الكبرى وهي الهزائم القاسية لمنتخباتنا بدء من سنغافورة ومرورا ببنغلادش والحبل على الجرار.
أصل المشكلة
وكانت بدأت مشكلة الاتحاد منذ فترة زمنية طويلة من خلال عدم توافق اعضاء الاتحاد فيما بينهم او بين مناطقهم ومحافظاتهم حيث كان يعمل البعض منهم لاهداف شخصية او مناطقية او حتى ناداوية على حساب الصالح العام للوطن، فزاد الخلاف والتشرذم والعمل دون تخطيط او ادارة، فاصبح كل عضو يصرح ما بدى له دون الرجوع للمجموع العام للاتحاد، فبدأت الاشكاليات اولا بين اعضاء الاتحاد قبل ان تكون بين الاتحاد والاندية. التفرد باتخاذ القرارات وكان من اهم سلبيات الاتحاد اتخاذ القرارات الهامة بشكل فردي ودون الرجوع لعموم اعضاء الاتحاد او لمجموعة فقط منهم لتزداد الفرقة بينهم وهذا ما حدث في اختيار المدير الفني الجديد لمنتخبنا الوطني وبالذات الاخير نيلسون دقماق والذي تم تعيينه دون عقد وهو مدرب غير مؤهل لذلك.
معسكرات تدربيية غير كافية
والملفت للنظر ان المعسكر التدريبي الذي دخله منتخبنا في المعادي كان قصيرا جدا بحيث لم يستطع اللاعبون التعرف على بعضهم البعض فكيف سيكون التفاهم في الميدان، واين هي المباريات الودية للمنتخب مع المنتخبات العربية، فلم تجر أي مباراة دولية استعدادية، مع العلم ان منتخب سنغافورة عسكر في قطر ولعب عدة مباريات ودية مع منتخبات عربية خليجية استعدادا لمبارياتنا والملفت ان ملعبنا البيتي هو الدوحة بقطر ولم يلعب منتخبنا أي مباراة ودية في ملعبه البيتي ولا حتى تدريبات حقيقية فكيف سيقدم لاعبو المنتخب نتيجة او حتى عرضا مشرفا بل سيقدم عرضا هزيلا لا يليق بفريق نادي وليس بمستوى منتخب.
ما الحل
وبعد استعراض الاشكاليات وبعض من اسبابها والهزائم المتتالية للوطني، كان لا بد من طرح رؤيا للخروج من هذا المأزق الخطير وللخروج من ذلك كله يجب على المسؤولين الرسميين والاهليين في فلسطين وضع النقاط على الحروف من خلال عدة نقاط اوجزها بما يلي:
تعيين اتحاد جديد في ظل عدم ايجاد حل لجميع الاشكاليات الحاصلة للوضع الرياضي وبالذات الكروي على المسؤولين القيام بخطوات سريعة وجريئة لترتيب البيت الكروي من خلال تشكيل لجنة او حتى تعيين اعضاء اتحاد كرة قدم جديد لفترة انتقالية مدتها سنتين وتكون هذه اللجنة او الاتحاد من ذوي الكفاءات العلمية والاكاديمية العالية ومن المتخصصين بالشؤون الرياضية وبالذات كرة القدم، ويجب ان يكون رئيس الاتحاد صاحب نفوذ قوي وذو شخصية قوية ويجب ان يضم الاتحاد عضو متخصص بالنظام المالي والمحاسبي حتى يكون العمل سليما ويجب ان يتولى مهمة امانة السر فيه عضو ذا كفاءة عالية ويفضل ان يكون مركزه رام الله او غزة حتى يستطيع التواصل مع باقي اعضاء الاتحاد ومع الاتحادات العربية والدولية عبر المراسلات ويجب ان يكون الاعضاء الجدد من محافظات غزة والضفة بعيدا عن الفئوية والحزبية وانما من المهتمين بالشؤون الرياضية والكروية فقط.
