نشر بتاريخ: 30/12/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:03 )
غزة- تقرير معا- بعد استشهاد عبد الرحمن المباشر، أغلقت كتائب القسام دائرة قادتها الميدانيين الخمسة الذين تولوا الإشراف على احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأسدل الستار عن واحدة من أهم العمليات الأمنية تعقيدا في تاريخ الصراع مع الاحتلال.
خمسة من قادة القسام الميدانيين وعلى مدار 1800 يوم، تمكنوا بمهارة وتمويه كبيرين من الاحتفاظ "بشاليط" بالرغم من كل الوسائل والأساليب الاستخبارتية والتقنية التي جندتها إسرائيل لمعرفة اية معلومة تدلل على مكان احتجازه.
المحلل السياسي حسام الدجني قال إن كتائب القسام أرادت الوفاء للشهداء أمام الرأي العام الفلسطيني تحديدا بعد استشهاد القائد الميداني في مدينة خان يونس عبد الرحمن المباشر الذي استشهد، أول أمس الاثنين، إثر انهيار نفق عليه شرق المدينة.
وأكد الدجني أن القسام أرادت من خلال نشر هذه الأسماء تحريك المياه الراكدة في المجتمع الإسرائيلي حول جنوده المختطفين وتذكيره أن خمس سنوات لم تفلح أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وغيرها من الوصول إلى معلومة حول اسر شاليط ومكانه وان مستقبل هدار جولدن وشاؤول ارون يحاكي نفس مستقبل شاليط.
وقال الدجني: "بالتالي هذه رسالة للاحتلال الإسرائيلي أن اختصروا الوقت واحتجوا واضغطوا على حكومتكم من اجل بدء جولة جديدة من التفاوض مع حركة حماس والإفراج عن الجنود المأسورين لدى المقاومة مقابل".
وأكد الدجني أن في رسالة القسام ضرب لمنظمة الاستخبارات الاسرائيلية وهي ذات بعد امني وسياسي تؤكد أن إسرائيل لم تعلم أين كان شاليط ومن هم آسروه وهوياتهم، مشددا: "وعندما يعلن القسام عنهم وانهم استشهدوا بمهمات مختلفة في الميدان أو بمهمات جهادية أو قصف أو غير ذلك فهي تطلق رسالة لكل من يهمه الأمر في اسرائيل بأنه لا يمكن أن تصلوا إلى أي معلومة خاصة بالجنود المأسورين وكما فشلتم في شاليط ستفشلون في غير شاليط".
وكانت الكتائب أعلنت أن الشهداء الذين شاركوا بشكل مباشر في احتجاز شاليط طوال فترة اسره هم القادة الميدانيون: سامي الحمايدة وعبدالله علي لبد وخالد أبو بكرة ومحمد رشيد داود وعبد الرحمن المباشر.
المحلل السياسي ابراهيم المدهون اكد ان هؤلاء القادة الخمسة انتصروا عندما استطاعوا احتجاز جندي إسرائيلي لمدة خمس سنوات والحفاظ عليه رغم التكنولوجيا الإسرائيلية والتفوق الاستخباراتي وانتصروا على كل المقاومات الإسرائيلية في الكشف عن مكان هذا الجندي".
ولفت المدهون الى ان وجود ملفات مشابهة لدى القسام على غرار ملف شاليط ابرزهم هدار جولدن وشاؤول ارون يدفع القسام إلى فتح هذه الملفات في كل فترة لتحريك هذا الملف وتذكير الاحتلال الإسرائيلي بالجنود وبالأسرى على أمل أن يصل إلى صفقة مشابهة لصفقة وفاء الأحرار.
وأشار المدهون أن نشر هذه الأسماء يذكر الاحتلال الإسرائيلي بما يفقد لدى المقاومة وستؤدي حتما إلى حراك داخل المجتمع الإسرائيلي لكنها تبقى في إطار تحريك للمياه الراكدة أكثر منها انتظار لنتائج مباشرة.
وبالرغم من كل تلك الإمكانات الهائلة التي جندتها إسرائيل تمكن قادة القسام الذين استشهدوا جميعا من خداع اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وأفشلت كل مخططات إسرائيل وبعد أن تحدثت القسام عن ماضيها بشاليط ونتائجه فان مستقبل هدار جولدن وشاؤول ارون له قواعد جديدة سيتم التعرف عليها حال تحريك الملف.