محطات من دورينا

بقلم: صادق الخضور
انتهى الذهاب، وتصدّر العميد، وكانت الجولات الثلاثة الأخيرة من عمر دورينا مثيرة، فقد عاود الخضر صحوته، وكان أن واصل السموع سطوته رغم خسارة لجولة الأخيرة، في حين تأزم موقف دورا، ولا زال هلال القدس في وضع محيّر رغم ما أنجزه الفريق في الجولات الأربع الأخيرة، ولا زال بلاطة يبحث عن ذاته، أما الأمعري فواصل حكاية المواسم الماضية ولا زال الفريق بعيدا عن الأمعري الذي عهدناه منافسا قويا.
وفي ظل تراجع الثقافي والصحوة المتأخرة للترجي، تتزايد التكهنات عن الإياب.

التعزيز يطلّ سريعا
بأسرع مما توقع الجميع، وما أن لفظت مرحلة الذهاب أنفاسها حتى ارتفعت وتيرة الصفقات للإياب.
الأهلي والغزلان بالتعزيز مطالبان، فالاستحقاق الآسيوي لا يحتمل التأجيل، والفريقان اللذان عززا في الذهاب كانا أول فريقين يبادران للتعزيز في الإياب، ومما لا شك فيه أن الفريقين لم يقنعا هجوميا في الذهاب، وقد بدا جليا من التعزيز الذي قام به الأهلي منذ بداية الدوري إغفاله الجانب الهجومي، أمّا الغزلان ورغم امتلاكه أسماء عديدة إلا إن عدم التوفيق لازم المهاجمين، وهذه المعطيات تفرض ذاتها على الفريقين.
العميد المتصدر يحظى بتوازن في الخطوط، وقد أبرم الفريق صفقة في خط الدفاع، وبانتظار الإعلان عن صفقات أخرى، أما الترجي ورغم التحسن الكبير في آخر جولتين إلا أن الفريق بحاجة إلى تدعيم في بعض المراكز.
دورا يعاني والفريق لا يزال يعاني دفاعيا، في حين يبدو بلاطة متأثرا بخروج بعض عناصره، ومستوى الثقافي في آخر أربع جولات مقلق.
الخضر ومع استعانته بالمدرب المحنك سمير عيسى عاد لأجواء المنافسة، ومباراة الفريق مع العميد في الجولة الأولى من عمر الإياب مباراة حاسمة.
بعض الفرق بدأت تعزيزاتها، والأيام القادمة ستحمل معها عديد الأخبار عن الصفقات.

أبرز الوافدين لدورينا في الذهاب
مما لا يختلف عليه اثنان أن اللاعب أحمد أبو ناهية أبرز لاعبي الذهاب، فقد فرض اللاعب نفسه نجما مع العميد والمنتخب على حد سواء.
أبو ناهية يجيد التحرك والتحكم والتصرف بالكرة، وأبرز ما سجلّه اللاعب تعاونه مع اللاعبين وعدم أنانيته، واللاعب يفرح لأي هدف يسجله فريقه حتى لو لم يكن هو المسجّل للهدف، ومن يتابع ردود فعل اللاعب يكتشف ذلك، وهو لاعب مثابر ومواظب، وهو من اللاعبين الذين نجحوا في التأقلم سريعا مع أجواء الدوري.
في معرض الحديث عن اللاعبين الذين برزوا نسجل تألق اللاعب محمود وادي في الجولات الأربع الأخيرة من الذهاب، واللاعب فرض نفسه نجما لافتا في المباريات الأخيرة، كما عاد أحمد ماهر في آخر مباراتين.
الجولات الثلاثة الأخيرة كانت شاهدا على عودة المبدع مصعب البطاط لمستواه المعهود، بل وقيامه بدور هجومي واضح يتقاطع وما قدمّه هذا اللاعب دوما من نزوع نحو الهجوم، وتألق واضح في الدفاع، وقد كانت عودة اللاعب بعد الإصابة سببا في استعادة الغزلان التوازن.
ورغم بروز بعض الأسماء إلا أن هناك أسماء كثيرة تراجعت بشكل ملفت للنظر ما يستوجب طرح العديد من التساؤلات، فقد كان هناك لاعبون برزوا في المنتخب أكثر من بروزهم مع أنديتهم.

أمل: استفتاء شامل
مع انتهاء الذهاب، نأمل أن تبادر وكالة معا لتنظيم استفتاء شامل لاختيار الأميز والأبرز في الخطوط كافة، وهنا نأمل أن تتم تغطية الاستفتاء من الجهة الراعية للدوري" الوطنية موبايل"، وبحيث تتضمن الجوائز حوافز تشجيعية للاعبين والإعلاميين والمدربين ومساعديهم علاوة على أفضل جمهور.
الاستفتاء ضرورة، وهو يشكل سببا في حراك مأمول، ولا يعترينا الشك لحظة في أنّ "معا " وعبر أستاذنا القدير الزميل عمر الجعفري قادرة على إخراج الاستفتاء في حلّة قشيبة.
الاستفتاء فرصة للتقييم، ونجاح الاستفتاء المنظم قبل سنوات سبب وجيه لإعادة التنظيم، وتحقيق المزيد من التفاعل مع دورينا، والاستفتاء في حال تنظيمه والإشراف عليه من لجنة متخصصة سيكون خير تتويج لمرحلة الذهاب التي شهدت تميزا فرديا للاعبين كثر وعدد من المدربين رغم أن مستوى الدوري عموما لا يرق للحد المأمول.
500 شخصية رياضية وإعلامية وإدارية ومن جماهير الأندية واللاعبين كفيلة بأن تمنح الاستفتاء زخما وأن تضفي عليه رونقا خاصا يتناسب وما بذله اللاعبون من جهد عبر مراحل الدوري.
بانتظار خطوة على هذا الصعيد.