اللجنة الفنية
يجب ان تكون اللجنة الفنية للاتحاد مبنية على اسس علمية واكاديمية تعمل على تطوير كرة القدم الفلسطينية والعمل بشكل جدي على تطوير امكانية المدرب الفلسطيني من خلال الدورات النوعية في الداخل والخارج. لجنة المنتخبات يجب تشكيل لجنة المنتخبات من شخصيات اكاديمية وعلمية لكي تعمل على بناء اسس علمية سليمة وبناء هيكلية المنتخبات ويجب ان يرأسها اكاديمي رياضي متخصص بكرة القدم.
لجنة الحكام المركزية
يفضل ان يتولى هذه اللجنة اناس ذا خلفية علمية وان يكون على تواصل مع الاتحادات العربية والآسيوية والدولية ويفضل ان يكون من عنصر الشباب. استحقاق التشكيل الجديد وبعد اتمام التشكيل الجديد للاتحاد يجب عليه ان يطلق الدوري العام حسب ما يراه مناسبا او ان يقوم بتقليص عدد الاندية الممتازة والاولى ووضع اسس سليمة ونظام عام وقوانين ملزمة للجميع حتى نستطيع التقدم الى الامام.
الاستغناء عن المحترفين والمدربين الاجانب
ثبت بالدليل القاطع ان لاعبنا المحلي افضل من اللاعبين الذين نأتي بهم من الخارج بحجة انهم محترفون واثبتت المباريات ان لاعبي قطاع غزة والضفة والذين يلعبون بالاردن وسوريا ومصر ولبنان افضل الف مرة من الذين يحترفون بالدول الاجنبية، فنيا ولياقة وخلقا وفدائية وحرارة، ولذلك علينا الاعتماد بشكل نهائي على لاعبنا المحلي واللاعب السوبر من المحترفين فقط. .. والمدرب المحترف ولا يختلف الامر بالنسبة للمدربين فيجب الاعتماد ايضا على المدرب المحلي في تدريبات المنتخب واختيار اللاعبين في غزة والضفة واثبت مدربنا انه يستطيع حمل هذا العبء اذا اعطي المجال والصلاحيات الكافية فلماذا لا نستفيد من غسان بلعاوي ومحمد الصباح واحمد الحسن ونعيم السويركي واسعد مجدلاني وغيرهم ومن ثم نأتي بمدير فني عربي او دولي بعد ذلك يعمل معهم ليكمل كل منهم ما عليه ويصبح العمل متكاملا.
مرحلة انتقالية
وبالنسبة لوقت تعيين الاتحاد الجديد او اللجنة الجديدة لتسيير عمل الاتحاد فاقترح ان تبدأ منذ اللحظة بالتوازي مع عمل الاتحاد الحالي والذي سينتهي فترته بعد ثلاثة اشهر، أي لا نريد انتخابات جديدة بعد ثلاثة اشهر بل يشرف على الاتحاد لجنة معينة من المتخصصين لمدة سنتين وبعد ذلك تجري الانتخابات للاتحاد، ونحن هنا نؤكد انه يوجد بعض من اعضاء الاتحاد حاولوا الاجتهاد والعمل بجد في الفترة السابقة وقدموا ما يستطيعون لكن اليد الواحدة لا تصفق، ولهذا وجب على المسؤولين القيام بواجبهم وترتيب البيت الكروي وفق اسس سليمة ولنبدأ من الصفر ولكن حسب نظم وقوانين معروفة.
المشاركات الخارجية
وبالنسبة للمشاركات الخارجية الرسمية منها والودية يجب على المسؤولين التوقف مليا قبل المشاركة بحيث يتخذ قرار رسمي بذلك بتجميد المشاركات لفترة وجيزة او المشاركة بعد الاستعداد اللازم والسليم وبفترة زمنية معقولة وليس المشاركة بطريقة ارتجالية كما هو معتاد حاليا وانا مع المشاركة المدروسة بشكل دقيق .