الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كلية الآداب في جامعة النجاح الوطنية تفتتح مؤتمرها " دور الترجمة في حوار الحضارات"

نشر بتاريخ: 21/10/2007 ( آخر تحديث: 21/10/2007 الساعة: 15:42 )
نابلس- معا-افتتحت كلية الآداب في جامعة النجاح الوطنية صباح اليوم اول ايام مؤتمر " درو الترجمة في حوار الحضارات" والذي تنظمه الكلية ويشارك فيه اكثر من ثلاثين باحث وباحثة من عدد من الدولا لعربية وفلسطين.

وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاستاذ الدكتور رامي الحمد الله، رئيس الجامعة، والاستاذ الدكتور ماهر النتشة، نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية، والاستاذ الدكتور خليل عودة، عميد كلية الآداب، والاستاذ الدكتور يحيى جبر، رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة، والشاعر حسن محمود شبارو.

وفي البداية رحب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الأستاذ الدكتور يحيى جبر بالمشاركين الذين توافدوا من جميع أنحاء فلسطين، ومن خارجها، ثم قدم راعي الحفل الأستاذ الدكتور رامي الحمد الله، رئيس الجامعة، حيث ألقى كلمة رحب فيها بالمشاركين والحضور، وبين أثر الترجمة عبر العصور، وما كان لها من دور في التلاقح الحضاري، والتقريب بين الشعوب واكد خلال كلمته ان الحضارة ليست كلمة تقال أو قراءة لصفحات كتـاب او مجلد فقط بل هي عصارة فكر وخلاصة جهد إنسان استمـر آلاف السنين منذ أن وطأ الإنسان هذه الأرض، ولكـن الحضارة مهما كانت في المجال الروحاني أو المادي فـإن قيمتها في إعمارها للأرض وليس جلـب الاختراعات لإفناء خصوبة الكرة الأرضيـة ومـا عليهـا وفتح الآفاق أمام الاستمرار في رخاء الإنسانية ورفاهيتها في إطار التعاليم السماوية، لتعزيز التقارب وترسيخ التفاهم وبناء الصداقات المبنية على التعاون والأمن والسلام بين مختلف الشعوب في إطار الحوار والاحترام المتبادل بينها، وبذلك تكون الترجمة وسيلة لتقارب الشعوب والحضارات.

واضاف انه إدراكاً من القادة أو المفكرين الإسلاميين كبداية في العصر الأموي واستمراراً ونهوضاً في العصر العباسي والأندلسي فقد اعتنوا بالترجمة عناية مركزة باعتبار أنها حاجة إنسانية تقتضيها الطبيعة الإنسانية العاقلة لتربية النشء على أسلوب الحوار وقبول الآخرين لجميع البشرية الى أوسع الحدود وتمكين مختلف فئات المجتمع من الإسهام فيها لنقل الحوار الإنساني من المرحلة النظرية الى المرحلة التطبيقية في مختلف أوجه الحياة وابتكار أنشطة للتعاون لتنمية وسائل وثقافة الحوار التطبيقي بجانبيه المادي والمعنوي بهدف صقل المعارف والتجارب والخبرات.

ثم تحدث الأستاذ الدكتور خليل عودة؛ عميد كلية الآداب، وأكد على ضرورة الحوار بين الأمم، لتحقيق التعاون ،وتوثيق الروابط بينها، والترجمة هي الوسيلة الذهبية لتحقيق هذا الغرض النبيل.

واشار الى ان هذا المؤتمر يؤسس لمرحلة عميقة في فهم طبيعة المثاقفة وخصوصية الحوار في الوقت الذي طغت فيه العولمة واصبحت تلاحق عقولنا، وتحاول بوسائلها الحديثة الغاء الخصوصية اللغوية والهوية الثقافية والشخصية الحضارية لنا ولغيرنا من الشعوب التي تركب في العربة الاخيرة من قطار العولمة المندفع باقصى سرعة نحو عالم مجهول لا احد يعرف حدوده ولا محطته الاخيرة، وتساءل عودة اين نحن من هذه العولمة التي تتلوى كالافعى حول الخاصرة والتي تؤدي بنا الى الدوار حينا والى عدم التوازن حينا اخر. ودعا الى استلهام العبر والدروس من تجارب العرب القدماء.

