الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أريحا بين الماضي و الحاضر على الصعيد الرياضي

نشر بتاريخ: 30/12/2015 ( آخر تحديث: 30/12/2015 الساعة: 13:38 )
أريحا بين الماضي و الحاضر على الصعيد الرياضي
بقلم : سامر شحاده
إن المتتبع للواقع الرياضي في مدينة أريحا و على كافة الأصعدة و في كل الميادين , يلاحظ التراجع الرهيب الذي أصاب الحركة الرياضية و في مقدمتها العاب كرة القدم و السلة و الطائرة، فبعد أن كانت أريحا تتبوأ مكانة مرموقة على الساحة الرياضية ممثلة بأنديتها التي كانت في مقدمة فرق الضفة الغربية وأبرزها ناديا هلال أريحا و شباب أريحا في كرة القدم و نادي الراعي الصالح في كرة السلة و ناديا شباب أريحا وشباب العوجا في كرة الطائرة , حيث كانت هذه الأندية من أعتى الفرق ,و تقدم مستويات قوية في الألعاب الرياضية المختلفة, ودونت تاريخا رياضيا مشرفا لمدينة أريحا عبر سنين مضت .

ولكن مع دخول الرياضة مرحلة جديدة تتمثل بدخول عالم الاحتراف بدأت هذه الأندية بالتراجع وعدم مجاراة الواقع الجديد للرياضة الفلسطينية و خصوصا كرة القدم التي أصبحت تعتمد بنسبة كبيرة على المال و الموارد البشرية في الوقت الذي تعاني منه مدينة أريحا وضعا اقتصاديا صعبا مقارنة بالمحافظات الأخرى .

و الواقع الآن لا يرضي عدوا قبل الصديق , فالرياضة الريحاوية أصابها الركود و عدم القدرة على مواصلة رسم الانجازات و مراكمتها , و لعل ذلك عائد إلى أسباب عدة في مقدمتها الوضع الاقتصادي للمدينة التي تعتبر من أفقر المدن في فلسطين مما اثر بالسلب على الالتفاف الجماهيري حول هذه الأندية في زمن الاحتراف الذي أصبح معياره الأساسي القدرة المالية الكبيرة من اجل استمرارية أي ناد على الساحة الرياضية , بالإضافة إلى عدم تحمل الجهات الرسمية في المحافظة مسؤولياتها تجاه هذه الأندية و عدم وضع الخطط الإستراتيجية للحفاظ على ديمومتها و استمراريتها في ظل المتطلبات المادية الكبيرة للرياضة .و هذا لايعني أن هذه المعضلة لا حل لها .

فإذا أخذت الجهات الرسمية و أصحاب رؤوس الأموال في المحافظة و ذوي الاختصاص في المجال الرياضي على عاتقها تغيير الواقع المرير للرياضة الريحاوية من خلال وضع الخطط الاستراتيجية الكفيلة برفع مستوى الرياضة و جعلها قادرة على مواكبة التطور على الصعيد الرياضي و هذه مسؤولية كبرى تقع على كاهل أصحاب القرار في المحافظة وذوي الكفاءات الرياضية الكبيرة التي تنؤوا بنفسها بعيدا عن الرياضة لأسبابها المختلفة, عندها سيكون بالإمكان إيجاد الحلول المناسبة للخروج من هذا الواقع الذي يصيبنا بالحسرة و الألم على تاريخ مضى نبكي عليه في الوقت الذي لايفيد و لا ينفع فيه البكاء .ولا التغني بسالف الزمان الرياضي لمحافظة أريحا التي تحتاج الة ثورة رياضية حقيقية من اجل إعادة و تجديد التاريخ الرياضي الحافل لأريحا و أنديتها .