رم الله - معا - اختتم مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي وجامعة بير زيت مخيما تدريبيا شتويا لطلبة الجامعة، وشارك في المخيم الذي عقد في القرية السياحية في مدينة اريحا لمدة اربعة ايام (20) من طلبة الجامعة من مختلف الكليات والتخصصات، وتم تنظيمه بالشراكة مع عمادة شؤون الطلبة في جامعة بير زيت.
وقالت المحامية لونا عريقات رئيسة وحدة التوثيق والمناصرة في المركز ان هذه المخيم التدريبي يأتي في سياق عمل المركز في توعية فئات المجتمعات حول حقوق المرأة، وبناء مجموعات مجتمعية داعمة لحقوق النساء ومدافعة عنها والمساهمة في تغيير التوجهات المجتمعية السلبية تجاه قضايا المرأة، وبناء توجهات اكثر ايجابية.
واضافت عريقات ان المركز يعطي اهتماما خاصة للفئات الشابة وخاصة طلبة الجامعات الفلسطينية من مختلف التخصصات. واكدت عريقات ان هذا التوجه يأتي خاصة في ظل توقيع دولة فلسطين على سلسلة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية ومن بينها اتفاقية مناهضة كافة اشكال التمييز ضد المرأة "سيداو"، حيث من المتوقع ان يشكل ذلك اضافة نوعية جديدة على جهود محاربة التمييز والعنف ضد المرأة.
وبالنسبة لفعاليات المخيم التدريبي اشارت عريقات ان هذه الفعاليات ركز خلال الفترات الصباحية على حلقات التعليم وتوعية الطلبة حول واقع حقوق المرأةفي فلسطين من خلال تعريفهم على واقع الانظمة والقوانين السائدة وخاصة قانوني العقوبات والاحوال الشخصية، وكذلك محاور عمل المؤسسات الحقوقية من اجل تغيير هذا الواقع الذي ساهم حتى الآن في تفشي ظاهرة التمييز والعنف ضد النساء وانتهاك حقوفقهن في مجالات عديدة.
وعرضت خلال جلسات التوعية المختلفة الواقع القانوني المطبق في فلسطين ووضعية النساء القانونية والاجتماعية والتركيز على مفاهيم النوع الاجتماعي وتقسيم الادوار الاجتماعية.
اما خلال الفترة المسائية فاوضحت المحامية روان عبيد منسقة برنامج التوعية في مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي انها اشتملت على نشاطات ترفيهية تعليمية ميدانية للتعرف على المناطق الاثرية والتاريخية في مدينة اريحا، وتضمنت حضور ومناقشة فيلم وهلأ لوين للبنانية نادين لبكي وربطه بالقرار 1325 المتعلق بمشاركة النساء في صنع القرار وصنع السلام، وفعاليات بناء الفريق بالتعاون مع المنشطة آن دحدح، بالاضافة إلى جولات تعريفية لمواقع تل أريحا القديمة بوصفه أقدم مدينة مسورة في العالم، وقصر هشام والمتحف الروسي مع شجرة الجميزة وتضمنت شرحاً موسعا لتاريخ هذه المناطق.
الدكتورة آمال دحيدل المرشدة النفسية- قسم الارشاد في عمادة شؤون الطلبة في جامعة بير زيت اكدت ان هذا المخيم التدريبي يأتي في سياق الشراكة المتواصلة بين الجامعة ومركز المرأة للارشاد عبر سلسلة من الفعاليات التي تهدف الى تعريف الطلبة وتوسيع معارفهم وثقافتهم المجتمعية. واشارت دحيدل ان تنظيم هذا المخيم خارج الجامعة من اجل اتاحة الفرصة امام مجموعات من الطلبة للمشاركة في فعاليات التوعية خارج حدود الحرم الجامعي وتمكينهم من التعرف والتعلم عن القضايا المجتمعية المختلفة، ومن ضمنها قضايا المرأة، وكذلك اتاحة الفرصة امامهم للتفاعل الاوسع فيما بينهم ومناقشة الافكار والعناوين التي تعرفوا عليها خلال الجلسات المختلفة طوال ايام المخيم. واضافت دحيدل ان المخيم شكل ايضا فرصة للطلبة للتعرف على الاماكن التاريخية والاثرية في مدينة اريحا والقيام عبر القيام بالعديد من الانشطة والزيارات الميدانية لهذه المناطق.
الطالب منذر اقطش تخصص اللغة الانجليزية اشار الى انهذا المخيم التدريبي "حقوق مراة حقوق انسان" ساهم في توسيع وصقل معرفته بالجانب القانوني الخاص بالمرأة. واضاف اقطش انه اكتسبت موسوعة كبيرة من المعلومات حول اليات التعامل التي تحكم المجتمع ونظرته تجاه المرأة، واسس التمييز الذي تتعرض له المرأة.
وأشار اقطش ان المعلومات التي اكتسبها خلال المخيم التدريبي ستساعده مستقبلا من القيام بدور فاعل في جهود محاربة التمييز والعنف ضد المرأة. اما الطالبة في قسم الاذاعة والتلفزيون فانتينا شولي فقالت انها تعرفت بشكل واسع على واقع التمييز الذي تتعرض له النساء، واضافت شولي ان اسلوب التدريب في المخيم والتفاعل بين المدربين والطلبة ساهم بشكل كبير في سلاسة اكتساب المعلوب وزيادة رغبة المشاركين في الحصول على المعلومات ومناقشتها. اما الطالب في السنة الرابعة في قسم ادارة الاعمال باسل جابر فاكد انه تعرف لاول مرة على العديد من المعاهدات والمواثيق الدولية، وخاصة اتفاقية "سيداو"،كما تعرف على الواقع القانوني القائم في فلسطين في هذا المجال، واضاف جابر ان ما تعرف عليه خلال المخيم التدريبي رفع من قدرته واستعداده للقيام بدور مناسب في مواجهة التمييز ضد المرأة، واوصى باهمية مواصلة مثل هذه النشاطات التدريبية وتعميمها على قطاع اوسع من طلبة الجامعات خصوصا والمجتمع عموما.
واشارت طالبة السنة الثالثة في قسم التمريض فاطمة الشيخ ان تنوع المجموعة المشاركة من مختلف التخصصات ساهم بشكل كبير في تبادل الافكار والاراء ومناقشة مفتوحة بينهم للعناوين التي تناولها التدريب على مدار الايام الاربعة، مضيفة ان ما تعرفت عليه خلال التدريب سيساهم في اغناء حياتها العملية والمهنية بعد التخرج وسيمكنها من ان تكون مستعدة بصورة افضل لممارسة دور ايجابي في مواجهة العنف والتمييز ضد المرأة.
في نهاية المخيم التدريبي اجمع المشاركون على اهمية استمرار عقد مثل هذه الانشطة التدريبية للطلبة، واوصوا بتعزيز مثل هذه التجربة التي تضمنت اساليب متنوعة في التوعية والثقيف، وربط ذلك مع الواقع القائم في المجتمع الفلسطيني. وعقد احتفال تخريجي للمشاركين تخلله عدة كلمات من مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي وعمادة شؤون الطلبة في جامعة بير زيت والطلبة الخريجين، وجرى في نهايته توزيع الشهادات على الخريجين.