ويشارك في هذا المؤتمر نخبة من الباحثين والباحثات تنوّعت موضوعاتهم، وتعددت اهتماماتهم، واختلفت مناهجهم في معالجة أبحاثهم، فقد أربى المشاركون على الخمسة والثلاثين، وغطت الأبحاث أمداء واسعة من الزمن؛ من العصر العباسي، إلى الحقبة المغولية، والحروب الصليبية من وجهتي نظر مختلفتين، إلى العصر الحديث وما استجد فيه من شؤون الترجمة واتساع دائرة الاهتمام بها، وارتقاء الدور الذي باتت تلعبه. والمخاطر الجمة التي تنجم عن الترجمة الحرفية، والعوائق التي تحول دون اعتماد الترجمة الآلية نظرا لاتساع دائرة المدلول الثقافي للمفردات مما يعجز المبرمجون عن حوسبته.

ومن الأبحاث ما تناول جهود مترجم بعينه، عربيا كان كرفاعة الطهطاوي، أو فلسطينيا كعادل زعيتر، شيخ المترجمين العرب كما أسماه وديع فلسطين القبطي المصري، أستاذ الصحافة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. وخيري حماد الذي لعب دورا مرموقا بمصر أيام عبد الناصر.

ومن الأبحاث ما دار حول قضية لطالما ثارت من حولها التساؤلات، إلى أخرى تناولت قضية بعينها، أو تجربة خاض غمارها مترجم بعينه، إلى أخرى جاءت تطبيقا على نص بعينه أو موضوع يتناول بعض قضايا اللغة.

ففي الجلسة الأولى، التي ترأسها رئيس قسم التاريخ، الدكتور عدنان ملحم، تحدث الدكتور بلال الشافعي، رئيس قسم اللغة الفرنسية، وزميله محمود سعادة عن التباين في المفاهيم في مصطلح الحروب الصليبية بين الحضارة الغربية والإسلامية،

ثم تحدث الدكتور جلال سلامة، من جامعة القدس المفتوحة عن الترجمة في التاريخ الإسلامي العباسي، أعقبه الأستاذ الدكتور قسطندي الشوملي، من جامعة بيت لحم، فتناول رواد حركة الترجمة في فلسطين، وكيف أن هذا النشاط الحضاري المميز بدأ في فلسطين منذ وقت مبكر،

وقدم الدكتور محمد العلامي، رئيس قسم التاريخ بجامعة الخليل، دراسة نقدية لنموذج مترجم، وجدير بالذكر أن للعلامي جهودا مميزة في الترجمة عن الروسية. وشارك الأستاذ الدكتور أحمد العطاونة، النائب الأكاديمي لرئيس جامعة الخليل، وزميلته ماريا الأقرع، من جامعة النجاح الوطنية، ببحث دارا به حول تقييم تدريس الترجمة في الجامعات الفلسطينية.أما الدكتورة بسمة الدجاني، من الجامعة الأردنية، فقد شاركت ببحث ألقي بالنيابة عنها، يدور حول " تجارب رائدة تركت أثرا بارزا في المجتمع المتلقي.أما الدكتور أيمن نزال، رئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة النجاح فقد قدم بحثا حول الترجمة باعتبارها وسيلة للتواصل الحضاري بين الأمم. ثم قرئت ورقة الدكتور عبد الفتاح جبر، من جامعة البحرين،وهي بعنوان:دور الترجمة في حوار الحضارات.

في الجلسة الثانية، التي ترأسها الدكتور بلال الشافعي، تحدث الدكتور فيصل طحيمر، من جامعة القدس المفتوحة عن دور الترجمة بين الذات والآخر، ثم قدم الأستاذ الدكتور عادل الأسطة عن تجربته في الترجمة، ونذكّر هنا بجهود الأسطة في الترجمة، وخاصة عن الألمانية.

وتناول الباحثان من جامعة القدس المفتوحة: الدكتور زاهر حننه، والأستاذ ماجد حسنين، أثر الترجمة في شيوع الأخطاء اللغوية في العربية، أما الدكتور سعيد البيشاوي، فقد تحدث عن ترجمة الرحلات الأوروبية في العصر الوسيط، وجدير بالذكر أن للباحث جهودا مميزة في تحقيق عدد من هذه الكتب ونشرها.وتناول الدكتور عبد الرحمن الأقرع، من جامعة النجاح الوطنية عن دور الترجمة في صيانة التراث الطبي الإنساني،

أما الدكتور غانم مزعل، مدرس اللغة العبرية بجامعة النجاح فقد تحدث عن دور الترجمة في معرفة الآخر، كما قدم الدكتور رائد عبد الرحيم بحثا طريفا حول الألفاظ المغولية التي تسربت إلى الأدب المملوكي وكتب مؤرخيه. وسيتابع المؤتمر جلساته غدا على نحو ما هو مدرج في برنامجه.